•• الجزء السابع عشر ••🌸
خرجت ( صوفي ) من المستشفى بغضبٍ يستعر في عروقها ، لا تصدق ما حدث !.. هل يمكن أن يكون ذلكَ حقيقياً ؟!
استقلت سيارةَ أجرةٍ و عادت إلى المنزل ، حين وصولها .. دلفت إلى الداخل ، كانت السيدة ( كاثي ) جالسةً في غرفةِ المعيشة قبالةَ التلفاز .. منشغلةً بعلبةٍ من الخيوط .. و بعض الأقمشة البيضاء الموجودةِ على الطاولةِ أمامها .
نظرت إليها ( صوفي ) و سألت والدتها
- أمي ، هل ( روز ماري ) هنا ؟
رفعت السيدة عينيها نحو ( صوفي ) و قالت
- عدت تواً من السوق ، لا أعرف إن كانت ( روز ماري ) قد عادت أو لا .
ثم أردفت قائلة و هي تبتسم و تنظر إلى الأقمشةِ الجميلةِ أمامها
- انظري يا ( صوفي ) ماذا اشتريت ، سأقوم بخياطةِ ثوب زفاف ( روز ماري ) بنفسي ، أتخيل كيف سيكون الثوب جميلاً عليها .
و اتسعت ابتسامتها و هي تتخيل صورةَ الثوب الذي تنوي خياطته لـ ( روز ) .
على الحزن وجه ( صوفي ) .. لم تعرف ماذا تقول لوالدتها ، هل تقتل فرحتها ؟.. و تبدد سعادتها و حماسها بما حدثَ منذ قليلٍ في المستشفى .
عادت السيدة بعينيها نحو ( صوفي ) ، و قالت تستحثها
- مابكِ جامدة في مكانك ؟.. اقتربي و انظري !
اقتربت ( صوفي ) من والدتها بخطواتٍ بطيئة ، ثم جلست بجانب والدتها و لم تحرك ساكناً .. فقالت السيدة و قد عادت إليها ابتسامتها و هي تمسك بقطعةٍ من الدانتيل الأبيض
- قولي ما رأيك في هذه ؟.. أليست جميلة ؟!
همست ( صوفي ) بوجهٍ خالٍ من التعابير
- جميعها جميلة .. أمي ؟
نظرت إليها السيدة
- نعم يا عزيزتي ؟
أخرجت ( صوفي ) الكلمات بصعوبةٍ شديدة من شفتيها و هي تحاول تمالك نفسها
- ( آرثر ) قد فسخ الخطبة اليوم يا أمي .
سكنت تقاسيم وجه السيدة ( كاثي ) و هي تنظر في وجه ابنتها .. لم تستوعب ما قالته ( صوفي ) .. فقالت غير مصدقة
- هل جننتي ؟!.. مالذي تقولينه ؟!
مسحت ( صوفي ) على عينيها اللتين غرورقتا بالدموع ، و هي تقول بألمٍ و قهر
- ليتني جُننت يا أمي ، لكن هذا ما حدثَ عندما كنا في المستشفى .
وضعت السيدة ( كاثي ) يدها على قلبها المعتصر ، و قالت مذهولةً و متألمة
- يا إلهي !.. لستُ أستطيع التصديق !.. لماذا يا ( صوفي ) ؟.. لما قام ( آرثر ) بفسخ الخطبة من ( روز ) ؟
صَعُبَ الأمر أكثر على ( صوفي ) ، كيف تفسر الأمر لوالدتها الآن ..؟
نظرت لعيني والدتها المذعورتين و قالت
- حصل سوء فهم ، لم أستطع فهمه بالضبط .. لكن ( آرثر ) غاضبٌ من ( روز ) كثيراً .
قالت السيدة بعصبية
- سوء فهم ؟!.. أ يكسر قلبَ ابنتي بسببِ سوء فهم ؟..
صمتت ( صوفي ) و انكست رأسها وجعاً ، فهي لا تجرأ على قول الحقيقة ..
نهضت السيدة ( كاثي ) من مقعدها قائلة بغضب
- سأفهم كل شيءٍ من ( روز ) .
