ينبغي علينا بعد رؤية هذه الفواجع والحوادث والنوازل
أن نسرع ونجدد التوبة مع الله
فالموت قادم قادم بكل الأحوال..
ونحن في زمن أخبرنا عليه الصلاة والسلام بحصول الخسف والزلازل وموت الفجأة به لكثرة ذنوبنا
والسعيد من يختم الله له بالصالحات من الأعمال
"فالموت يأتي بغتةً والقبر صندوق العمل"
فلا نستبعد عن أنفسنا البلاء الذي حل بغيرنا
﴿وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير﴾
وإنا لله وإنا إليه راجعون

=======

من زعم أنَّ بلاءه فوق عافيته؛ فقد كذَب نفسه وربَّه.
إنْ هي إلَّا ساعة تعبٍ وساعات راحةٍ، وإنَّ لطف اللَّه لغالبٌ.
لكنَّ سنَّة ربِّنا في البلايا جاريةٌ؛ من فرَّغ وجهه لها؛ عظُم شعوره بها.
لا يُحمِّل الرَّحمن عباده فوق طاقاتهم قدَرًا ؛ كما لا يكلِّفهم بما لا يستطيعون شرعًا.
"لا تجتمع في بلاءٍ شدَّةٌ ومدَّةٌ؛ إن يشتدَّ لم يمتدَّ، وإن يمتدَّ لم يشتدَّ"؛ لا يشهد لها إلَّا الشَّاكرون.
أيُّها المسرفون في الشَّكوى والأنين؛ إذا صدَّقناكم؛ كذَّبنا ربَّ العالمين.
لا استخفافًا بمحنكم وفتنكم؛ لكنَّ اللَّه حدَّثنا أنَّ رأفته أبلغ، ورحمته أسبغ.
ادَّخروا لضيق البلاء نفقةً من سعة العافية، زاحموا همومكم.
إنَّ اللَّه أقرب لمن ابتلاه ممَّن عافاه؛ أفلح فقهاء البلاء....


مجالس الصالحين📚

- من ابتلي بالتقصير عنه فليتدارك نفسه بالتوبة والندم والإستغفار فيما سلف ، فإنه يجد ربه قريبًا إذا راجعه ،

- قابلاً له إذا فزع إليه ، غافرًا لما سلف من ذنوبه ، كما قال تعالىٰ : ﴿ غافِرِ الذَّنبِ وَقابِلِ التَّوبِ شَديدِ العِقابِ ﴾ .

- فمن امتحن بتسويف التوبة، ومماطلة النفس ، فليكثر من فعل الخير ما أمكنه ، ولعل حسناته تذهب سيئاته ،

- وليدخل في قول الله تعالى : ﴿ خَلَطوا عَمَلًا صالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتوبَ عَلَيهِم إِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ ﴾ .

- ومن ابتلي وعجز فليتمسك بالعروة الوثقى، عروة الإسلام، فلعله ينجو من الخلود في النار ، وهو ناج منه بلا شك من مات مسلماً.

〖 رسائل الإمام ابن حزم 〗

=============

﴿ إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا ﴾

واعلم أنه قلَّ مَن صَبَر على حادثةٍ، وتماسك في نكبةٍ، إلا كان إنكشافها عنه وشيكًا، وكان الفرج منه قريبًا .
‏[ أدب الدنيا والدنيا - ااماوردي ]


إذا عرفت معنى سوء الخاتمة، فاحذر أسبابها، وأعد ما يصلح لها، وإياك والتسويف بالاستعداد، فان العمر قصير، كل نفس من أنفاسك بمنزلة خاتمتك، لأنه يمكن أن تخطف فيه روحك، والإنسان يموت على ما عاش عليه، ويحشر على ما مات عليه.
[ مختصر منهاج القاصدين - ابن قدامة ]


قول للتأمل : متى خشع القلبُ لله وللحقِّ، عظمت فيه الصَّغائر من قوَّة إحساسه بها، فيراها كبيرةً وإن عمِي النَّاسُ عنها.
[ وحي القلم - الرافعي ]

مجالس الصالحين📚

قال الله تعالى :

‏- { وبشر المخبتين }

يقول ابن القيّم:
ﻭاﻹﺧﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ، ﻛﺎﻟﺴﻜﻴﻨﺔ، ﻭاﻟﻴﻘﻴﻦ، ﻭاﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ..

