العنوان
((على ذكراك))
يتمثل العنوان في البيت السادس ’’
ولكن كل أبيات القصيدة هي ((على ذكراك)) كلها تبكي ذكراه ’’ كلها تحتري عودة مشاعر ’’ كلها منهكة حتى أثقلت ’’ كلها تنادي ((بعود)) والأهم من العودة كلها المعنى: عود ليّ ’’ فالذكرى لضلع قد خُلق منه وحن إليه ’’ لضلع منه وفيه ’’ ضلع يحرس قلب لا يقبل القسمة على 2 ’’
العنوان يأن ’’ يرتجي ’’ يستعطف ’’ جاوز حدود السهد ’’ أرق ’’ سهر ’’ حال من سُلبت كل كلها لتنذره لعودته ’’
عذاب إحساس المستعذب بآهاته ’’ وآه من عذابات واقفة تحتري ذاب كل ما بها ’’ عدى أمل العودة ’’
الله يا العذبة
((الغمام))

أحتاج لك!
وأغض طرف الليل
أحيا بك سهر!
,
وما أقسى الحاجة إذا أجرمت في حقوق العاطفة ’’ تلك العاطفة التي أسبغت عليها لون الليل ’’ فمن يشاطر العاشق سواه!!! وعجبي لو أتخذ نديما سواه يشاطره اللوعة ’’ ذاك المدخل يحاول أن يقصى ذاك الطرف الذي ينظر لحال قد طال عليه الوقت ’’ فالطرف يلمح تلك التي تكابد السهر ’’ وكأنه ألفها ’’ لم يستغرب مشاطرته اياها ’’ بات يرثي حالها ’’ تحاول أن لا ينظر لها ’’ فما الليل ونظراته إلا ذكرى تعنيها ’’ الليل اللي تسهره من أجله ’’ قد كان يوم بحضوره ’’ فكان مؤنسا ’’ أما الليل وهو يذكرها به ’’ فدخيل كل ما يأتي بطاريه أن ينفى ’’ فما عاد في الحيل حيل ’’ وكم السهر حياة للعاشق ’’ حياة لا يحيى فيها لكنها السلوى الأخيرة ’’ فمن خلال سهر الليل تتذكره ’’ وتعيد كل ما يقرنها به ’’ حيث الهدوء ’’ حيث النوم الذي رحل معه ’’ كما رحل كل ما هو جميل ’’
مدخل رااائع وبشدة ’’
مبدعة ’’

((ذكراك الدامعة))

1
دخيل أرواحنا الثكلى.. ودمعٍ تزدحم به عين

2
هزيم اشواقنا المرّة.. وضلع الليل وأحزاني!

وبداية استغاثة وطلب النجدة ’’ وهي من ومن هو (( الدخيل )) من يطلب الحماية من شخص عالي المقام ’’ عالي الخصال ’’ كريم الطبع ’’ كشيخ القبيلة أو ما شابه من مقامه ’’ وأنتِ تستغيثين بتلك (( الأروح الثكلى )) ’’ والله عليكِ من الأول ’’ حيث الثكلى : هي لأم فجعت بأحد أبناءها وفقدته ’’ وكم هي تلك المكلومة ذات حزن لا يوازيه حزن ’’ وأي حزن يوازي فقدان الأم لجزء لا يتجزأ منها ’’ تلك الروح قد جُمعت لأرواح ’’ فكم روح أُزهقت في غيابه ليجدد الأمل روح أخرى تحتريه ’’ وما أجمل التعبير وأروعه عندما تكون داخلة على حمى تلك الأروح ’’ حيث هي عالية المقام ’’ كيف لا !!! وهي روح تخصه وتختص به ’’ يعنيها هو ’’ روح ترينها في مقام كشيخ قبيلة ’’ لأنه هو ذاك المُنتظر لا يناسبه ’’ ولا يرتبط به إلا كل ما علا شأنه ’’
ثم الدخيل الأخرى لمن؟؟؟ لتلك الدموع التي احتقنت بعينها ’’ ملأتها وأصبحت من كثرتها مزدحمة ’’ فهنا الحزن فاق الحد ’’ ذاك الدمع أنتِ دخيلته ’’ تستنجدين به ’’ راااائعة جدا ’’ الدمع له علميا ثلاث أنواع: دمع الحزن ’’ والفرح ’’ ودمع العاطفة ’’ الدمع المرتبط بالجانب العاطفي إذا ما سال خفف من الهم ’’ هنا تستنجدين بالدمع ’’ تستحثيه على كثرته ليخفف ألم الفراق ’’ والهم الناجم عنه ’’ روعة روعة ونزيدها روعة ’’’
أما تقديري الدخول كدخيلة على ((الروح الثكلى)) ((الدمع)) لوجود ((الواو)) أداه العطف بينهما ’’ التي تفيد: المشاركة ’’’
وتكملين
بهزيمة تلك الأشواق ’’ تلك الأشواق التي فاض بها الكيل من المرارة التي طوقتها ’’ فالأشواق تواقة لرؤيته ’’ لذا بات المر يطوق حياتها ’’ وهل للحياة طعم!!! الحياة حلوة لمن عشق وأهتوى بقرب من هواه القلب ’’ ويصبح كل شيء مرّ بالبعد ’’ ولا غرو، فحال الفقد هنا ’’ هو حال السقيم الذي فقد التلذذ بطعم كل شيء ’’ فهنا العليلة السقيمة من داء العشق والهوى ’’

