الموضوع: أشباه الظلال
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-17, 01:06 PM   #11
حسين سلطان

الصورة الرمزية حسين سلطان

آخر زيارة »  10-15-23 (07:46 AM)
المكان »  البحرين
الهوايه »  القراءة والكتابة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الجزء السابع والعشرون








غيث






ظننت أنني تقدمت خطوة للأمام في حل مشاكلي بعد أن تحسنت الأحوال بيني وبين
رنيم ولو بعض الشيء فلم نعد نتشاجر ولا نتحاشى الحديث مع بعض وقد أصبحت
أصارع نفسي حد الموت كي لا أشك أو أتهمها بشي

وبعد عناء كبير قلت مشكلنا كثيرا ولكن ها قد ظهرت مشكلة جديدة أسوء من كل المشكلات
الماضية المحامي يطمئنني كثيرا ولكن لن يطمئن بالي قبل أن يخرج أديم من هناك فقد أصبح
شغلي الشاغل أخراجه وحركت كل نفوذنا وسيخرج قريبا ولكن زوجته لم تظهر حتى الآن
ولا أعلم ما سر اختفائها وأين ذهبت لقد حركت كل من في شركة الجنوب للبحث عنها ودون
جدوى حتى الآن
إن كانت ليست ميتة ولا في المستشفيات ولا أقسام الشرطة ولا مع من تعرفهم فأين تكون فلم
يبقى سوى أمر واحد وهوا أن تكون مختطفة وهذا ما لا أتمناه أبدا , أديم لا يتوقف عن السؤال
عنها ولا جواب لدي على ذلك , دخلت القصر مثقلا بالهموم كما خرجت منه فقابلتني والدتي قائلة
" ماذا حدث معك يا غيث فلم نرك منذ يومين "
قلت بتعب " كنت في الجنوب وعدت للتو أديم سيخرج قريبا اطمئني "
قالت بحزن " هل من أخبار عن زوجته "
قلت بهدوء " لا فلا جديد حتى الآن "
توجهت لغرفتي وارتميت على السرير دخلت رنيم وتوجهت نحوي جلست
بجانبي وقالت وهي تمسح على شعري
" حمدا لله على سلامتك تبدوا متعبا جدا هل وجدت شيئا "
قلت وأنا أمسك جبهتي بأصابعي " لا لم أجدها "
قالت بحزن " مسكينة تلك الفتاة أين تكون يا ترى "
ثم توجهت عند قدماي نزعت حدائي وجواربي وفتحت أزرار قميصي وقالت
" عليك أن ترتدي شيئا مريحا لتنام فيه "
جلبت لي ملابس النوم وساعدتني في ارتدائها جالسا بإصرار منها حتى أنها هي من
غطتني باللحاف وأغلقت الأنوار وقبلتني على جبيني وخرجت , آه كم كنت أحتاج
لكل هذا منك يا رنيم نمت مباشرة من شدة التعب ولساعات طويلة واستيقظت على
همس غير مفهوم ففتحت عيناي ووجدت رنيم تجلس بجانبي ابتسمت وقالت
" استيقظ يا غيث لقد أقترب وقت صلاة المغرب وأنت لم تصلي العصر حتى الآن "
جلست بصعوبة من التعب في عظامي فأنا لم أنم منذ أيام فأمسكت بيدي تسحبني قائلة
" هيا ولا تتكاسل فلا وقت أمامك "
ابتسمت وقلت " هل تختطفينني "
ضحكت وقالت
" وهل هناك من تختطف زوجها وهل تراني في وضع يساعد على اختطاف أحد "
وضعت يدي على بطنها وقلت " آسف يا بني فلم آخذك لصديقتك هذا الموعد "
وضعت يدها على يدي وقالت " إن كان يحبك فسيعذرك حتما "
نظرت لها وقلت " وماذا عن والدته "
شدت يدي وقالت بابتسامة
" يبدوا أنك تنوي الهروب من الصلاة تحرك بسرعة هيا "





