و مشت مسرعةً لتصعدَ إلى غرفةِ الفتيات
فتحت الباب و نظرت إلى الداخل ، و وجدت ( روز ماري ) منزوية في سريرها تعض على إبهامها و الدموع تتناثر من عينيها .
انكسرَ قلبها على حال ابنتها ، فدخلت بخطى مسرعة نحو ( روز ) ، و جلست أمامها و هي تمد يديها لتحتضنها قائلة بعطف
- حبيبتي ( روز ) .
رمت ( روز ماري ) بنفسها على حضن والدتها و هي تجهش بالبكاء .. و ضمت والدتها تخرج ما بقلبها من حرقةٍ و وجعٍ قائلة
- أمي .. لقد تركني ( آرثر ) ، إنه لا يثقُ بي .
قالت السيدة و هي تمسح على ظهر ابنتها تحاول تهدئتها
- كفي عن البكاء يا صغيرتي ، يا إلهي لما يحدث ذلكَ معكِ دائماً يا عزيزتي !؟.. هيا اهدئي و اخبريني ، ماذا حدثَ بينكما حتى يترككِ ( آرثر ) !
ابتعدت ( روز ماري ) عن والدتها و اعتدلت في جلستها و هي تمسح وجهها بكفيها .. ثم قالت و هي تحاول تمالك نفسها
- لا يثق بي ، يعتقد أني على علاقةٍ مع ( بيتر ) .
قالت الأم متعجبة و هي تعقد حاجبيها
- ( بيتر ) !؟
- نعم .. لقد التقى بـ ( بيتر ) في المقهى ذلك اليوم ، في اليوم الذي عرضت فيه المسرحية .. و قد أخبره ( بيتر ) أنه على موعدٍ معي .. فجن جنون ( آرثر ) منذ تلك اللحظة .
تعجبت السيدة ( كاثي ) مما سمعته ، و قالت متسائلة
- لما قال ( بيتر ) ذلك ؟!.. أم أنكِ حقاً على موعدٍ معه ؟!
قالت ( روز ماري ) منفعلة و قد عاودت البكاء بقهر
- كيف أكون على موعدٍ معه يا أمي ؟!.. و هناك مسرحيةً تقام لي أترقب عرضها منذ أشهر عديدة ! ، ثمَّ لا شيء بيننا يحكى و يُقال ، تركت ( بيتر ) و أنهيته من حياتي تماماً .. دون عودةٍ إليه ، فلقد نبذهُ قلبي كرهاً منذ ذلكَ اليوم .
قالت السيدة بعصبية
- الويل له !.. لما يدعي ذلكَ إذاً و ما غرضه ؟.. ثم من أينَ يعرف ( آرثر ) ؟.. كيفَ تعرفا على بعضهما ؟!
قالت ( روز ) و هي تنكس رأسها
- ( جودي ) كانت مع ( آرثر ) و هي من عرفتهما على بعضهما .
- ( جودي ) ؟!
- نعم ..
قالت السيدة ( كاثي ) بعدَ تفكير
- يجب أن أتحدثَ مع ( بيتر ) و أجعله يندم على فعلته .
رفعت ( روز ماري ) عينيها نحو وجه والدتها قائلة
- لا تفعلي يا أمي .
قالت السيدة بغضبٍ و قد ارتفعَ صوتها
- لماذا ؟!.. الفتى لا يكف عن ألاعيبه و وقاحته .. لقد أفسدَ بحماقته زواجكِ ألا ترين ؟!
- لأنني تحدثتُ معه ، و لم يجدي الحديث يا أمي ..
- سيجدي حينما أتدخل أنا و السيد ( جيمي ) في الموضوع .
قالت ( روز ) بإصرار
- أرجوكِ أمي لا تتدخلي ، و لا تعرضي العم ( جيمي ) للإحراج فهو لا يستحق !.. ثم أن الحديث لن يقدمَ شيئاً !..
ثم أضافت بانكسار و الدموع انحدرت على وجنتيها
- فلقد تركني ( آرثر ) و انتهى الأمر .
نظرت الأم بحزنٍ و ألمٍ لـ ( روز ) ، ثم قالت بهدوء
- و صمتنا لن يحل الأمر يا ( روز ) ، لا بد لـ ( آرثر ) أن يعرفَ أنكِ لستِ على علاقةٍ بـ ( بيتر ) .
