ولقد جدد اللقاء هنا ’’ حيث مشاعر الذكرى تستل من سلة أوجاعها حفنة من الأوراق ’’ وهي ليست مجرد حفنة ليست ذات قيمة تذكر ’’ بل هي تلك الذكرى المغيبة من العام ’’ غيبت كتفصيل ’’ ولم تغيب كمجمل ’’ هي كتلك الصور ’’ التي يلجأ إليها صاحبها يفتش في ملامحها عن ملامح تروي ظمأه ’’ تُشبع لحظات من الحنين ’’ لكن هيهات هيهات ’’ أن تكون راوية ’’ و مستبعد أن تشفي غليل عاشق ’’ بل على العكس تماما ’’ زادت من الحنين ’’ وقلبت الأوجاع ’’ هنا مع شاعرها (( صاحب المنال )) بسلة أوجاعه ’’ وأوراق ذكرياته ’’ أوراق أشعلت الأشواق ولم تشتعل ’’ وأذابت القلوب حنينا ’’ ولم تذب وتُبلى ’’ هنا للمشاعر عنوان ’’ وروعتها يكمن في دانات نعم هي كذلك فهي ليست مجرد أوراق هي ثروة ثمينة ’’ يقدرها من هام بها ’’’

العنوان
((مشاعر ...؟))

عنوان يحمل لفظه ببيت وبشطر (( كلفظ )) ’’’ لكن معناه منسكب بانسيابية في كل الأبيات ’’ كل الأبيات تقص لنا مشاعر تولدت ’’ كل شطر به شيء يلامس القلب ’’ حيث ذلك القلب هو المرتبط بالمشاعر ’’ وما أروعه من عنوان ’’ كلمة تعبر عن التفاصيل ’’ وكيف لنا أن نستهين بكلمة (( المشاعر )) قليلة الحروف عظيمة الأفعال ’’ تلك المشاعر هي التي تفجر الأشواق ’’ والحنين ’’ مصدر الدمعة والبسمة ’’ مصدر لسعادة أو التعاسة ’’ مصدر السهر أو النوم قرير العين ’’ من تلك الكلمة ’’ قُلبت موازيين ’’ تغيرت مبادئ شخص ’’ عُكست كل تصوراته ’’ حتى بات منقادا لما تحبه وما تكرهه تلك ’’ تلك التي سيطرة على المشاعر ’’ تلك التي تولدت من أجلها المشاعر ’’ تلك التي تركت رزمة أوراق لكنها تركت عمرا’’ وأخذت كل العمر ’’ العنوان رائع خفيف بكلمة وجميل جدا ’’ ومختصر ’’ على اختصاره يحمل ثقل المعنى ’’ وأنا أميل للعناوين المركزة دوما ’’ وألمح خلفها علامة (( استفهام )) تلك المشاعر إذا تستفسر ’’ تستفهم ’’ هي ضائعة تحمل عن إجابات تروي غليلها ’’ مشاعر تسأل ’’ علها تجد إجابة لضالتها ’’ علها تعيد بالتساؤل زمنا قد مضى ’’ راق ليّ العنوان جدا ’’’

سلة الأوجاع
((1))
(تقليب صفحات الماضي)