المخبت هو: ‏الخاضع لربه، المستسلم لأمره، ‏ المتواضع لعباده،بشرهُ الله بخيريّ الدنيا والآخرة.
السعدي

• ذكر الله للمخبتين أربع علامات :

- وجل قلوبهم عند ذكره "والوجل خوف مقرون بهيبة ومحبة "

- وصبرهم على أقداره

- وإتيانهم بالصلاة قائمة الأركان ظاهرًا وباطنا

- وإحسانهم إلى عباده بالإنفاق مما آتاهم

ابن القيم

يا رب اجعلنا منهم
========

قال الله تعالى :

﴿ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ﴾*

إسأل الله دائماً أن يُدبرك لأحسن تدابيره ،
قال الإمام السعدي : تلك التدابير من عند المليك القدير فيُسعد بها ويشقي ، ويغني ويفقر، ويكرم ويهين ، وينزل الأرزاق !
عبدالعزيز الشثري

﴿ يدبر الأمر ﴾

ذكر بها قلبك؛ كلما خشيت أمرًا أو إعتراك همٌ أو أصابتك كُرب فإن أيقنت بها اطمأنت روحك ..
وكفى بربك هاديًا ونصيرا.

تبصِرة :

‏"يُدبر أمرك بينما أنت تُحارب قلقك،
يُدبر أمرك بينما أنت غارق في أفكارك،
يُدبر أمرك بينما تخشى وقوع مخاوفك،
يُدبر أمرك بينما أنت مُكتف بعجزك،
يُدبر أمرك بينما أنت تسعى خلف رغباتك،
يُدبر أمرك بينما أنت في تمام الحيرة ويقين الرجوع،

يُدبر أمرك لأنّه أعلم منك بِحالك ."

مجالس الصالحين📚

قال الإمام ابن القيم
- رحمه الله تعالى - :

وَتَاللَّهِ لَا تَجِدُ مَقَالَةً فَاسِدَةً ، وَلَا بِدْعَةً بَاطِلَةً إِلَّا وَفَاتِحَةُ الْكِتَابِ مُتَضَمِّنَةٌ لِرَدِّهَا وَإِبْطَالِهَا بِأَقْرَبِ الطُّرُقِ ، وَأَصَحِّهَا وَأَوْضَحِهَا ،

وَلَا تَجِدُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْمَعَارِفِ الْإِلَهِيَّةِ ، وَأَعْمَالِ الْقُلُوبِ وَأَدْوِيَتِهَا مِنْ عِلَلِهَا وَأَسْقَامِهَا إِلَّا وَفِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ مِفْتَاحُهُ ، وَمَوْضِعُ الدِّلَالَةِ عَلَيْهِ ،


وَلَا مَنْزِلًا مِنْ مَنَازِلِ السَّائِرِينَ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ إِلَّا وَبِدَايَتُهُ وَنِهَايَتُهُ فِيهَا ، وَلَعَمْرُ اللَّهِ إِنَّ شَأْنَهَا لَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ ، وَهِيَ فَوْقَ ذَلِكَ ،

وَمَا تَحَقَّقَ عَبْدٌ بِهَا ، وَاعْتَصَمَ بِهَا ، وَعَقَلَ عَمَّنْ تَكَلَّمَ بِهَا ، وَفَهِمَهَا وَفَهِمَ لَوَازِمَها وَوَقَعَ فِي بِدْعَةٍ وَلَا شِرْكٍ ، وَلَا أَصَابَهُ مَرَضٌ مِنْ أَمْرَاضِ الْقُلُوبِ إِلَّا لِمَامًا ، غَيْرَ مُسْتَقِرٍّ .

〖 زاد المعاد - ابن القيم 〗

============

"‏قال مكحول رحمه الله "

الجنين في بطن أمه لا يطلب ، ولا يحزن ولا يغتم ،

وإنما يأتيه رزقه في بطن أمه من دم حيضتها فمن ثم لا تحيض الحامل ..

فإذا وقع إلى الأرض استهل صرخ ، واستهلاله استنكار لمكانه الجديد،

فإذا قطعت سرته حوّل الله رزقه إلى ثديي أمه حتى لا يطلب ولا يحزن ولا يغتم .

