قرأت موضوع لطيف في قسم النقاش
يقول لو منحت ستين دقيقة لتعود بها للماضي اين ستذهب

اول مرة قرأت فيها الموضوع قلت ان ستين دقيقة غير كافية
كما ان لا رغبة لدي للعودة للماضي فلا شيء مثير فيه

ثم بعد بعض التأمل
لاحت في مخيلتي ذكرى لايامي في منزل اخوالي
حيث ترعرت وقضيت ايام طفولتي الأولى
واخذني الحنين الى هناك الى منزل جدتي
الباحة الامامية الكبيرة (الحوش) والذي كانت تحفه الأشجار الكبيرة
واحواض الزرع المطلية بلون احمر قاتم
درجات السلالم عند مدخل المنزل والتي كنا نقوم
بمغمراتنا المجنونة من قفز او ركوب للدراجة والهبوط من عليها
ومجلس الرجال الخارجي المظلم والذي كان ممتلئ بالحشرات المخيفة
كان هذا اكبر مخاوفنا اذ لم نسمع عن قصص الجن
فكان اكبر خوفنا (وزغة ) او ( فأر) ،
القطط المتطفلة والتي نطاردها وهي
تتسلق الاشجار لتقتحم المنزل
الحمام المزعج الذي اتخذ من النوافذ
والقرميد الاحمر الذي يزينها مكان لبناء الاعشاش
كنا نستمتع ونحن نركض خلف الخادمة
التي كانت تصفر بصوتها وهي تصفق بيديها لتطرد الحمام
حتى لا يبني اعشاشه ونساعدها في التصفيق والصفير بلحنها الخاص
معتقدين حقا ان ذلك سيمنع الحمام
الباحة الخلفية والتي كنا نقسمها الباحة الأمامية للأولاد والباحة الخلفية للفتيات
حتى يسمح لنا بلعب الكرة بدون ايذاء احد ،

تغير كل شيء الان فلم يعد المنزل كما كان
فقد قاموا باقتلاع الاشجار وردم احواض الزرع
ولم تعد القطط تستطيع الدخول للمنزل
المجلس الخارجي اعيد ترميمه واصبح مأهولا فغادرته الحشرات
لون المنزل الابيض استبدل بالبيج الكئيب
والقرميد الاحمر تم نزعه حتى لا يبني الحمام اعشاشه
والباحة الخلفية تم ضمها للمنزل ولم يعد هناك مكان للعب فيها
الخادمة العزيزة غادرت لموطنها بعد عن كبرت في السن
بعد خدمة طويلة هي وزوجها العزيز

تغير كل شيء


ان كانت لي القدرة للعودة بالزمن
سأعود الى هناك الى تلك الايام