ثلاث وريقات ..

لا زلنا متشبثات بأخر أمل لديهن ..

تداعبهن الرياح بنسمات باردة ..

يرتجفن بشدة وتتمايلن بخفة ..

خوفاً من ان تقعن وتصبحن كغيرهن

لطالما كن معاً .. وأقسمن على البقاء معاً

مهما واجهتهن من رياح عاتية وامطار جارية

سيصمدن ولو كلفهن ذلك التضحية لأجل بقاء إحداهن

وعندما بدأن بالذبول ...

أخذت كل واحدة منهن بقرار الجفاف أولاً

تعارضن وتتصادمن مع كل نسمة

وفجأة ..

سقطت إحداهن للقاع .. وأخذتها الرياح لأقصى البعيد

لم تتحمل أكثر فقررت الرحيل ..

لم تودع .. لم تكلف عناء البوح للبقية عما تريد فعله ..

بقيتا الوريقتين متشبثتين ..

مر الشتاء وأخذ الربيع بــ الحضور

كانتا وريقتين وحدتين تائهتين نجتا من البرد القارس

وأصبحن الآن بكومة من الوريقات الآخرى



" تستمر بهما الحياة هكذا .. وتبقى ذكرى الوريقة الراحلة

مدفونة بجذور المكان الذي لطالما جمعتهن معاً ... "






...