مسحت ( روز ) الدموع من على وجنتيها و قالت متماسكة
- ( آرثر ) لا يستحق كل ما نفعله يا أمي ، لقد سدّ أذنيه عني و لم يصغي إلي ، و كأنه لا يعرفني !.. لا يعرف مقدار حبي له و إخلاصي ، لقد حطمَ قلبي كثيراً .
- لا أستطيع التغاضي يا ( روز ) ، لقد أثار ( بيتر ) غضبي !
- لا تهتمي أرجوكِ .. لقد انتهى الأمر على أيةِ حال .
صمتت السيدة ( كاثي ) و هي تنكس رأسها بحزن ، فوضعت ( روز ماري ) كفها على ذراع والدتها قائلة
- عديني يا أمي ، لن تتدخلي في الأمر البتة .
نظرت السيدة إلى وجه ابنتها المحمر ، و الذي اجهده البكاء و الحزن كثيراً .. و قالت بقلبٍ معصور
- قلبي يتفطر عليكِ كثيراً يا ابنتي .
ابتسمت ( روز ماري ) و قالت تحاول طمأنةَ والدتها
- أرجوكِ أمي لا تحزني و لا تبتئسي ، سأكون بخير .. و انسي الأمرَ تماماً ، رجاءً .
هزت السيدة رأسها بهدوء ، فقالت ( روز )
- ذلكَ وعد !
أجابت السيدة
- وعد ، إن كان ذلك يريحكِ .
اتسعت ابتسامةَ ( روز ماري ) و اقتربت من والدتها لتعانقها .. فبادلتها السيدة ( كاثي ) العناق و الدموع قد تساقطت من عينيها .
و بعدَ دقائق قليلة ، غادرت السيدة ( كاثي ) غرفةَ الفتيات ، فأغلقت ( صوفي ) باب الغرفة و اقتربت من ( روز ماري ) بغضب .. و جلست قبالتها قائلة بعصبية
- لم تخبري أمي عن أمرِ الرسالة .. لماذا ؟
نظرت إليها ( روز ماري ) بصمت ، ثم أخذت نفساً و قالت
- لأني حينها سأنكر أني من أرسلها يا ( صوفي ) .. و ستحاول أمي معرفةَ أمر الرسالة .. و البحث عمن ارسلها ، و لستُ أريدُ اقحام ( جودي ) في الأمر .
اتسعت عيني ( صوفي ) غضباً .. و قالت
- ( جودي ) من يستحق التأديب و ليسَ ( بيتر ) .. لقد تجاوزت حدها كثيراً ، كان يجب عليكِ إخبار أمي !
- ستنكر ( جودي ) .. لن تعترفَ أبداً و ذلكَ لن يفيدني بشيء .
ألقت ( صوفي ) بظهرها على السرير قائلة بغيظ
- كم أنتِ يائسة !
- حتى ( بيتر ) متيقنٌ من أني أنا التي أرسلتُ الرسالةَ إليه رغم أني أكدت له أني لستُ من أرسلها .. تعقدَ الأمر يا ( صوفي ) ، و قد أكملَ ( آرثر ) ما تبقى بفسخ الخطوبة .
قالت ذلكَ و نهضت نحو النافذة بخطى متأنية ، و وقفت تنظر إلى منزل السيدة ( جوان ) ، ثم قالت و هي سارحةٌ في ذكرياتها و الدموع في عينيها
- كان يقول دائماً أنه يحبني ، و يكاد يفقد صبره في انتظار موعدِ زواجنا .. كان يحلم بطفلينا ، بحياتنا معاً .. كان يقسم بحبه لي !.. أينَ كل هذا الآن ؟! ، و إن كنتُ قد أذنبت .. ألا يستطيعُ الغفران ؟!.. هل يتخلى عني دون يقين ؟
ثم نظرت إلى وجه ( صوفي ) و قالت باكية
- أتراهُ أخرجني من قلبه يا ( صوفي ) ؟!
عضت ( صوفي ) على شفتها بألمٍ و انزلت رأسها باكية بصمت .
