{ إنّا جعلنا ما على الأرضِ زِينَةً لَّهَا } السلام عليكم ورحمة الله وبركاته { إنّا جعلنا ما على الأرضِ زِينَةً لَّهَا } وليس لنا .. وكلّ ما على الأرض فهذا مقامه ! وحينَ ينطفىءُ الكون ؛ ستنطفىءُ الزينة ، وتُصبح العَتمة سّيدة المكان .. حيث لا ضوء يَفيق .. فقطْ خيالُ الحَياةُ ؛ ولظَى الذّكريات ! وفي لحظة سَرمدية آتية ؛ ستتساءَل البشرية : كيف كُنّا نقاتل مِن أجل هذا الخَراب ؟ ياللغفلة .. إذ ننسى أن تلك هي مِحنة الوجود ! يختَبرنا الله بالزينة .. فينكشفُ مدى تماسُك الغيب فينا .. إذْ محنةُ الحياة ؛ في اغراءِ زينتها .. والزينةُ ؛ هي فوضى العَقل .. وفوضى الرُوح . تنالُ من تماسُكنا .. ونحنُ نغرق في صَخَبها ؛ حتى نكادُ ننسى : أنَّ ما على الأرض زينة لها ؛ وليسَ لنا ! ترى .. هل هذا هو قدرنا أن نكون نحن والزينة خطّان مُتوازيان .. نلتقي بها إذا انحَنينا لها ! تُسافر الزّينةُ خِلسة في أعيننا.. تعصفُ الزينة في تَلألُئِها .. تشتدّ في زَهوتها .. زاهية ألوانَ ضَحكتها . تجوعُ لها أعيننا .. وكلّما توغَّلتْ فينا ؛ فقَدْنا البَصيرة ! تَطغى على صوت القَبر ؛ وهو يقتربُ مِنّا .. تَشدّنا ؛ ونشدّ طَرَفاً منها .. ولا ننتبهُ .. أنّ عُمْرَ الدُنيا ؛ مثل ارتعاشةِ السّعف إذْ قارَبَ زمنَ ذُبوله ! { زِينَةً لَّهَا } .. قِفْ بروحك هنيهة على شُرفة الزمن .. ثمّ قَدِّر عُمْر الزّينة إلى عُمْر الأبَد ! ما أيسرَ .. أن يتهاوى العُمر المَكتوب ؛ إلى زمنٍ ماضٍ ! وما أسرعَ .. أنْ نفيقَ من غيبوبةِ الزينة ؛ ونرى الحَقائق تَنهمر .. تلك لحظةٌ فوق حدود الرُؤية ؛ يقتنصها لكَ القرآن من زمنِ مَغيبِ الحياة ، ويَحملها لكَ ؛ كيْ لا تنسى : أنّ { مَا عَلى الأرضِ زينةً لَها } ! وقدْ قالها إبن القيّم : ( الّلهم أرِنا الأشياءَ كما هي ) .. حتَى لا نرى الفاني باقٍ .. ونَنسى ! د.كفاح أبو هنود |
]جزاك الله خير عواافي ماننحرم من مواضيعك الهادفة دمتي بود :MonTaseR_11: |
اقتباس:
شكرا لكِ هذا الحضور :73344: |
الساعة الآن 05:09 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا