12-15-16, 07:47 AM
|
#117 |
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | 
صوتٌ ينادي على الأطلالِ من حَلَبٍ
ويستغيثُ بني الإنسانِ والعربِ
صوتٌ من القهرِ نادانا فما سَمِعَتْ
آذانُنا في خِضَمِّ الحربِ واللَّجبِ
نعيشُ في عالمٍ ما عاد يرحمُنا
الكلُّ يُقتَلُ مغدوراً بلا سببِ
وفتنةُ الدينِ نارٌ فوقَها حُجُبٌ
تُغري زبانيةَ النيرانِ باللَّهَبِ
كلٌّ ينادي : أنا الإسلامُ فاستمعوا
وأنصتوا واقتَفُوني واتبعوا سببي
حتى غدا دينُنا شوكاً بأرجلِنا
ونحن في فورةِ الأطماعِ كالحطبِ
نُساقُ للموتِ قطعاناً موثقةً
برأي شيخٍ غدا فحماً في التُرَبِ
ما بين من يصطفينا تابعين لهُ
ومن يرى قتلَنا من أفضلِ القُرَبِ
نتوارثُ القيدَ في أعقابِنا شَرَكَاً
والكلُّ منا يراهُ أفضلَ الحَسَبِ
ونستجِرُّ تواريخَ الذين فَنوا
ويُورثُ الحقدُ من جدٍّ لجدِّ أبِ
كأننا لم نعشْ يوماً بدونِهِمُ
أو أنَّ واحدَهم للتابعينَ نَبِي
راياتُهم ظلَّلَتْ بالموتِ حاضرَنا
فما نجونا من الآلامِ والعَطَبِ
تموتُ باسمِ ملالي الفرسِ جارتُنا
ويُنحَرُ الطفلُ باسمِ العرقِ والنَّسَبِ
وتُحرقُ الأرضُ باسمِ اللهِ وا أسفاً
وتُستَرَقُّ بناتُ الناسِ بالكذبِ
والفرسُ والرومُ إن غَنّوا فَمِن طربٍ
وإن عثا سيفُهُم فينا فمِن عَجَبِ
نُهدي إليهم رقاباً يفتِكُون بها
وقد حماها مدى التاريخِ كلُّ أَبَيّ
فلا تلوموا عَدُوَّاً أنْ يُحيطَ بنا
ونحن نُغريهِ في الميدانِ بالقَصَبِ
ولا تلوموا صعيداً أن يسيلَ دماً
ونحن نأمُلُ أن يغدو إلى الرُّكَبِ
والحربُ لا عدلَ فيها يُرتجى أبداً
من يزرعِ الشوكَ لن يجني من العنبِ
والنارُ لا تنتقي شيئاً لتحرٍقَهُ
ولا تُداوى جِراحُ المرءِ بالجَرَبِ
ما أتعسَ العيشَ إن غابتْ بصائِرُنا
ولم نرَ الفرقَ بينَ الجِدِّ واللَّعِبِ
يا ربِّ إنَّ رحاها غابَ عاقِلُها
وقد ذَرَتْ برمادِ الموتِ للسُحُبِ
يا ربِّ أنتَ لنا ندعوكَ في وَلَهٍ
وما سواكَ يُنَجِّينا من الكُرَبِ
يا ربِّ فَرِّج همومَ الناسِ كُلِّهُمُ
واطفئ بنوركَ نارَ الظلمِ في حلبِ
صالح جريبيع الزهراني |
|
|
|