جود

















رن هاتفي بين يداي نظرت لشاشته فوجدته ذاك الشاب أجبت فقال مباشرة
" إن لم اتصل أنا فلا تسألين أبدا "
قلت بابتسامة " يالك من محتال اتصلت بك كثيرا يومها ولم تجب لقد خفت أن مكروها أصابك "
قال بهدوء " اعذريني فلقد كنت منشغلا قليلا بمشاكلي التي لا تنتهي "
قلت " هل هي الوصية مجددا "
قال بضيق " وهل يوجد لدينا مصيبة غيرها تجلب كل المشاكل المتعددة "
قلت بحيرة " هل من جديد "
قال " هل سنقضي العمر نتحدث عن همومنا دعينا منها الآن وأخبريني متى
سأراك أكاد أجن يا قاسية "
ضحكت وقلت " فلأختبر حبك لي أكثر "
قال بعتب " كل هذا وتختبرينني حقا أنك بلا قلب "
قلت بهدوء " أنت من أجمل الأشياء في حياتي ولا أريد أن أخسرك حقا "
قال " وهل فيما طلبت ما يجعلك تخسرينني "
قلت بحزن " أنت رهن المجهول فما يجدي لقائنا قبل أن تتحرر من الوصية "
قال بضيق " الوصية الوصية ألا تنسينها مرة واحدة فقط وترحميني من الشوق لرؤيتك
يبدوا أنك أنتي لا تريدي ذلك "
قلت " بلى وبشدة وأتمنى أن المحك ولو من بعيد ولكن ليس الآن فظروفي لا تسمح بذلك أبدا "
تنهد وقال " أمري لله فقدري أن أحب فتاة قاسية "
ضحكت وقلت " وقدري أن أحب رجلا مسجون في قفص حديدي بلا باب لا أعلم إن
كان سيخرج منه يوما ويتحرر ويطير إليا أم لا , فلك أن تتخيل موقفي "
قال بجدية " سيطير تأكدي ولو كلف الأمر أن أفجره وأخسر كل شيء "
قلت بدهشة " وتصير إلى الشارع "
ضحك وقال " لا تخافي سنبني مستقبلنا شيئا فشيئا "
ضحكت وقلت " نعم فلن أخاف من شيء بقربك "
قال بهدوء " متى ذلك يا ترى متى أراك ولو للحظة "
تنهدت وقلت " لا أعلم قد يكون اليوم وقد يكون غدا وقد لا يكون أبدا "
قال بحدة " يا لك من متشائمة لما تقولين ذلك "
ضحكت وقلت " حسننا سيكون الآن ما رأيك "
قال " نعم هكذا أريدك فما يدريك قد نتقابل في الشارع بعد قليل ولا ندري "
قلت بابتسامة " لا أعتقد ذلك فأنا لن أخرج اليوم "
قال بضيق " عدنا للتشاؤم من جديد ألا توجد أشياء اسمها أمور طارئة تجعلك تخرجي "
ضحكت ثم قلت " أحدهم يطرق باب غرفتي أعذرني الآن , وداعا "
تنهد وقال بضيق " حسننا وداعا "
انفتح الباب فكان بحر هوا الطارق قال متبسما " ظننتك نائمة جيد أنك لم تنامي بعد "
عدلت جلستي وقلت " وإن كنت نائمة فأيقظني , أين أنت يا بحر فلم أعد أراك "
جلس بجواري وقال " أنتي تعلمي ظروف عملي ومسألة أديم تشغل ألجميع "
قلت بحزن " أتمنى أن يفرج الله همه وهمكم هل من جديد في الأمر "
قال بهدوء " سيتم الإفراج عنه قريبا وقبل الحكم "
ابتسمت وقلت " حمدا لله إنه خبر سار حقا "
قال " لو كنتي تخرجين من الغرفة لسمعتي به ما بك تسجنين نفسك هنا "
قلت بعد صمت
" الكل مجتمعين هنا هذه الأيام وأعصابهم مشدودة لا أريد أن أزعج أحد "
قال بعد صمت " هنالك موضوع أردت التحدث معك فيه "
قلت بخوف " عسا أن يكون خيرا "
ابتسم وقال" لما خفتي هكذا خيرا بالتأكيد "
ابتسمت وقلت " والدي لم يترك لذلك مجالا أبدا "
قال مبتسما " لا حيلة لديه الآن بعد أن فقد الوصاية عليكما فأنتما الآن في نظر القانون
لستما ابنيه إلا بالاسم فقط وأنا وكيلكما في كل شيء "
ثم غير في جلسته وقال " أسمعي يا جود ثمة أمر تحدث فيه معي زبير بخصوصك والرأي
الأول والأخير لك طبعا وإياك أن تجبري نفسك على شيء من أجلي "
قلت بحيرة " زبير وموضوع يخصني , أنا لا أفهم شيئا "
قال بهدوء " لقد تحدث معي مند فترة عن صديق له يبحث عن زوجة ولديه شقيقان
يعيشان معه وهوا أختارك أنتي وعرض عليه الأمر فوافق لقد تحدث معي زبير
ولكن موضوع أديم أخر الحديث معك فيه أنا أخبرك لأخذ رأيك فكري جيدا وقرري
ولا تجبري نفسك على شيء اتفقنا "
قلت بصدمة " ولما يفعل ذلك "
قال بعد صمت " قال أنه رأى فيك الفتاة المناسبة له وهوا يمدحه كثيرا "
قلت بضيق " قد يكون تغير رأيه بي الآن "
قال بتساؤل " ماذا هناك يا جود ماذا حدث "
قلت ببكاء " لا شيء يا بحر لا شيء "
أمسكني من كتفاي وقال " ماذا حدث بينك وبين زبير يا جود أخبريني الآن "
قلت بألم " لقد صرخ في وجهي لأني أخبرته أني لا أعلم عما يحدث شيئا يوم علموا
بسجن شقيقه ولكنني كنت لا أعلم فعلا , وحتى أنه لم يفكر بالاعتذار عما قال "
وقف بحر وقال بضيق " لن أسمح لأحد هنا أن يهينك يا جود كان من يكون "
أمسكت بيده وقلت " بحر لا تدخل في مشكلة معه بسببي أرجوك إنسا ما حدث
ولا أريد منه عريسا ولا شيئا "
تنهد بضيق فقلت " أرجوك يا بحر لا تجعلني أندم لإخباري لك عن ما حدث "
جلس وقال " ألهذا السبب فقط ترفضينه "
نظرت للأسفل وقلت " بل لعدة أسباب منها هذا ووالدي "
قال " وما علاقة والدي بالأمر "
قلت بحزن " لن أسمح لهم بإهانتي بسببه يوما وأنت تعلم ما أعني "
قال بجدية " جود عليك أن ترفعي هذه الأفكار من رأسك ولا تجعليها عائقا أمام مستقبلك "
قلت بحزن " إن كنت أنت تريد ذلك فأنا موافقة "
قال بهدوء " جود إياك أن تفكري يوما أني أريد التخلص منك وأقسم أني لن أزوجك
إلا ممن تقتنعين به وتوافقي عليه وأسأل عنه بنفسي ألف مرة لأتأكد "
حضنته بحب وقلت " أنت كل ما لدي يا بحر ليحفظك الله من أجلي "
أبعدني عن حضنه وقال " ولكنني سأتحدث مع زبير عما حدث فإن كان ثمة من
يتضايق من وجودك فسأخرجك من هنا على الفور "
قلت برجاء " لا تتشاجر معه بسببي يا بحر أرجوك "
قال وهوا يقف مغادرا " لا تقلقي سنتحدث فقط "



