بينما تابعت ( روز )
- أشتاق لـ ( آرثر ) السابقِ كثيراً .. كان حنوناً و لطيفاً ، لم يقسو علي يوماً أبداً حتى قبلَ اليومين الماضيين .
و أضافت بصوتٍ مرتجف
- أنا أفتقده !
نهضت ( صوفي ) من مكانها و مشت نحو ( روز ماري ) لتضمها إليها قائلة
- كفى يا ( روز ) ، لا ترهقي قلبكِ و اتركي ما مضى معه .. إنه لا يستحق هذا الأسف .
أصدرت ( روز ماري ) تنهيدةً من صدرها المحترق ، و قالت بألم
- بل يستحق .. و لا أعرف حقاً إن كان لي الحق في لومه أو لا .. فلقد أحبكت ( جودي ) خطتها حتى أوهمته و ( بيتر ) و صدقا يقيناً أني من أرسل الرسالة .. ( جودي ) هي السبب ، ( جودي ) فقط .. أما ( آرثر ) فهو الضحية ، لقد ابتلع الطعم دون أن يشعر .
- سيحل الأمر ، أنا واثقة .
قالت ( روز ) بصوتٍ خائب
- أتمنى .
*******
قبيل الظهر ، انتهت عملية ( إميلي ) بنجاحٍ أخيراً .. و قد اطمأن عليها الجميع ، إلا أنها لا تزال تحت تأثير المخدر .. و قد أشار الطبيب أنها ستكون بحاجةٍ لبعض الوقت حتى تستيقظ .
حينها التفتت ( جودي ) نحو السيدة ( جوان ) و ( آرثر ) قائلة براحة و سعادة
- حمداً لله على سلامة ( إميلي ) ، يجب علي العودة الآن .. ربما أكون هنا غداً لرؤيتها .
قالت السيدة ( جوان ) بامتنانٍ شديد
- شكراً عزيزتي ( جودي ) .. أقدر كثيراً حضوركِ و اهتمامك ، بلغي الجميع سلامي .
- حاضر ، إلى اللقاء .
قالت ذلك و استدارت عنهما مغادرة .. فتبعها ( آرثر ) على عجلةٍ و استوقفها منادياً
- ( جودي ) !
التفتت إليه ، ثم استدارت قبالته متسائلة .. فتوقف عندها و قال
- ( جودي ) أريد منكِ معروفاً .
ابتسمت إليه ( جودي ) و هي تنظر في عينيه قائلةً بلطفٍ بالغ
- عزيزي ( آرثر ) .. أنا في خدمتك .
أقتربَ منها خطوةً و قال بصوتٍ منخفض
- أريد عنوان منزل ( بيتر ) .
اتسعت عينا ( جودي ) دهشةً حينما سمعت طلب ( آرثر ) .. و صمتت لثوانٍ و هي تنظر إليه .. فقد أفزعها ( آرثر ) بطلبه
ثم سألته بقلق
- لمَ ؟.. لماذا تريد مقابلةَ ( بيتر ) ؟
- هناك ما أريد التحدث فيه معه .. و على عجل .
صمتت من جديد و هي تنظر إليه و قد ازدادت قلقاً .. ثم قالت بعد تفكير
- حسناً ، سأرسل إليكَ عنوان منزله .. لكن ..
و رفعت يدها و وضعتها على ذراعه و قالت برجاء
- اذهب إلى المنزل الآن لترتاح ، تبدو متعباً كثيراً ..
أشاح ( آرثر ) بوجههِ عنها و قال متضايقاً
- لا شيءَ يتعبني غير موضوع ( بيتر ) و ( روز ) ، إن لم أتيقن مما بينهما فسأجن يا ( جودي ) .
اغتنمت ( جودي ) هذه اللحظة ، فقالت متسائلة
- هل أنتَ متفاجئ حقاً بسبب رسالةِ ( روز ) لـ ( بيتر ) ؟!.. أخبرتكَ مسبقاً أن قلبها ما زال يحملُ شيئاً نحوه !.. مواعدتها لـ ( بيتر ) ليسَ بالأمر الغريب .
نظرَ ( آرثر ) إلى عيني ( جودي ) الزرقاوتين مدهوشاً .. و تساءل في نفسه
- هل هي جادة في ما تقول ؟!.. أيعقل أنها صدقت منذ البداية و ( روز ماري ) كذبت علي ؟!
