واهدافي طموح انسان
الله عليك
ابيات جميله
متزنه
لبقه سلمت وسلم قلمك

وكان الاستئذان رغم أني أملك بطاقة تصريح للدخول فالإبداع شائع ’’ وباب كرمه مشرع أبوابه ’’ لا يُسد من قبله ’’’ لكنها جاءت من باب الذوق ليس إلا ’’’ أمام ما لمسته من معاني ’’ كانت بعيدة لكنها ’’ لا زالت تنبض ’’ أرشيف شاعرها المُلهم بها لم يرتضي أن يفك قيدها ’’ ذهب الأمس ’’ ودارت رحى الأيام ’’’ ذاك الأمس البعيد ’’ حيث عقد من الزمان ’’ وبقى العقد الفريد من درر كلامه ’’ من لآلئ البحر ’’ ذاك الشاكي وما ألم به من داء ’’’ جاء للبحر يحكي حكايته ’’لم يبحر من موانيه ’’ ويحكي قصة ارتحاله بين مضارب الصحاري ’’’ رغم إن الركاب لم تهجر مضاربها ’’’ لكنه رحل بسفينة بدت بعد فترة ذات ثقب مفتعل ’’’ وكان لظى القيض في عز الهجير يلفح ذاك المرتحل بذات اليد المقترفة للثقب ’’’ وما رحلة العاشق بتلك الماهية إلا هروب من واقعه لواقعه ’’’ حيث هناك عشق قد رحل ’’ وظل غصة ارتحال ’’ وشكوى الهوى عذاب ’’ بين بحر وبر ’’ بين ماء ورمال ’’ فلنستمع لذاك الشاكي ’’’ ودواءه بتلك الراحلة منذ عقد مضى ’’’

العنوان
((بقايا الأمس))

عنوان خفيف الكلمات ’’’ رشيق العبارات ’’’ لكنه ثقيل الهم ’’ فعندما لا يكتمل رحيل اليوم ’’ ويبقى ليمثل الأمس ’’’ ويوصف كبقايا ’’ لنا أن نتخيل ذلك الأمس العالق بمعاليق القلب ’’’ بقى ولم يغادره ’’ كم هنا العنوان به حزن ’’ به حنين لذلك الأمس الباقي ’’ بل بالبقايا فهي إذا ذكريات لا ذكرى ’’’ الأمس الذي يتغنى به الشعراء دائما يكون بعيدا ’’’ لكنه يتمثل بالأمثال عادة ’’’ والكلام العامي فنقول : بكرة تكبر ’’ للدلالة على البكرة البعيدة زمنيا ’’’ كالأمس الذي أصبح بعيدا اليوم ’’ لكن لأن الشاعر يحفظ تفاصيله فكأنه بالأمس الاعتيادي ’’ وهذا أيضا دارج في العامي من القول نقول : كأنه صار البارحة ’’’ وأحيانا لما نشوف أحدهم تغير فجأة بنمو أما ما شابه نقول له : ما شاء الله كبرت ’ والله كني بك البارح وأنت ذاك الطفل ’’’ العنوان روعة من الآخر ’’’ ولا استغربه على الشاعر " الملهم "

*** هم البين ***
1
يبين الهم في غيابك ويرسمني شقا وأحزان
وتاضح لهفتي والشوق يعذبني وينهيني

2
تعرفين إني ما أقوى على بعدك وأناا الشفقان
على لحظة معك وحدة ولحظاتك تهنيني


مجموعتنا الأولى كم بها هم ’’’ فقد بانت الهموم وأصبحت واضحة من البين ’’ والبين هو ذاك الفراق ’’ كم قاسي فراقها ’’’ وهنا لأتوقف عند ذاك البيت لأمرؤ القيس الذي وضح مرارة البين – الفراق – فقد بان همك ووضح من ألم فراقها يقول من معلقته الرائعة ((قفا نبكِ)):
كأني غداة البين يوم تحملوا *** لدى سمرات الحيّ ناقف حنظل
وقوفا بها صحبي عليّ مطيهم *** يقولون: لا تهلك أسى وتجمل
وإن شفائي عبرة مهراقة *** فهل عند رسم دارس من معول؟؟؟