صهيب


















تحصلت على عنوان المحامي من السيد جيمس وقمت بزيارته وكادت ميس تأكلني
لأني لم أصطحبها معي وقد علمت منه أسم المذنب الحقيقي وراء تلفيق التهمة وكان
عليا البحث عنه مطولا لنجده وعلمت أيضا أن والدي من كان وراء إمساك هذا
المحامي قضية عمي نبيل ولم ترتاح ميس حتى أخذتها إليه
وبعد أيام وبحث طويل ها أنا تحصلت على عنوان ذاك الرجل المدعو أندريانوا
وينادونه أندري وكان عليا اصطحاب ميس معي طبعا كي لا يصيبني ما أصابني منها
المرة السابقة وصلنا لحي شعبي مزدحم وأطفال يتراكضون بكل مكان وأشخاص
يتجولون وكأننا في شارع من شوارع فقراء أمريكيا الجنوز وبعد وقت وصلنا للعنوان
طرقت الباب فخرج طفل أشقر صغير ابتسم وقال
" مرحبا من أنتما "
قلت بابتسامة " هل والدك موجود "
ابتسم وقال " لا هوا في الخارج ضرب والدتي وغادر "
أمسكت يد بالطفل وسحبته للداخل ثم نظرت لنا سيدة من نصف الباب وقالت
" من أنتما وماذا تريدان "
قالت ميس " مرحبا سيدتي كنا نود مقابلة السيد أندري هل هوا موجود "
" ماذا تريدان مني "
كان هذا الصوت الرجولي الغاضب الذي جاء من خلفنا فالتفتنا إليه وقلت
" هل أنت السيد أندريانوا "
قال بضيق " نعم هل من مشكلة "
وكزتني ميس ثم قالت " جئنا لك في موضوع مهم يخص حياتك "
نظر لنا باستغراب ثم قال " وهل تعرفانني من قبل "
قالت " نعم وجيدا أيضا ولكنك لا تعرفنا "
أدخلنا للداخل جلس وقال " تفضلا واختصرا رجاءا "
جلسنا فقالت ميس " شركة ( ..... ) للتأمين مؤكد أنك تذكرها والسيد نبيل يعقوب والمحامي
جورج جيلاس وقضية الاختلاس سوف يورطوك بها من جديد "
قال بصدمة " كيف يورطوني أنا قضيت محكوميتي وانتهى الأمر فلم أكن سوى طرفا فيها "
قالت بثقة " ولكن قضاياهم لا تنتهي ويريدون توريطك لأنك تسترت عنهم أنت
لا تعرف العرب جيدا "
قال بغضب " سحقا لهم ولمايكل ذاك سأريه "
قالت بتبات " يا غبي لا تورط نفسك منذ الآن بالتحدث معه "
نظر لنا بحيرة وقال " ولما تخبراني بذلك "
قالت بنبرة واثقة وجدية " لأنهم ورطوا نبيل يعقوب قبلك في عدة أمور لأنه تستر
عليهم وهم يطاردون ابنيه ويهددانهم وعليك أن تحافظ على حياتك من أجل ابنك
الصغير ذاك كي لا يدمروا مستقبلك ومستقبله "
نظر إلينا بتشتت ثم قال " هل أهرب من هنا "
قالت " لا فهم سيجدونك أعطني أسم ذاك الرجل فقط سنتخلص منهم ونخلصك
أيضا في أسرع وقت "
نظر لها بتشكك فقالت " إن مسك سوء فواجهني علينا بتر تلك اليد قبل أن تطال الجميع "
صمت طويلا ثم بدأ يسرد الأحداث كالشريط المبرمج وقال أن الرجل المدعو مايكل هدد
حياته إن هوا تكلم ولكن الرجل العربي الذي وراء الأمر لم نعرف منه سوى اسمه الأول
فقط ولقب من رائه في جرائمهم فهم يلقبونه بالتنين ولا يعرف لما , ثم غادرنا بعد أن أكد
لنا أنه لن يخبر مايكل ذاك فقالت ميس
" سيخل بوعده بالتأكيد وسيخبره "
قلت بجدية " إذا ما العمل "
قالت " علينا التصرف بسرعة ومقابلة مايكل ذاك "
ولكن يبدوا أن آندري كان أسرع منا فلم نجد له أثرا أبدا تنهدت وقلت
" يبدوا لي أنك تسرعتِ بذلك "
قالت بحدة " وكيف كنا سنخرج بالمعلومات ها أخبرني , ذاك الرجل ما كان ليتكلم
إلا بتلك الطريقة فأنا اعرفهم جيدا وعشت معهم كل حياتي "
قلت بضيق " لقد اختفى هوا أيضا يبدوا أنه أخافه معه "
قالت بهدوء " سنجده فلا تخف "
قلت " وكيف خطر ببالك أن تخبريه أن رجلا عربيا وراء ذلك "
قالت بغيض " لأنه من المستحيل أن يكون وراء قضية الاختلاس الأولى هناك رجلا
أيرلنديا إنه شخص من دولتنا ولكن من "
واصلنا البحث في الأيام التالية حتى جاءني اتصال من غيث وأنا في السيارة فقلت
" ماذا كيف حدث ذلك , حسننا سنعود في الفور "
ثم أغلقت الخط فقالت ميس " ماذا حدث يبدوا لي أن مكروها حدث هناك "
قلت بضيق " أديم يواجه مشكلة كبيرة وعلينا العودة "
قالت بصدمة " نعود , وماذا عن .... "
قاطعتها بحدة " ليس وقته الآن يا ميس أخي في السجن وتريدين مني البقاء هنا هم
يحتاجونني هناك "
قالت بضيق " ولما تصرخ بي هكذا سافر وحدك واتركني "
صرخت بغضب " ألا مشاعر لديك يا ميس يالك من متحجرة "
قالت بصراخ أكبر " وهل عليا أن أبكي لأجله الآن لأكون بمشاعر وقلب "
أوقفت السيارة بقوة حتى ضرب رأسها أماما وقلت بغضب
" سنعود على أقرب رحلة أحببتِ ذلك أم كرهتي تسمعين "
تأففت بغيض ونظرت جهة النافدة فأوصلتها للمنزل وذهبت للحجز على أقرب رحلة










