كم يزرع العاشق في درب محبته ثمارا من عطاء ’’ كم يجتهد في بث عاطفته عبر أثير الهوى لمن هواه القلب وأهتواه ’’

وينتصر بفارغ الصبر جني الثمر ’’ وينتظر موسم حصاده ’’’ فهي تجارته التي راهن عليها وجازف من أجلها ’’ بحياته ولا غرو فهو يهبها لمن يرى بها الحياة متجسدة ’’’

ويأتي موسم الحصاد من غير ثمره اليانع ’’ فيقف عند تلك اللحظة ’’’ يراجع خطة لم تحقق لأهدلفها ’’’ يأسف ’’ يحزن ’’ يغضب ’’ كل مظاهر العاطفة التي تجر أذيال خيبتها ’’ التي كانت أعظمها هي ’’’

ويتناسى حينا
لكنه لا ينسى ’’’ كيف ينسى !!!
من عشق بصدق
وأنتظر موسم حصاده
,,,

بين
كبر وكبرياء
أنا على موعد
آراه شيقا
,,,

عودتي
من
هنا
’’’

وعدت لأصافح قصايد لشاعر طالما شكى من الجفا و البعد ’’’ يُقال من كان بعيدا عن العين يكون بعيدا عن القلب ’’’ تلك الجملة تنتفي في عالم العشاق جملة وتفصيلا ’’’ حيث من عشق بصدق وأحب حبا حقيقا لا يخالطه زيف يبقى يكتوي بنار الفراق ’’’ ويزيده البعد شوقا ولوعة ’’’ ويفيض الحنين ويصبح الوصل مبتغى وغاية ’’’ وهذه حقيقة العاشق لا مفر منها ’’ فكم ذرف قيس ليلى الدمع ’’ وكم وقف على أطلالها ’’’ حتى كان جنونه بليلاه قصة يضرب بها مثل نموذج العاشق الذي يهوى بصدق ’’’ فالحب بعشقه لا يشبه الإعجاب ’’ شتان بينهما ’’’ الاعجاب كفقاعة صابون تماما ’’’ ما تلبث أن تختفي ’’’ لذا يقاس العشق وصدقه بمدى بقاء الحنين ’’’ ولأعود لقيس ألم تكن ليلى بعيدة عن العين لكنها ظلت ساكنة به ’’’ فمن أجمل ما قاله في قصيدته (( يقولون ليلى بالعراق مريضة )) سأقتبس كم بيت لأبين لوعة فراق عاشق ’’
فيقول في تلك الرائعة من روائعه:
يقولون ليلى بالعراق مريضة *** فما لك لا تضني وأنت صديق
سقى الله مرضى بالعراق فأنني *** على كل مرضى بالعراق شفيق
فإن تك ليلى بالعراق مريضة *** فإني في بحر الحتوف غريق

حتى يصل للختام فيقول
فلا تعذلوني إن هلكت ترحموا *** عليّ ففقد الروح ليس يعوق
إلى الله أشكو ما ألاقي من الهوى *** بليلى ففي قلبي جوى وحريق

كما قيل إنه ساق البيت كالآتي بقوله:
يقولون ليلى بالعراق مريضة *** فيا ليتني كنت الطبيت المداويا

’’
حالة شاعرنا اليوم شاعر يشبه تلك الحالة بين فينة وأخرى ’’ لكن مع فارق وحيد محاولة الاستعادة بها أمل كبير لذا تنوعت قصائده حولها ’’’
شاعرنا (( نجم ضاوي )) شاعر الفقد ’’’ كم فقد تلك الحبيبة التي غابت ’’’ وتلونت قصائده فتارة يرثي حاله ’’’ وتارة يستعطفها ’’’ وتارة أخرة تظهر نبرة غاضبة مع ما فاض به كيله ’’’ وتارة يحن ’’ وهنا ثأر لكبرياء ممزوج بلغة النسيان لتلك التي طالما كتبها في قصائده ’’’ شاعرنا بقصيدته فقد ممتزج بكبرياء’’’ ممتزج بلحظات ضعف عاشق ’’ ممتزجة بحنين ’’ ومنتهية بأنين وتهديد يمثل تلك القوة التي تناسبها ’’’ لا أراه هجرا بقدر ما أراه لغة استفزاز لمعاودتها ’’ حيث العبارات والكلمات كلها بها معاني ما بين السطور ’’’ ولا زال شاعرنا يكتبها ’’ تلك الغايبة ’’’ بلغة جديدة اليوم يكتبها ’’’
شاعر شهدت ساحات صراعه الذاتي بمنتهى قسوتها ’’’ لكن أثبت على قدر الألم يكون إبداع شاعر ’’’
ولنا في الآتي نصيب وافر من الأحاديث مع تلك الغايبة وعاشق ما زال يذكرها ’’’ فمن يكتبها قصايد ’’ هل من المعقول أن ينسفها كذكرى بقصيدة!!!

العنوان

((يا شايف ن حالك.. علينا.. وتغلا))

هناك عناوين توجه في القصائد فقط لمن تكتب له ’’’ حتى وإن كانت خيالية ’’’ فالمعنية بالأمر هي المحبوبة ولا أحد سواها ’’ لذا يكون العنوان يناسب الحالة معها هي ’’’ ودام إنها هي المعنية بالأمر ’’ تلك المبتعدة ’’ بعد وصل كما سأبينه لاحقا في الأبيات ’’ فالعنوان يخصها بقدر أكبر ’’ هذا النوع من العناوين به استفزاز ’’ محاولة استنطاق الطرف الآخر ’’’ لذا كان وصفها بما عله يحرك طبيعة الإنسان برفضه لتلك الصفة ’’ فتلك المحاولة بها لفت انتباه الموجه إليها ’’’ قبل أن يلفت نظر القارئ والمتذوق للشعر ’’’ عنوان سأتناوله بعد قليل به صفة (( الكبر )) تلك الصفة المقيتة التي لو كان الإنسان قعلا يتصف بها لأنكرها عادة ’’’ فتلك الصفة تسلب السمو الأعلى للإنسان ’’ تسلبه المقام الرفيع ’’ ذرة منها كفيلة أن تلقيه والعياذ بالله بنار حارقة كاوية ’’’ لذا كان العنوان مستفز لإخراج أي رد منها ’’ أي حركة من ناحيتها ’’ لأن الرغبة بالحب لا زالت موجودة ’’ وسياق القصيد يبين ذلك ’’ سأقف على ذكره مستشهدة في حينه ’’’ العنوان به تفاصيل وتفاصيل ’’ جملة لكنها مستفزة ’’’ ميلي للعناوين الخفيفة لا أخفيه ’’ لكن عندما يطول العنوان لغرض توجيه الانتباه لمن وجهت إليه عندها أتقبله وفقا لتلك الغاية ’’’ قصيدة بها حكي والحكي له مفاهيم ما بين السطور تستقرأ وتقرأ ’’’ لنقف مع القصيدة وحكاية شاعرها الفاقد لعشق ’’ يحارب من أجل استعادته ’’ فالحرب في الحب بوسائلها النظيفة مشروعة ’’ فهناك حيل ليحتالها المحب طالما كانت غاية العاشق نيل طموح عشقه ’’’
جمييل العنوان ’’’