وكم ذكرتني ببيت يدل على سقم الحال من قصيدة ((البردة الرائعة للإمام البوصيري)) قال:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *** وينكر الفم طعم الماء من سقم
’’
وهكذا حال السقيم دائه يحرمه لذة التلذذ بالطيبات ’’ لنأتي إلى الشطر الثاني من الأروع ’’ ((ضلع الليل)) ومن هو؟؟؟ أراه أنتِ ترثين حالكِ لمصيبة ما أصابكِ ’’ الضلع ’’ حواء خُلقت من ضلع آدم ((عليه السلام)) ’’ كما أنتِ ترين نفسكِ من ذلك الضلع ’’ فليرفق به إذاً ’’ حيث خُلقت الأنثى من ذلك الضلع للدلالة على مدى قربها من قلب ذاك الذي استلت منه ’’ خلقت من جزء قريب من مصدر العاطفة ((القلب)) ليرفق بها ’’ كم رائعة أنتِ هنا ’’’ وآخر من تذكرينه ((الأحزان)) جاءت جمعا ’’ فقد تكالبت الهموم حتى غدا الهم هموم ’’ وحتى تضاعف الحزن لأحزان ’’ الله يا الجميلة ’’’

الصور والمحسنات والأساليب:

((دخيل أرواحنا الثكلى)): استعاره ’’ شبهتي الأروح وكأنها شخص عالي المقام يستغاث به ’’ الغرض منها: بيان سمو كل ما متعلق بذكراه وعلو شأنه ’’

((أرواحنا الثكلى)): كناية عن الحزن البالغ ’’ يشبه حزن الأم المفجوعة بفقد أحد ابناءها ’’’

((ودمعٍ تزدحم به عين)): استعارة ’’’ شبهتي العين كمكان قابل أن تزدحم فيه مفردات مادية ’’ الغرض منها: بيان كثرة الحزن بفقده ’’ لتخفيف الحزن تستنجدين بذاك الدمع ’’ الذي يخفف الهم ’’

((هزيم اشواقنا المرّة)): استعارة ’’’ شبهتي الأشواق وكأنها إنسان قابل يدخل كخصم بمعركة أو ما شابه فيُهزم ويغلب ’’’ الغرض منها: بيان عذاب الحب وأشواقه ’’’

((المرة)): كناية عن كل شيء برحيله فقد حلاوة وجودة ’’ كطعم المرارة بالفم ’’

((وضلع الليل)): استعارة ’’’ شبهتي لليل ضلوع كالإنسان ’’’ الغرض منها: رثاء الذات،،

ورائعة يا الروعة ولا أرانا الله دمع لكِ دمعتكِ غالية ’’’
بس ذي الدمعة الخيالية كانت رائعة ’’’
كم اسأل ذاك العذاب ’’ وذاك الدمع المتحدر ’
’ يهل كل ما به ’’ إلا من أهل ذاك الدمع!!!