تماما كهمك أنت فقد غابت وذهبت ورحلت ’’’ وبان همك حتى بدا واضحا للجميع أثر غيابها عليك ’’’ وكم غياب من تهوى كان قاسيا أليما ’’’ ومن ذاك الهم الذي وضح وبدا ’’’ حتى الغياب أحس بمشاعرك ’’’ الغياب أشفق عليك ’’’ أصبح فنان يرسم بمهارة ’’ رسمك حزنا وهما وشقاء ’’’ تلك اللوحة هي التي كانت الأجدر أن تعبر عنك ’’’ فأنت لم تستطع اخفاء مشاعرك بغيابها ’’’ فألم فراقها وفقدها ’’’ كان أقوى من قدرة التخفي خلف التصنع بعدم الاكتراث ’’ روعة ’’
ولنأتي لشطر أكثر روعة وأعمق ألما ’’ ليس فقط همك الذي بدا واضحا ’’’ أيضا لهفتك ’’ شوقك ’’ لها تلك الغايبة بدا كل ما بك لهفة لعودتها ’’’ شوقا وحنينا لها ’’’ اللهفة لبيان كم أنت تحن لعودتها ’’ فصفة (( اللهفة )) هنا لتعميق معنى الهجر ’’’ وبيان أثر الفراق ’’’ والرغبة بالمعاودة والعودة لذاك العهد بينكما ’’’ وما أعذب فراقها ’’ ذاك الغياب اللي يعذبك باستمرار ’’’ لدرجة عدم احتمالك فقد وصلت لحد نهاية الصبر وكم روعة توظيف كلمة (( ينهيني )) أنك وصلت لنهايتك ’’ للرمق الأخير ’’ لعدم قدرتك على مواصلة الحياة بشكل طبيعي ’’ فحياتك هي عذاب مستمر ’’ قدر على أن يجعلك في عالم العشاق الذين نال منهم الحب نيلا غير مرغوب ’’’ فقد نالوا من جانب الحب الظلم ’’ وهو الفراق ’’ فالعاشق بغياب من يهواها يعد رقما في عالم الأحياء ’’’ ومن وجهه نظره هو لا يعد من تعدادهم الفعلي ’’ روعة وروعة ’’’ وروعة ’’
والآن في البيت الثاني تأتي بتوجيه الخطاب لها شخصيا علها تقرأ أو تسمع كلمات بها فتحن ’’’ ومخاطبا لها بطبع هي قد ألفته ’’ هنا لأقف هي تحفظك ’’ تعرف أطباعك ’’ تعلم تمام العلم أن غيابها قوي عليك ’’ ما تقواه ’’ هنا استدل أن هناك مواقف كانت بغياب لها ’’ وقد كانعدام قدرتك على احتمال غيابها ’’’ فهي متمكنة من مشاعرك ومسيطرة بقوة حضورها ’’ رائع ’’’ وكلمة ((الشفقان)) للدلالة على الشوق واللهفة قد جاوزا حدهما ’’ فأنت تتلهف بشدة على رؤيتها ’’’ على لحظة تتشفق فكيف لو جُمعت للحظات؟؟؟ تلك اللحظات بقربها هي سبب سعادتك ’’ وهناء حياتك ’’ وفرحة عمرك ’’’ فهي قدرها عالي المقام ’’ وسطوة حبها ليست بالهينة العادية ’’’ روعة بكل بكل ما فيهما البيتين ’’’

الصور والمحسنات والأساليب:

((يبين الهم في غيابك)): استعارة ’’’ شبهت الهم كإنسان أو كائن يظهر ’’ الغرض منها: عدم قدرتك إخفاء هم غيابها عنك ’’’

((ويرسمني شقا وأحزان)): استعارة ’’’ شبهت الغياب كفنان يرسم اللوحات ’’ الغرض منها: بيان مدى حزنك وشقائك بغيابها ’’’

((شقا وأحزان)): ترادف ’’’ الغرض منه تأكيد الهموم بشدة بك ’’’

((وتاضح لهفتي)): استعارة ’’’ شبهت اللهفة كإنسان قابل للظهور والبيان والوضوح ’’’ الغرض منها: بيان مدى شوقك الذي جاوز حده برؤيتها وعودتها مجددا ’’’

((الشوق يعذبني وينهيني)): استعارة ’’’ شبهت الشوق كطاغية يعنف ويعذب ’’’ الغرض منها: بيان المصير بغيابها من العذاب المعنوي الذي جاوز الشعور المادي ’’’

((ينهيني)): كناية عن لا حياة بدونها ’’’

((الشفقان)): كناية عن الشوق لها الذي جاوز حدود الصبر،’’
روعة جدا
’’’