لاحظت ( جودي ) صمتَ ( آرثر ) الغارقِ في تفكيره ، فنادته
- ( آرثر ) ؟
حينما تنبَّه على صوتها ، مسحَ بيده على وجهه و أخذَ نفساً طويلاً .. ثم قال بغضب
- لماذا قبلت بي إذاً إن كانت تحب ( بيتر ) ؟!
أجابت ( جودي ) بصوتٍ حزينٍ و هي تنزل نظرها إلى الأرض
- ربما لتنهي الصراع الذي بقلبها ، تتمنى ( بيتر ) لكنها لا تستطيع الوصولَ إليه ، فهي من تركته في البداية .
ثم رفعت رأسها من جديدٍ إلى وجه ( آرثر ) و استأنفت قولها
- حينما وجدت منكَ اهتماماً ، رأتكَ السبيل الوحيد للخلاص .. لكن يبدو أنها لم تستطع الخلاص من ..
قاطعها ( آرثر ) غاضباً و قد ارتفعَ صوته
- يكفي !..
أجفلت ( جودي ) من صوته المفاجئ .. فصمتت بذعرٍ و خوفٍ و هي تحدق فيه باستغراب .
بينما استدار عنها و تحركَ خطوتينٍ أمامه و هو يضع يده عندَ عنقه .. فكلام ( جودي ) يزيد من حرقته .. بقلبهِ نارٌ محرقة تخنق أنفاسه .
هل يعقل ذلك ؟!.. هل كان مخدوعاً و مغفلاً إلى هذا الحد حتى أنه لم يبصر استغلال ( روز ماري ) ؟!.. أيعقل أن تتخذه ( روز ) وسيلةً للخلاص من ( بيتر ) ؟!.. و ها هي تعود إليه بعدَ نفاذِ صبرٍ لتلتقي به .. هل تعشق ( بيتر ) لهذا الحد !؟
شعرَ ( آرثر ) بغصةٍ شديدة ، فرفع رأسه ليلتقطَ نفساً عميقاً و هو يغمض عيناه محاولاً تبديد توتره و استعادةَ زمام نفسه .
شعرت ( جودي ) بالقلق الشديد عليه .. و همست
- ( آرثر ) ، هل أنتَ بخير ؟!
نظرَ إليها من خلفِ كتفه .. و هز رأسه بالإيجاب ، فقالت باهتمام
- كن بخيرٍ أرجوك ، أنا سأذهب .
استدار إليها و قال مذكراً
- لا تنسي أن تبعثي عنوان منزل ( بيتر ) .
هزت رأسها بالإيجاب بانزعاج و قالت على مضض
- لن أنسى .
و استدارت عنه لتكمل سيرها و تغادر .
فعاد ( آرثر ) أدراجه حيث والدتهِ و هو مشوش الفكر .
حينما لمحته والدته ، نادت عليه لتحثه على الاسراع في المجيء إليها .. فتقدم بخطواتٍ سريعةٍ نحوها ، توقف عندها قائلاً
- خيراً يا أمي ؟
قالت السيدة ( جوان ) بفضولٍ و انزعاج
- مالذي يحدث يا ( آرثر ) ؟!.. أما زلتَ غاضباً من ( روز ماري ) ؟!
ابعد ناظريه بعيداً عن عيني والدته و قد بدا الضيق على وجهه ، فقالت ( جوان )
- و لم تخبرني حتى الآن عن سبب خصامكَ معها !.. مالذي يدور هنا الآن ؟!
أخرجَ ( آرثر ) تنهيدةً طويلةً من صدره ، ثم نظرَ لعيني والدته و قال
- ليتكِ لا تسأليني عن أي شيءٍ يا أمي حتى الليلة .
عقدت السيدة حاجبيها و قالت متسائلة
- لماذا ؟!
- لأن هنالكَ أمراً سأتيقن منه أولاً .. بعدها سأخبركِ بكل شيء .
- أتمنى أن لا أنتظرَ كثيراً يا بني ، فلقد بدأت انزعج .
- لن تنتظري كثيراً .. حتى المساء على أقلِّ تقدير .
- لنرى ..