((ذكراك الحاضرة))

3
دخليك.. لا نويت غياب.. وغيّبْك الشعور سنين

4
تعال أسأل خفايا الروح! بعدك وين أبلقاني!

ولا زالت الاستغاثة مستمرة ’’’ فالمصيبة كبيرة ’’ تتطلب فزعة ’’ تتطلب من يقف بالجانب ’’ تتطلب تخفيف ومواساة ,, والآن الانتقال من مواساة الذات للذات ’’ من التكفى التي تهز رجال ’’’ منه هو وهو فقط ’’’ فتتوسمين فيه شهامة لدرجة من يستجيره سيجيره ’’’ فهو كريم ابت كرام ’’ هذا ما ترينه فيه ’’ هذا ما هو عليه ’’’ هنا تطلبين به مستجيرة إذا كان موعد الفرقا ’’ موعد الغياب ’’ بيت النية بالذهاب والرحيل ’’’ وليعلم أنه بذاك الغيب ’’ سيغيب شعوره عنها ’’ شعور يحتويها ’’ أراه شعوركِ أنتِ فتلك المشاعر التي تحتري الملتهبة ’’ التي ترفض البعد شعوركِ ’’ لكن هو من سيغيب ’’ لذلك المشاعر سترحل معه ’’ تتبعه أينما كان ,,, ومن ثم بيان أن ذلك البعد بسنوات ’’ وكم أفسى المدة (( سنين )) إذا من يهوى لا يحتمل فراق ساعات فكيف بالسنين بشهورها وأيامها وساعاتها ودقائقها وثوانيها ’’ كيف يمر الوقت ؟؟؟ كما ذكرتي بما سبق مرارة ’’ ’’ فهنا تستعطفه وتستجيره إذا كان ناوي الغياب ’’ فليسأل مكنونات نفسها ’’’ تلك المكنونات التي تستر حبه وتحفظه ’’ تلك التي تهيم به عشقا ’’ ليسألها فقط هي ,,, سيعلم كم ذلك البعد كفيل ببعثرتها ’’ بشتاتها ’’ لدرجة أن لا تجد نفسها ولا تعرفها ’’ فعلا رائعة أنتِ هنا ومنطقية بواقع ’’ عندما يرحل العاشق عن قلب من هوته ’’ تضيع هويتها فمن هي ؟؟؟ وأين موقعها من خارطة المكان ؟؟؟ وماذا تصنع من بعده ؟؟؟ كل ذلك يبعثرها ’’ فهي عرفته حبيب و وطن ’’ عهدت نفسها أنا هي من خلال عشقها له ’’ هي تسكن تلك الأماكن ’’ الأماكن التي وطتها قدماه ’’ بغيابه ’’ ضاعت هويتها فلم تعد الضحكة والبسمة والرغبة بالحياة ’’ لم يعد السكن موطن ’’ موطن العشاق ’’’ قمة الروعة هنا شقول شخلي ’’ كل ما في البيتين ناطق ناطق ناطق ’’’

الصور والمحسنات والأساليب:

((دخليك)): كناية عن الاسترحام والاستعطاف بطلب النجدة منه ’’ وكناية عن طيب الأصل ’’،

((وغيّبْك الشعور سنين)) : استعارة ’’’ شبهتي الشعور كسفر يغيب الإنسان ’’ الغرض منها: بيان تلاشي المشاعر والإحساس من دونه ’’ فمشاعرها مرتبطة به ’’

((تعال أسأل خفايا الروح)): استعارة ’’’ شبهتي أن خفايا الروح كإنسان يُسأل ’ الغرض منها بيان أنه يسكنها ويستوطنها كعاطفة ,,

((وين أبلقاني)): أسلوب إنشائي طلبي ’’ نوعه: استفهام ((أين))، الغرض منه: بيان الشتات وضياع الحال ببعده ’’’
روعة وتنوع هنا ,,,