في صباح يوم كئيب محملة سمائه بشروق رمادي تغلفه سحب تحمل الصمت
بقي هناك يراقب السكون ام ان السكون من يراقبه
إيمائات جسده المحسوبة وملامح وجهه الجامدة
سمع صوتا قادما من البعيد
"انت ..!
استفق
وتعال إلي ،
اخرج من صومعة عالمك المحدود
انطلق نحوي.. انا هنا انتظرك"
مال برأسه يمنة ويسرة باحثا عن الصوت في هذا الخلاء الفسيح
لكن مامن علامة على وجود احد
لابد انها اوهامه مرة اخرى
صاحَبَ الصمت والسكون
جر قدمه وسط اكوام التراب والحجارة مصدرا صوتا مزعجا
مغادرا
ليعاود الصوت النداء
" يا أنت..!
استفق
وتعال إلي
اخرج من صومعة عالمك المحدود
انطلق نحوي
تفتح وتعامل معي
دعني اتوجه إليك.. ان اتغشاك
ان تكون لي قبل ان اكون لك
ان يصبح لي وجودي
انا هنا انتظرك"
تلفت حوله من جديد باحثا عن مصدر الصوت
عاد الصوت لينادي
" يا أنت..
استفق
وتعال إلي
اخرج من صومعة عالمك المحدود.."
من أنت؟!
كانت تلك الكلمة الوحيدة التي نطق بها
في مفهومه ان تعرف المنادي تعرف ما الذي يريده
ان السؤال الصحيح دائما ما يعطيك الإجابة الصحيحة
فبدل من ان تسأل كيف افعل..و ماذا افعل
اسأل من انت
لم يجبه الصوت واكتفى ب
"استفق"
عاد بسؤاله
ومن أنت؟!
دامت لحظات طويلة انتظر فيها الرد بكل هدوء
"انا عقلك!!"
"عقلك الساكن النائم في سبات
الباقي في زنزانة عالم محدود
افتح لي الآفاق واسمح لي بأن ارى العالم
لا تعطني الحلول الجاهزة
اترك لي القيادة للبحث عن حل خاص بي
اسمح لي بالخروج من قوقعة التفكير الدارج
واخرجني من منطق العقول الأخرى
اتركني أفكر.. أتنفس أعيش"
.