زبير










كنت جالسا في حديقة القصر جربت الاتصال كثيرا ببلسم ولكنها لا تجيب بالأمس
اتصلت بي فما بها اليوم هذه الشحيحة عليا الانتظار طويلا قبل أن تعطيني مجالا
لأتصل بها أرسلت لها رسالة كتبت فيها
( يا لك من متحجرة يا بلسم لو كنت متسولا أمام بيتك لعطفت علي )
أرسلت بعد وقت
(يالك من طماع فلو كنت متسولا لاكتفيت , أخي كان معي ولم أستطع أن أجيب )
اتصلت بها فأجابت من فورها فقلت
" ألا يفارقك شقيقك أبدا كلما اتصلت كان معك أو دخل عليك "
ضحكت وقالت " أنت تتصل وقت وجوده ما سأفعل لك "
قلت بجدية " اسمعي يا بلسم سوف اتصل بك كل صباح وكل مساء
وعليك أن تجيبي إما على إحداهما أو كليهما "
شهقت وقالت " صباحا ومساءا ما سنقول في كل هذا "
ضحكت وقلت " حقا أنتي غريبة جدا ألا تعلمي كم يتكلم العشاق في هواتفهم بالساعات الطوال "
قالت بدهشة " وما يقولون كل هذا يا لهم من مستهترين ولا شيء يشغلهم "
ضحكت وقلت " يقولون كلاما غراميا طوال الوقت يا شحيحة "
ضحكت وقالت " وهل عليا فعل ذلك أنت تهدي بالتأكيد "
تنهدت وقلت " لا بالطبع يكفيني شحك ولو قليلا خيرا من لا شيء "
قالت بهدوء " ما حل بمشكلتك لم تخبرني عنها "
قلت " حمدا لله شارفت على أن تفرج أخبريني عنك أنتي "
قالت بعد صمت " لا جديد مهم عريس فقط ورفضته "
قلت بحدة " إياك أن تخلفي وعدك لي يا بلسم لا تفعلي هذا بي أرجوك "
قالت بصوت مبتسم " وها أنا أحاول أتمنى أن لا يطول حالنا هكذا "
رأيت بحر قادما نحوي من بعيد فقلت
" ها قد جاء من سيفسد صفونا وداعا الآن حبيبتي وسأكلمك مساء اتفقنا "
قالت بهدوء " حسننا وداعا "
اقترب بحر وجلس أمامي وقال " لقد تحدث بالأمس مع جود فيما حدثني عنه "
قلت بابتسامة " وهل وافقت إنه ينتظر ردها "
قال بنبرة غريبة " لا وأنا أيضا لم أعد موافقا "
نظرت له بدهشة وقلت " هل من خطب يا بحر ما بك "
قال بضيق " أسمع يا زبير إن كان وجود شقيقتي يضايق أحدا هنا خرجت بها
الآن واستأجرت لنا منزلا "
قلت بصدمة " ما الذي تقوله يا بحر من قال أنني متضايق من وجودها أنا
لم أقصد ذلك بما فعلت "
قال بضيقه ذاته " أنا لا أتحدث عن موضوع الزواج "
قلت بحيرة " وعن ماذا إذا "
قال بعد صمت " أنت تعلم عن ماذا أتحدث "
قلت بهدوء " لا لا أعلم هلا أخبرتني "
قال بحدة " عن صراخك بها يوم علمتم بسجن أديم إنها تسجن نفسها في غرفتها من
يومها كي لا تضايق أحدا ولا يتضايق منها أي منكم وتبكي أيضا , أليس لك مشاعر
يا رجل حتى أنك لم تعتذر لها عما قلت "
قلت بصدمة " ولكن .... "
قاطعني بحدة " أسمع يا زبير جود ليست كما تتصور إنها أرق من رأيت على ظهر الأرض
إن تنفست في وجهها نفسا واحدا غير طبيعي جرحتها بشدة وقد رفضت عريسك فأخبره بذلك "
قلت بضيق " ولما ترفضه , هل لأنه من طرفي أنا إنه شاب رائع يا بحر أخبرها أنني سأخرج
من الموضوع وسأطلب منه أن يتفاهم معك "
وقف وقال مغادرا " لديها عدة أسباب هذا أحدها فقط فأنهي الموضوع معه , وشقيقتي
سأجد لها حلا يرضيك ويرضيني "
لحقت به وأمسكته من ذراعه وقلت " بحر بما تهدي أنت إن كنتم ترفضون جبير فهذا
حقكم ولكن أن تفهم أنني متضايق من وجودها هنا فهذا ما لن أسمح به أبدا سمعت "
تنهد وقال " أتركني وشأني يا زبير فأنا لا أريد التشاجر معك "
لففته ناحيتي بقوة وقلت بحدة " لا لن أدعك وشأنك ولن نتشاجر يا أخي وإن أخرجت
شقيقتك من القصر فلن أبقى فيه يوما واحدا بعده سمعت "
تنهد في صمت وأشاح بوجهه عني فقلت " ما بك يا بحر لا تسمم عقلك بهذه الأفكار أنا
آسف لما حدث إن ضايقك ذلك وسأخبر جبير أن ينسى الموضوع برمته "
قال بهدوء " زبير لا تجرح شقيقتي رجاءا "
قلت بجدية " لم أقصد أن أجرحها صدقني فأنت تعلم ما كنا عليه ذاك اليوم "
غادر وتركني واقفا مكاني معقول أن تلك الكلمات قد جرحتها كل هذا القدر , يبدوا أني
كنت قاسيا معها فما ذنبها إن كانت لا تتدخل بشؤون العائلة ولا تعلم ما يجري ولكني
كنت مشدود الأعصاب ومتوترا ولم أعي ما فعلت ظننته شيئا عاديا
توجهت للداخل ووجدتها و رنيم في المطبخ فقلت مخاطبا إياها
" آسف يا جود إن جرحك كلامي فلا ترفضي جبير لهذا السبب فهوا شاب رائع ومهذب "
اكتفت بالصمت وعيناها على الصحن أمامها فقلت " آنسة جود "
قالت بحزن " عذرا منك ولكن لا أريد "
قلت بضيق " ولما "
قالت " وهل عليا الإجابة "
تنهدت وقلت " ما اخترت ترشيحك له إلا لأني رأيت فيك فتاة مميزة تستحق شابا مثله "
وقفت وقالت بحدة وهي تغادر " لا أريد منك شيئا ولا تتحدث مع بحر عنه ثانيتا من فضلك "
وخرجت وتركتني مصدوما مما قالت نظرت لرنيم ووجدتها لا تقل عني صدمة ثم
خرجت من فوري
