1

فتشت بأوراق مغبيهن العام
ابي قصايد ضايق حيل صدري

لقد كان الحنين سريعا ’’ فالمشاعر المتولدة هنا لم يمض عليها وقت طويل ’’ فهي ذكرى تعود لعام قد مضى ’’ عام لكنه كفيل أن يقلب المواجع ’’ فالشوق ’’ والحنين لا زال يصدح بقوة ’’ لم يمض وقت يندمل فيه الجرح ’’ ولم تفتأ الذاكرة أن تنسى ’’ فهي ذكرى مستقرة لم يغيبها مرور ذلك العام ’’ لا زالت تأن وتحن ’’ ولأن الشوق بالغ الحد ’’ ولأن الضيقة قد سرت على ذكراها ’’ كان لا بد أن يوسع ذلك الخاطر بطريقة ما ’’ فتذكر تلك الأوراق ’’ تلك التي غيبها منذ العام الذي مضى ’’ تلك الأوراق التي شكلت له كنز ’’ وكيف لا؟؟؟ وهي من ذكراها ’’ فضيقة الصدر جعلته يبحث ’’ ويقلب ويفتش ’’ عله يجد السلوى لتلك الضيقة ’’ رائع وواقعي التعبير هنا ’’ الإنسان عندما يحن لشخص ما ’’ يبحث أي عن أي شيء متصل و مرتبط به ’’ هي لا تغني عنه ’’ لكن بها ما يثير بسمته للحظتها ’’ هي لا تسد مكانها ’’ لكن بها شيء يلامسها ’’ لذا هي غالية جدا ’’ كانت محل تحفظ ’’ كان مخبأة ’’ واليوم مع ضيقة الصدر حان موعد خروجها من مخبأها ’’ فاليوم الشوق زاد عن حده المعتاد ’’ وضيقت ذكراها الصدر ’’ الصدر يضيق فيرى كل ما أمامه سوداوي ’’ وذلك ليس إلا من انعكاس المشاعر ’’ جمييل ’’’

الصور والمحسنات والأساليب:

((ضايق حيل صدري)): كناية عن الإرهاق والتعب ’’

((حيل)): كناية عن الكثرة ’’ فحيل تضرب للشيء الكثير ’’

((ضايق حيل صدري)): استعارة ’’ شبهت الصدر بشيء مادي قابل للضيق ’’ الغرض منها: بيان شدة الحنين لمن غابت فكانت الضيقة ’’’
جمييل ’’’

سلة الأوجاع

(( 2 ))

( أشواق وأحلام )

2

طاحت يدي على قراطيس قدام
باللي بهن والله ماكنت أدرى

3

فيهن كلام زين واشواق واحلام
مكتوبة بايده وبسلوب مغري

ومن حيث التقليب ’’ ومن حيث رحلة البحث لما قد يطفئ نيران تشتعل حنينا وشوقا ’’ وقعت عيناك على أوراق ’’ تلك القراطيس ومفردها القرطاس ’’ مجموعة ’’ وليست واحدة ’’ لكن هنا يأتي القسم اليمين بالله ’’ هناك أوراق كنت لا تعلم بها ’’ وهل تحتفظ بها وأنت لا تعلم بها!!! بالطبع لا ’’ ولكن وقتها لم يكن لديك التركيز الكافي عليها ’’ لماذا ؟؟؟ لأنها هي كانت موجودة ’’ صاحبة القراطيس كانت موجودة ’’ فلم تشغل نفسك بأوراق ’’ رغم أنها منها ’’ لكن وجودها الحسي أمامك ’’ كان يغنيك عن العالم بأسره ’’ فكيف بمجرد رزمة من أوراق ’’ لم تكن تعرها تلك الأهمية ’’ فالأهم حاضر بين يدك ’’ لكن اليوم أصبحت ككنز ’’ لأن صاحبتها هي من غابت ’’ وأصبح كل ما يعنيها مهم ’’ كل تفاصيلها ’’ كل ما تركته من ذكراها ’’ الآن بدأ تركيزك ’’ الآن بدأ الاستشعار بما في تلك القراطيس ’’ بما حوته ’’ وما تضمنته ’’ بات واجب التركيز الشديد ’’ حيث أنك اليوم تبحث عنها ’’ تبحث عن شيء يسد الحنين لها ’’ ولأتوقف مع كلمة (( قراطيس )) هذا اللفظ قد ورد في القرآن الكريم ’’ في سورة الأنعام الآية (( 91 )) قال تعالى : " تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا )) وهي ترمز للورق ’’ ورائع توظيف تلك الألفاظ ’’ جمييل البيت بشطريه ’’ ويعبر عن واقعية ’’ وتوظيف رائع للقراطيس ’’