ثم يصير طفلا يتناول الشيء بكفه فيأكله ،

فإذا هو بلغ قال : أنّى لي بالرزق ؟
أي من أين لي ؟
ويسيء الظن بربه ويظن أنه لن يرزقه .

فيقول مكحول : يا ويلك !
غذّاك وأنت في بطن أمك
، وأنت طفل صغير ،

حتى إذا اشتددت وعقلت قلت :
أنى لي بالرزق؟

[تَفسير ابن كثير/سورة الرعد ]

مجالس الصالحين📚

"الحياة مع القرآن وتدارسه نعيمٌ في نعيم
‏لا أحد يستشعره إلا لمن ذاقه..
فأوقاتنا محدودة..
وأيامنا تسبقنا إلى يومٍ موعود،
فاظفر بالقرآن جليسًا وأنيسًا
وهدايةً لذلك الطريق..
فأثـمـنُ ما تحـوزُ عليهِ في هذه الحـيـاة
مكوثك مع القـرآن"…


."مع القرآن لن تأثر فيك المواقف والأحداث مهما عظمت، ستجد من ملازمتك لكتاب الله قوةً وصبرًا وجبرًا،
وستجد فيه ما يواسيك ويبشرك،
ويبقى كتاب الله روحا، وغنى، وكفاية، وشفاء"....

=======

قال الله تعالى :

‏- { وبشر المخبتين }

يقول ابن القيّم:
ﻭاﻹﺧﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ، ﻛﺎﻟﺴﻜﻴﻨﺔ، ﻭاﻟﻴﻘﻴﻦ، ﻭاﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ..

المخبت هو: ‏الخاضع لربه، المستسلم لأمره، ‏ المتواضع لعباده،بشرهُ الله بخيريّ الدنيا والآخرة.
السعدي

ذكر الله للمخبتين أربع علامات :

- وجل قلوبهم عند ذكره "والوجل خوف مقرون بهيبة ومحبة "

- وصبرهم على أقداره

- وإتيانهم بالصلاة قائمة الأركان ظاهرًا وباطنا

- وإحسانهم إلى عباده بالإنفاق مما آتاهم

ابن القيم

يا رب اجعلنا منهم ....

مجالس الصالحين📚

قال عرفجة :

اسْتَقْرَأْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ : سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ..

فلما بلغ { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا }

ترك القراءة , وأقبل على أصحابه ، فقال :

آثَرْنَا الحياة الدنيا على الآخرة لِأَنَّا رَأَيْنَا زَهْرَتَهَا وَزِينَتَهَا وطعامها وشرابها ...!

وَزُوِّيَتْ عَنَّا الْآخِرَةُ فَاخْتَرْنَا العاجل على الآجل .

وقرأ : ( بَلْ يُؤْثِرُونَ ) بالياء .

( أبو داود في الزهد 163 )
عرفجة روى عنه جماعة منهم منصور بن المعتمر وهو لا يروي إلا عن ثقة .
وهذا أثر جليل فيه محاسبة للنفس ويصلح في عدة أبواب من أبواب العلم .

عبدالله_بن_مسعود
==========

قال ابن قدامة المقدسي
- رحمه الله تبارك وتعالىٰ - :

فاغتنم -رحمك الله- حیاتك النفيسة ، واحتفظ بأوقاتك العزيزة ، واعلم أن مدة حياتك محدودة ، وأنفاسك معدودة ، فكل نفس ينقص به جزء منك ،

والعمر كله قصير ، والباقي منه هو اليسير ، وكل جزء منه جوهرة نفيسة لا عد لها ، ولا خلف منها ؛ فإن بهذه الحياة اليسيرة خلود الأبد في النعيم ، أو العذاب الأليم ،

وإذا عادلت هذه الحياة بخلود الأبد؛ علمت أن كل نفس يعدله أكثر من ألف ألف عام في نعيم لا حصر له ، أو خلاف ذلك ، وما كان هكذا فلا قيمة له ،

فلا تضيع جواهر عمرك النفيسة بغير عمل ، ولا تذهبها بغير عوض ، واجتهد أن لا يخلو نفس من أنفاسك إلا في عمل طاعة ، أو قربة تتقرب بها .

〖 الوصية المباركة - ابن قدامة 〗

مجالس الصالحين📚