الجزء الثامن والعشرون












أُديم











سأخرج اليوم من سجن العاصمة فلقد سعى غيث والمحامي كثيرا في إخراجي
وقبل صدور الحكم , وطمئننا المحامي أن الأمور تسير لصالحنا ولكن لا فرحة
لي بالخروج من هنا مادمت لم أجد ليان , كيف تختفي هكذا فجئه وليس لديها
مكان تذهب إليه لقد وضعت جميع الاحتمالات ولم تكن صحيحة عليا أن أبحث
عنها بنفسي الآن , كم اشتقت لك يا ليان كيف تذهبي وتختفي هكذا وتتركيني
حظر إخوتي لإخراجي من هنا جميعهم وأحسست خلال هذه المحنة التي استمرت
قرابة الشهرين أنني بالفعل لست وحيدا وصلت المنزل فكان استقبال أمي لي
حافلا بالدموع والأحضان وحمدت الله أنه لم يصبها مكروه بسماع الخبر فقلت
وأنا امسح على ظهرها
" أمي لقد كنتي قوية حين وصلك الخبر هل ستضعفين الآن "
ابتعدت عن حضني وابتسمت من بين دموعها وقالت
" لولا فضل الله ومن ثم رنيم لقتلني ذلك"
نظرت جهة رنيم وقلت بابتسامة " مرحبا رنيم كيف حالك "
قالت بابتسامة " حمدا لله على سلامتك أنا بخير بعض الشيء "
ابتسمت وقلت " يبدوا لي وصلتي المراحل المتعبة أتمنى لك السلامة , كيف أنت يا حور "
قالت بابتسامة " جيدة كيف أنت وحمدا لله على السلامة "
قلت " سلمك الله , رنيم ما السحر الذي فعلته بوالدتي لتتقبل الخبر هكذا "
ضحكت والدتي وقالت " لقد حكت لي قصة كاملة عن صديقة لها وجعلتني أهون
أمرها لها ثم قالت لي صديقتي هي أنتي وأبنها هوا أديم "
ضحكنا جميعا ثم قال غيث " لقد فجرت الخبر كالقنبلة يومها برنيم حتى كادت تفقد
وعيها وطلبت منها هي أن تخبر والدتك "
قلت بابتسامة " ما الذي فعلته يا رجل كيف تضع هكذا مسئولية على عاتقها "
ضحك وقال " من الجيد أنني لجأت لها فما كان ما فعلته سيخطر لي على بال "
قلت بمرح " حاذر أن تضرها فتخسرنا ولي العهد الأول في العائلة "
قالت أمي بهدوء " زوجتك في أي شهر الآن "
قلت بحزن " لو أنها على قيد الحياة فهي في الشهر الخامس "
قالت أمي بابتسامة " إذا بينها وبين رنيم شهرين فقط "
ثم تنهدت وقالت " ما كان عليك إخفاء ذلك عنا يا أديم ما سيجري لو أخبرتنا "
قلت وأنا أتوجه بها للداخل " كانت الظروف هكذا يا أمي وكل شيء حدث كالمصادفة "
قالت بحنان " هيا حدثني عنها وكيف تعرفت عليها وكل شيء "
ضحكت وقلت " هل تريدي أن أحكي لك أحداث حدثت في أكثر من سنة في مرة واحدة "
تنهدت وقالت " حسننا أحكي لي ولو مبسطا "
قلت بابتسامة وأنا أجلس وأجلسها معي وجميع أخوتي معنا
" لقد تعرفت عليها في الشركة بل في القسم ذاته الذي عملت به إنها فتاة فقيرة تكره الأغنياء
كرها شديدا ولا تعلم أبن من أكون ولا أنني من الأثرياء وتظنني أخرس أيضا "
نظرت لي بصدمة وقالت " أخرس "
قلت بابتسامة " هل هذا فقط ما شدك في الموضوع , عندما عملت هناك كنت كارها للوضع الذي
أصبحت فيه فرفضت الاحتكاك بالجميع هناك فمثلت عليهم أنني أخرس ولم يعلم أحد من أكون
وتزوجتها بعدما تسببت لها بمشكلات كثيرة كتكفير لذنوبي معها ثم أحببتها حقا وها قد أضعتها الآن "
قالت بهدوء " وأي مشاكل التي سببتها لها "
قلت " لقد كان أخوتها من والدتها يطاردونها لإخراجها وعمها الضرير من منزلها
الوحيد ورميها في الشارع وكان الرجل الذي قتلته يهدها وحاول القفز لبيتها ليلا بعد أن
ضربته فطلبت منها الزواج بي وتزوجنا "
قال بحر بهدوء " ولما تكره الأغنياء "
قلت " إنها عفيفة نفس وعزة نفسها لم أرها عند أحد وتكره الأغنياء لأنها تراهم ينظرون
للفقراء أنهم أقل منهم ويدلونهم بسبب حاجتهم إليهم , حتى أنها اختارت ترك العمل وبقيت
وعمها دون عشاء ليلة لأن كرامتها جُرحت هناك "
قالت بحزن " كم عانت تلك الفتاة والله وحده يعلم ما تعاني الآن "
دخلت حينها سيدة غريبة عني بملامح غربية وحجاب أسود فقالت والدتي بابتسامة
" هذه زوجة عمك نبيل والدة ميس "
اقتربت مني وصافحتني وقالت بالإنجليزية
" كيف حالك بني وحمدا لله على السلامة "
قلت بابتسامة مماثلة " شكرا لك ومرحبا بك بين عائلتك "
ابتسمت وغادرت من فورها في هدوء كما دخلت , وبعد يومين كان عليا العودة لعملي
كما اشترطت الوصية ورجعت للجنوب هذه المرة دون ليان ودون وجودها معي دون
ابتسامتها وطعامها الطيب وثرثرتها التي أحب وحضنها الدافئ وابنتي التي تكبر في
أحشائها أقمت في منزلنا وتركت الشقة على أمل أن تعود من جديد لتبحث عني وكنت
أترك الأبواب مفتوحة
كنت أمضي طوال الليل أقرأ كل دفاترنا والكلمات التي كنا نتبادلها معا كم كنت غبيا
حين فكرت أنني سأتركها في الظلام وأتزوج بأخرى معها فلم أعد أرغب الآن بسواها

