في صباح يوم مبهم مليء بالأفكار المتخبطة
اصبحت عليه مثقلا بالأنا او هو من اصبح علي
نسيت نصف ما كنت اخطط له البارحة ليومي هذا
مازالت انفاسي تضطرب ونبضاتي تتسارع في كل مرة استيقظ بها لم اخذ كفايتي من النوم
هذه حالتي منذ شهرين تقريبا لا اعلم حقا ان كان السبب عدم اخذ كفايتي من النوم
ام انه سبب أخر لكنه امر مزعج مرهق اذ اشعر انني استنفذ كافة قواي
ولا تعود لي اي طاقة مخزونة لأي عمل ..ادفع بنفسي من على السرير
اضع إبريق الماء على النار لتجهيز كوب الشاي انتهي من تبديل ملابسي
ارقب الماء الساخن وانا اسكبه في الكوب واضع كيس الشاي عليه وتغيير لون الماء
كيف لكيس من الشاي ان يغير تركيبة الماء طعما ولونا ورائحة ،

اصبح شرب كوب من الشاي عند الاستيقاظ عادة تلازمني وفجأة ظهرت بدون سابق انذار
في البداية كنت اشرب كوب الشاي لانه اسرع شيء يمكن ان اعده قبل خروجي للدوام
وبعد بعض الوقت وجدتني لا استطيع ان امضي يومي بدون كوب الشاي هذا

اتفقد هاتفي مترقبا رسالة من اي كائن يسألني عن حالي
حتى وأن كان كائنا الكترونيا تسمى رسائله شركة الأتصالات
لكن لا احد يظهر لي في كل قوائم الرسائل المتواجدة على هاتفي

اخرج من تلك الشقة القديمة والتي اقطن بها وحدي قريبا من العمل بعيدا عن اسرتي
اخطو على درجات السلالم المتهالكة وبيدي كوب الشاي رائحة طهو غريب من السكان المجاورون لي
لا اعلم ما نوع الوجبة ولا يمكنني تخيل مكوناتها العجيبة من رائحتها النفاذة المزعجة
قد يكون طهو هندي او باكستاني او شيء من هذا القبيل اذ ان السكن مليء بهم

الساعة السابعة صباحا اصوات سيارات الحفر في جبال مكة لا تكاد تتوقف ما ان تنتهي من مكان
حتى تبدأ في آخر اتجه نحو سيارتي هروبا من رائحة احتراق وقود السيارات الثقيلة
الذي يخنقي اكثر اغلق الباب واضع المفتاح لشتغيل السيارة تصدح اذاعة القرآن ببرامجها المعتادة
اشغل مكيف الهواء حتى اشعر بنسماته على وجهي يعطيني ذلك شعورا بأنني اتنفس وأن الهواء موجود
مازالت نبضات قلبي تضرب بقوة جنونية وكأنني أركض في مارثون .

انطلق بالسيارة متجها للعمل ورغم انني لا ابعد عنه مسافة عشرة دقائق إلا أنني اعلق في زحام السيارات الثقيلة وسائقوها المجانين وبدل من قضاء عشر دقائق استمر في ذلك الزحام عشر اخرى

اصل لمكان العمل بعد ان اكون استنفذت طاقتي كلها مزاجي في اسوء حالاته ولا رغبة لي في رؤية وجه احد
العمال متواجدون يباشرون الأعمال كما وجهتهم البارحة لقد استخدمت كل الطرق الازمة والغير متوقعة لإيصال لهم المعلومة وما احتاجهم فيه..لا افهم والدي بحق ان كنت لااجيد اللغة الأوردية وهم لا يجيدون اللغة العربية ولا حتى الإنجليزية كيف لي أن اتواصل معهم ..بالإشارة!
أليس من الأفضل لي وللعمل ان يتوفر عاملون عرب او على الأقل يفهمون لغتي وافهمهم حتى نستطيع التواصل بشكل جيد ،

يستمر يومي في الأشراف والتوجيه واتصالات لا تنتهي
يحين وقت الغداء بدون ان اشعر يهتم احد العاملين بإحضاره فهم الأعلم بأكلهم ونوعيته
اتناول معهم كمجاملة لهم فرغبتي لتناول اي شيء معدومة تماما
استراحة الغداء مدتها ساعتين اقضيها في المكتب وحدي بعيدا عن اي ضوضاء

وقت بعد العصر هو الأكثر ازعاجا ان التعامل مع عامل اجنبي لا يفهم لغتك اكثر سهولة من التعامل مع بني جلدتك والتفاهم معهم أولئك المتعجرفون المعتقدون انهم بمالهم يمكنهم شراء اي شيء وعندما يحين وقت المطالبة بدفعاتهم منه تجدهم يتهربون منك ويصفونك بالطفل المدلل ساعة والمتقاعس عن عمله ساعة اخرى

لا تنتهي جولة بعد العصر بالسيارة الا عند المغيب ولا اعلم حقا كيف استطعت ان استمر في كل هذا
لا يحين موعد العودة للسكن بعد فمازال هناك امور عالقة هنا او هناك تستمر الى ما بعد صلاة العشاء
اعود للسكن وأنا في اسوء حالاتي مرهق متعب لا يستطيع عقلي التجواب مع اي معلومة ولا استطيع استيعاب اي فكرة فكل ما ابحث عنه هو سريري والهواء البارد