الموضوع: (إذًا) أم (إذَن)
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-17, 07:05 PM   #1
الفاقد

الصورة الرمزية الفاقد
غريب بدنيتي

آخر زيارة »  09-23-23 (06:34 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي (إذًا) أم (إذَن)



(إذًا) أم (إذَن)


أيهما أصح كتابةً.. (إذًا) أم (إذن)؟ هذه المسألة حدث فيها خلاف كبير وما زال..

المشهور لدى الناس هو كتابتها: (إذًا) بالتنوين..

والمصحف كُتِبت فيه بالتنوين (إذًا)، ولم تُكتَب أبدًا بالنون (إذن)..

من مذاهب اللغويين في كتابتها ما يلي:

1- مذهب يكتبها بالنون (إذن) إذا وُصِلت في الكلام، أي إذا لم يوقف عليها، وبالألف (إذًا) إذا وُقِف عليها.
2- ومنهم من يرى كتابتها بالألف (إذًا) عند إهمالها، وبالنون (إذن) عند إعمالها، وهذا مذهب الفراء.

3- ومذهب يكتبها بالألف دومًا (إذًأ)، كما جاءت في القرآن الكريم. وهذا مذهب المازني وبه جزم ابن مالك في التسهيل.

4- ومذهب يقول بكتابتها بالنون دومًا (إذن)، خاصة وأنه يصعب الآن على الناس التفريق بين عملها وإهمالها، كما يصعب التفريق بين (إذاً)، و(إذا) الشرطية، ولأنها -على رأي الجمهور- حرف، والحرف لا يدخله التنوين؛ لأن التنوين من خصائص الأسماء.

وقد نقل ابن قتيبة في كتابه (أدب الكتاب) تلك الآراء، ونقل غيره آراء متفرقة لبعض العلماء..


ماذا يعني إهمالها؟

إذا أُهمِلت تُكتَب بالألف (إذًا)، وإن عملت ناصبة تكتب بالنون (إذن).
حيث أنّ (إذن) من الحروف الناصبة للمضارع، ولكنها تنصبه بثلاثة شروط هي:
أن تكون مستقبلة، أن تكون مصدرة، ألا يفصل بينها وبين المضارع فاصل غير القَسَم أو لا النفي.
فإذا توافرت هذه الشروط تُكتَب (إذَن)..
وإن اختل شرط منها لم تعمل في المضارع، فتُكتَب (إذًا)..

مثال:
إن تحضر لزيارتي (إذن) أكرمك.
أنت (إذًا) حضرْت.

ولكن ذهب الأكثرون إلى أنها تُكتَب بالنون (إذَن) مطلقًا سواء عملت أم لم تعمل..تجنبًا للتعقيد..!

يقول د. إميل يعقوب في كتابه (الخط العربي: نشأته،تطوره، مشكلاته، دعوات إصلاحه) [ص 106]:
“كتب معظم اللغويين (إذن) بالنون،سواء كانت ناصبة أم مهملة. ونحن اليوم نكتبها تارة بالنون (إذن)، وطورًابالتنوين (إذًا) وفق بعض الشروط المعقَّدة.
ونحن نميل إلى كتابتها بالنون دائماً، مراعاة للنطق من ناحية، وتمييزًا بين تنوينها وتنوين النصب اللاحق بأواخرالكلمات والذي يرسم ألفًا من ناحية أخرى.”

والمبرد كان يقول : “أشتهي أن أكوي يد من يكتب إذن بالألف ، لأنها مثل أن ولن“، وهذا المذهب يستند إلى أنها يوقف عليها بالنون لا بالألف، ولكي يفرق بينها وبين (إذا) الظرفية، وهو رأي له قيمته ووزنه طبعًا.

أمّا الدكتور التهامي الهاشمي -أستاذ كرسي القراءات القرآنية بكلية الآداب بالرباط و بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء- فقد قال:
يحسن أن ترسم (إذن) بالنون، ولكن إن كُتِبت بالتنوين (إذًأ) فلا بأس.


الخلاصة :
لدينا نقيضان في الرأي: أحدهما أن تكتب بالنون (إذن) مطلقًا عملت أو لم تعمل..
والثاني أن تكتب بالألف مطلقًا (إذًأ) عملت أم لم تعمل..
ولدينا رأي ثالث وسطًا بينهما: يكتبها بالنون (إذن) إذا عملت، وبالألف (إذًا) إذا لم تعمل..
ولأن الخلاف حول هذه المسألة ما زال محتدمًا.. فالكتابتان صحيحتان ولكم أن تختاروا منهما ما تشاؤون..!