بعد أسابيع انتهت القضية وحُكم بالإفراج عني دفاعا عن عرضي ومالي وأخذ أهل شاهد
الدية منا لكي لا يطاردوني يبدوا أنه كان يشكل مصيبة لهم تخلصوا منها وحصلوا على المال
مقابلا لها
اتصلت بشروق مرارا وهاتفها مقفل يبدوا أنها غيرته أو أضاعته سألت كثيرا عنها وعلمت
أين انتقلت فذهبت لها ولم أجد عندها أحدا ولا تعلم عنها شيئا وقالت أن هاتفها قد تمت سرقته
منها ولم تجده وها قد عدت للصفر من جيد وكانت الأيام تمر وكل يوم يخبرني أنها قد رحلت
للأبد ولن تعود وتخيلت حتى أن الكلاب قد أكلتها لذلك لم نجدها حتى الآن , كنت أتجول في
الشوارع لساعات لعلي أجدها بين المارة بالمصادفة ولكن دون جدوى












رنيم








تسابقت الأحداث بسرعة وكان الكل منشغلا بأمر أديم وقضيته وزواجه المفاجئ وزوجته
المختفية منذ مدة ولم يهنئ لأحد بال حتى خرج أديم سالما من محنته , هذه العائلة أصبحت
جزئا من عالمي وحياتي وما يسعدهم يسعدني وما يكدر صفوهم يكدر صفوي معهم كيف
لا وفي أحشائي يوجد طفل سيحمل اسمهم يوما ولو لم أستمر زوجة لابنهم
لقد تجاوزت شهري السابع الآن بأسبوعين وبدأ الحمل يتعبني كثيرا وكأنني في نهاية حملي
وأوضاعي وغيث على حالها فطوال الفترة الماضية كان مشغولا جدا وكنت أحاول أن أكون
بجانبه قدر الإمكان وقد تحسنت الأمور بيننا بعض الشيء
" رنيم لما لا تجلسي وترتاحي رجاء فلا تتعبي رأسي معك "
تنهدت وقلت " وما نفعي إذاً , لقد أصبحت كالكرسي هنا يجب عليا الجلوس فقط "
ابتسمت حور وقالت " لن ندخل في حرب مع خالتي وغيث إنهما يصران
على عدم عملك معنا "
قلت بتذمر " أنا لا أساعد في شيء أبدا ولازال أمامي قرابة الشهرين لألد فهل
ستبقون دائما في خدمتي "
ضحكت جود وقالت " حمدا لله أن حور ليست حاملا أيضا لكنت الآن في مشكلة "
ضحكنا معا ثم قلت " ميس ستقوم حينها بالواجب صحيح أن مزاجها يكون سيئا بعض
الأحيان وتسجن نفسها في غرفتها لكن إن دخلت الشيء أبدعت فيه "
" من هذا الذي يتحدث عني بالسوء "
كان هذا صوت ميس جاء من باب المطبخ وهي تضع يديها وسط جسدها وترسم
ابتسامة على شفتيها قلت بابتسامة
" هذه أنا ويا ويلي منك الآن "
ضحكت وقالت وهي تدخل " لو لم تكوني حاملا لضربتك بقدمي وطيرتك من تلك النافذة "
قالت جود من بين ضحكاتها " كي يطيرك غيث للمريخ "
قالت حور ضاحكة " ذكرتني بأفلام الكرتون عندما يضربونه ويطير ياااااااااااا
هههههه تخيلوا رنيم كذلك "
ضحكوا فقلت باستياء " هل تسخرون مني يا لكم من فتيات "
ثم نظرت لميس بنصف عين وقلت " ستتزوجين صهيب قريبا وسأريك "
تأففت بضيق تم سرعان ما غيرته بابتسامة وقالت لإغاظتي
" أجل وذلك سيكون يوم سعدي "
أشرت لها بعيني خلفها وقلت بابتسامة " بل يوم سعدك اليوم "
تغيرت ملامح وجهها للصدمة واختفى لونها ثم التفتت للخلف فلم تجد أحدا فضحكنا
عليها ثلاثتنا فهجمت عليا تحاول خنقي والكل يضحك
" هيه تعالوا فثمة جريمة ستحدث هنا أين غيث "
نظرنا جميعنا لمصدر الصوت فكان زبير واقفا عند الباب وما هي إلا لحظات ووقف
ورائه غيث قائلا " ماذا هناك "
قال زبير بابتسامة " وجدت إحداهن تخنق زوجتك والأخريات يشجعنها "
شهقت حور من الصدمة وقالت " لم نشجعها لقد كذبت علينا "
قال غيث بضيق " ألم تجدوا غير زوجتي لتخنقوها يا لكم من وحوش "
ضحك زبير وقال " كان يفترض بك يا ميس خنق حور معها أيضا "
خرجت حينها جود في صمت وهدوء من باب المطبخ الخارجي وقالت ميس
" زوجتك هي الظالمة لقد جعلتهن يضحكن مني وإن فعلتها مرة أخرى سأقتلها وابنها "
قال غيث " هيا يا رنيم علينا زيارة الطبيبة فبقائك هنا فيه خطر عليك "
تنهدت ميس بضيق وقالت " بالطبع زوجتك وستدافع عنها يالك من ابن عم "
ضحك غيث وقال " لديك من يدافع عنك فلقد كان سيتقاتل هوا وعمي جسار
وابنه بالأمس لأجلك "
قلت بصدمة " يتقاتلون ولما "
قال مغادرا " الموضوع نفسه بسرعة يا رنيم فلا وقت لدي "
غادرت خلف غيث وصعدت لغرفتي لأرتدي عباءتي ونذهب لزيارة الطبيبة ولم
أخبركم فقد غير غيث مجمع العيادات ذاك وأصبحنا نذهب لعيادة خاصة بالنساء
الحوامل فقط ودون رجال ولا أعلم كيف وجدها , رغم علمي أن ثمة ماضي وراء
غيث يجعله كذلك إلا أن ذلك يشعرني بالسوء وكأنه موقن في حال تركه لي وحدي
