تختلف الرويات حول أصل و تاريخ العقال, فمنهم من يرى أن العقال جاء بسبب التكيف مع طبيعة المنطقة, إذا أن ارتداء الغترة أو غطاء
الرأس أمر مهم بحكم طبيعة المنطقة و حرارة الشمس فتراهم يغطون به رؤوسهم, و أحياننا وجوههم إذا ما اقتضت الحاجة, وهو ما جعلهم
يعتمرون العقال من أجل تثبيت غطاء الرأس هذا. و في رواية أخرى أن العقال هو ما كانوا يربطون به الناقة من أجل تثبيتها في مكان ما,
وحين يرغبون التنقل بها, يفكون هذا القيد و يضعونه فوق الغترة أو غطاء الرأس لحين حاجتهم إليه عند التوقف عن المسير لمعاودة ربط الناقة
به, و هي رواية مرجحة أيضا, و يرى البعض أنه قد يكون السوط الذي يضربون به الدواب لحثها على المسير و حين يفرغون من الحاجة إليه
يحتفظون به على رؤوسهم لمعاودة استخدامه عند الحاجة. كلتا الروايتين مرجح بحكم إقبال الناس على التكيف بطريقة بسيطة مع نمط حياتهم,
و لكنهما أيضا لا يفسران شكل و نمط العقال المتعارف عليه, إذا تقول رواية ثالثة عن أصل العقال بما لا يتناقض مع الروايتين السابقتين, أن
لون العقال لم يكن مهما, و ليس موحدا, فكان يكفي أن يفي بالغرض الذي وضع لأجله, و لكن لون العقال الأسود الذي درج إلى أن بدأ البعض
بتغيره يعود إلى واقعة معينة, وهي خروج المسلمين من الأندلس, إذ يقال أنهم ارتدوه باللون الأسود كنوع من الحداد, و تعهدوا بأن يحافظوا
عليه على رؤوسهم كي لا ينسوها, و تعبيرا عن نيتهم لستعادتها فيما بعد