احدنا كان صادقاً و الآخر لم يكون بنفس درجة الصدق لذلك كان الفراق قاسياً كان ينهش قلبي كفريسة وقعت بين مخالب الاسد .
هكذا تكون الحياة عادلة هناك قوي و هناك ضعيف يعيش الحياة بحلم وردي

في كل مرة اجهز شنطة السفر تبقى يوماً كاملاً و فاها لا يغلق متأهباً لإلتهام اي قطعة امسك بها و كأنه ظل طوال هذه السنين جائعاً ، و انا لا اكف عن اشباع جوعة حتى اكاد آخذ غرفتي كاملة ، و بعد وصولي إلى وجهتي اكتشفت ان ما تحويه شنطتي لم اكن احتاجه البته
هذا هو الخوف من النقص دائماً و انا احاول سد ثغرات قلبي حتى لا احتاج ان افقد شيء و اكتشف بعد فترة ان قلبي مليء بأشياء لا يحتاجها عقلي .

اكاد اقفز إليك كل ثانية تمر بجوار مخيلتي التي لا تكف عن استحضارك كل حين و كأنك أصبحت من الواجبات عليها
امرتني ذات يوم ان اكف عن الثرثرة و ها انا اليوم اختنق بك و حروفي تتزاحم لترتب لك أجمل الجُمل
هل تذكر تلك الايام التي ظللت ساهرة انتظرك هل تتذكر كيف كانت حروفي تطير لك كنت اسطرها بحبر قلبي و كنت انت تقرأها بتباهي و ها انا اليوم اكتب و لا احد يتباهى بي .

لم احن .. انا فقط اريد ان اطمئن .. اُكتب دعني اعلم انك تستطيع ان تكتب ان تشارك الناس احداث يومك ، مشاعرك و اشياء آخرى .. و انا عرفت موقعي و تنحيت جانباً فقط اكتفيت بالمتابعة.

ابتعدت حين ايقنت ان لا مكان لي بين ثنايا قلبك فقط كنت على لسانك وقت تُثار مشاعرك
هذه الحياة تغرينا كثيراً و نتبعها بدون ان نشعر حتى نتوه بها .

نيتي الطيبة تجعلني اصدق كل ما يقال لي ، قلبي لا يظن سوء بأحد فقط هو دعائي دليلي في الحياة ، ورثت تعلقي بالدعاء من امي ، منذ أن كنت طفلة و أمي لا يكف قلبها و لسانها عن الدعاء لي و تحصيني كل صباح قبل ذهابي للمدرسة ، لانها تعرف ابنتها جيداً تعرف كيف كانت من برائتها تصدق كل شي و ممكن أن تنساق و تهيم على وجهها بسهولة ، لكنها حصنتني حتى كف الله عني آذى البشر .
كبرت و تعلمت منها ان لا اكف عن مناجاة ربي في كل وقت في الضيق و السعة في اوقات حزني و الفرح هكذا كبرت و هكذا سأكون حتى لا تضيع روحي في زِحام الحياة .