أو حتى معه في مكان به رجال سأفعل شيئا سيئا وبت أصارع نفسي وأرغمها على
أن تتقبل منه الأمر وكأنه شيء عادي وأعلم أنه يجاهد نفسه كي لا يسيء إليا أحيانا
في طريق عودتنا أمسك بيدي وقبلها وقال
" سنخرج الليلة للعشاء فما رأيك "
نظرت له بصدمة ثم ابتسمت وقلت
" نتعشى في الخارج وآكل وحدي كيف سيكون ذلك "
ابتسم وقال " ما رأيك لو أخذنا الطعام معنا "
ضحكت وقلت " لما لا نجعل حور وجود طباختان وميس نادلة وغرفتنا مطعما "
ضحك كثيرا ثم قال " وزبير وصهيب أحدهما سائق والآخر يفتح لنا الباب "
ضحكت وقلت بألم " أآآآآي لا أستطيع احتمال ذلك أسكت يا غيث أرجوك "
أمسك بيدي وقال " هل تشعرين بشيء "
قلت " قليلا فقط لا تقلق "
قبل يدي ثانيتا وقال " رنيم أعذري لي كل ما فات سأحاول أن أغير كل شيء لكن
أصبري معي قليلا "
قلت بابتسامة " سأصبر رغم أن ذلك قاسي جدا ويشعرني أنك متأكد من كوني امرأة
سيئة وستخونك في أي لحظة "
قال بعد صمت " هذا خارج عن إرادتي وأنا أجبر نفسي على التغير فساعديني "
تنهدت وقلت " مادمت غير مقتنع بذلك فالإجبار لن يجدي نفعا "
قال بهدوء " سنخرج الليلة ونذهب حيث تشائين وسنجعلها البداية حسننا "
قلت بسرور " أَقسم على ذلك يا غيث قل قسما سنخرج أينما أريد "
ضحك وقال " ألهذا الحد أنا مجرم في حقك "
نظرت له بنصف عين وقلت " أتركني في صمتي عنك أفضل لك ولي "
ثم ابتسمت وقلت " ولكن مميزاتك أكثر بكثير من الخروج ومن الشكوك أحيانا "
ضحك وقال " أحيانا فقط يا ظالمة "
ضحكت وقلت " بل أغلب الأحيان "
وعند المساء اتصل بي لأجهز نفسي ونخرج وكنت طوال اليوم أفكر أين سنذهب وماذا
سأختار من أمكنة ثم تجهزت وجلست , انتظرت وانتظرت ولم يحظر فقلت بضيق
" فعلتها إذا يا غيث وخدعتني لابد وأنه سيتحجج الآن بأي حجة ليظهر أنه أراد أن يُخرجني
ولكن ظروفه لم تسمح له "
شعرت بالاستياء بعد طول الانتظار فخلعت ملابسي وجلست وحدي في جناحي بضيق وبعد
وقت طويل سمعت طرقا على الباب فقلت بضيق
" لا أريد تناول العشاء شكرا لك يا حور "
جاءني صوت خالتي قائلة " هل لي بالدخول يا رنيم "
وقفت وفتحت لها الباب فقالت بملامح متعبة ووجه شاحب وكأنه سيغمى عليها فورا
" رنيم ...... إنـ .... "
قلت بخوف " خالتي ماذا هناك "
قالت بتعب " غيث حصل له حادث بالسيارة وهوا في المستشفى "
لم أرى شيئا حينها وما هي إلا بضعة أجزاء من الثانية وكنت في ظلام دامس مغمى
عليا وانهرت أرضا وبعد وقت لا أدري كم كان استفقت وأول ما قلت
" ماذا حدث مع غيث "
قالت خالتي وهي تمسح على كتفي
" لا أعلم يا ابنتي لا أحد يجيب على اتصالاتي فلنأمل من الله خيرا "
ثم قالت وهي تمسك كوبا لا أعلم ما به
" رنيم خذي اشربي قليلا من هذا سيفيدك كثيرا "
قلت بحزن " لا أريد يا خالتي فأنا بخير اطمئني أريد فقط التحدث مع
غيث أرجوك لا تخفي عني الحقيقة "
تنهدت وقالت " أقسم أني لم أخفي عنك شيئا ولا أعلم عن شيء ولا أحد
منهم يجيب على اتصالاتنا "
قلت بتألم " خالتي حاولي معهم مرة أخرى أرجوك "
خرجت وعادت بعد فترة طويلة وأعطتني الهاتف وقالت
" خذي تحدثي معه لتطمئني "
أخذت الهاتف وقلت مباشرة " غيث هل أنت بخير ماذا حدث لك "
قال بصوت ضعيف ومتعب " أنا بخير رنيم لا تقلقي مجرد حادث بسيط "
قلت ودموعي بدأت بالنزول تباعا " كيف بخير صوتك متعب جدا ماذا حدث "
قال " رنيم لا تقلقي من أجل صحتك أرجوك وتوقفي عن البكاء هيا "
قلت من بين شهقاتي " أَقسم لي أنك بخير "
قال بصوت مبتسم ومتعَب " لو لم أكن بخير ما كانوا ليسمحوا لي بالتحدث معك , طمئنيني
عنك أنتي هل نستدعي الطبيبة "
ضحكت وقلت " حتى وأنت في المستشفى يا غيث تفكر بعدم خروجي , عد
لي سالما هذا فقط ما أريد "
تنهد وقال " لما لا تضنين بي ضننا حسننا أبدا أردت راحتك يا ظالمة , حسننا وداعا الآن "
أعطيت الهاتف لخالتي ثم غادرت مباشرة وهي تحدثت مع زبير وبقيت وحدي مع بكائي
وحزني لقد ظننت أن العلاقة بيننا المدة الماضية قد حسنت بعض التوتر فقط ولكن عند سماعي
الخبر اليوم شعرت باحتياجي لوجوده بقربي دائما شعرت أنني لا أحتمل فكرة فقده للأبد وأن
تكون حياتي خالية من وجوده أعلم ما معنى هذه المشاعر جيدا وأخشى أن لا يكون ما في قلب
غيث مساويا لها ولا يراني سوى شيء مرهون بوقت الوصية فقط











سماح









لا تنتهي مشكلة لأبنائي إلا لحقتها الأخرى فأديم لم يجد زوجته بعد وأحواله لم تعد
تعجبني وصهيب في شجار دائم مع أعمامه وبعض أبنائهم وصراع مستمر مع
ميس التي بدأت بتقبل الجميع شيئا فشيئا إلا هوا و
ها هوا الآن حادث غيث الذي لا أعلم عن حالته شيئا ولا أحد من أخوته يجيب على
اتصالاتنا و رنيم التي أغمي عليها فور سماعها بالخبر , ما كان عليا تفجير الخبر في
وجهها هكذا كالقنبلة وهي حامل ولكن ما كنت سأفعل
خرجت بحثا عن ميس الوحيدة التي لم أطلب منها الاتصال بأحدهم فزبير لم يجب على
اتصالات حور وحتى جود حاولت مع بحر ولكنه كان خارج العاصمة ولا يعلم شيئا وأخبرها
أنه سيرجع حالا فطلبت من ميس أن تتصل بصهيب ولكن دون نتيجة بعد وقت اتصل بي زبير
فأجبت من فوري قائلة
" أين أنتم يا زبير كيف لكم قلوب بهذه القسوة تتركوني وزوجته المريضة في كل هذا الانشغال "
قال بضيق " أمي لقد كان الأطباء معه في الداخل ولا نعلم عنه شيئا كيف سنجيب على اتصالاتك
وما كنا سنقول لك ونحن لا نعلم شيئا "
قلت بغضب " كنت قلت لي ما قلت للتو أفضل من تركي معلقة بين السماء والأرض أرحموا
زوجته المسكينة إن لم تريدوا أن ترحموني "
قال مباشرة " ما بها رنيم هل أصابها مكروه "
قلت بحدة " لقد أغمي عليها حين سماعها بالخبر وهي ملازمة الفراش وترفض إلا الاطمئنان
عليه ماذا لو تعبت كثيرا كيف كنت سأتحدث معكم لتسعفوها معنا أنتم لا تفكرون في غيركم أبدا "
قال بتوجس " هل تريدون نقلها للمستشفى هل أحضر الآن "
تنهدت وقلت " قالت أنها لا تريد وأنها بخير فقط دعوها تتحدث معه يا زبير "
قال " حسننا ها هوا تحدثي معه ولا تكثري عليه الحديث يا أمي أرجوك "
أعطاه الهاتف فقلت بين دموعي " غيث هل أنت بخير يا بني حمدا لله على سلامتك "
قال بصوت متعب " أنا بخير يا أمي اطمئني كيف هي رنيم هل هي متعبة كثيرا "
قلت بهدوء " تبدوا لي بحال أفضل ولكنها لا تريد قول شيء هي تصر على محادثك "
قال " حسننا دعيني أكلمها قليلا "
أخذت الهاتف لرنيم التي تحدثت معه ودموعها لا تفارق عينيها وهوا يحاول طمأنتها وهي
ترفض قول إلا أنها بخير ولا تريد زيارة المستشفى ثم خرجتُ وتحدثت مع زبير الذي أخبرني
أن غيث تعرض لكسر في عظمة ساقه الأيسر وآخر في عظم فخده الأيمن وبعض الجروح
والرضوض وسيغادر المستشفى قريبا
تبدوا لي أحوال غيث و رنيم في تحسن مستمر كم أتمنى أن يتراجع غيث عن فكرة الانفصال
عنها ما أن يتم اقتسام الميراث وتُلغى الوصية
عند وقت الفجر عاد زبير وصهيب فقابلتهم عند الباب وقلت بقلق
" كيف حاله الآن "
قال زبير " بخير وسيخرج قريبا , لقد تركنا بحر معه وسنعود حالا ليخرج بحر ويرتاح فقد عاد للتو "
قلت بارتياح " الحمد لله وماذا عن الكسور "
قال صهيب " لقد قاموا بتجبير كلتا ساقيه والجبيرة ستأخذ وقتا علينا نقله للأسفل هنا ولكن المشكلة
أن جناح الضيوف مشغول الآن ولا أجنحة أو غرف غيره في الطابق الأرضي "
قلت بهدوء " وكيف العمل أذاً "
قال بحيرة " لا يمكننا نقل شقيقة بحر فقد تنزعج من طلبنا ذلك وتعتقد أنها تضايقنا
فلقد أخبرني بحر مرارا عن مدى تحسس هذه الفتاة حتى من الكلمة الواحدة وليس
أمامنا سوى الملحق الخارجي "
قال زبير معترضا " ولكن الملحق منفصل تماما وستكون زوجته معه وفي وضعها
سيصعب عليها مساعدته وحدها ولن يكون بإمكاننا التردد عليهم دائما لمساعدتها "
قلت " سأتحدث مع جود دعا الأمر لي إنها فتاة طيبة وستتفهم الأمر أنا متأكدة فقط
لا تقولا ذلك أمام بحر حتى أتحدث معها "
تنهد زبير وقال " معك حق في ذلك فبحر لا يستحمل أن يضرها نسيم الهواء وسيفهم
الأمر كما يحلوا له "
تنهدت وقلت " حمدا لله المهم أن غيث سلم من كل ذلك "
وقد غادر المستشفى للقصر بسبب عناده كوالده تماما كم كان يصر على مغادرة
المستشفى دائما ولا يبقى فيه












جود











يبدوا لي أن الأغنياء أيضا يعانون ظننت أنه وحدنا من نعاني وأن هذه العائلة حياتها
كقصرها ولكن اكتشفت عكس ذلك فحور تبدوا لي حزينة دائما و رنيم زوجها قد أصبح
بلا حرك الآن وما فهمته أنهما لم يكونا على وفاق سابقا أديم يعاني ما يعاني وحتى ميس
وصهيب يواجهان مشكلة كبيرة مع أقارب العائلة على ما يبدوا وبحر أنا أعلم بحاله قبل
مجيئي إلى هنا وحده المدعو زبير من لا يحمل هما ويبتسم ويمزح على الدوام
لقد صرت أتحاشاه هوا دوننا عن الجميع بعد ذلك الموقف منذ شهرين وهوا لاحظت أنه
كذلك بعد ملاحظته لتجنبي له فعلاقتي بحور رائعة وهوا زوجها فلم أرد أي مشاكل لي
معها ولكن ما زاد الأمور سوءا أنه بانتقالي للطابق العلوي ليأخذ غيث و رنيم الجناح
السفلي صرت في الغرفة الأقرب لجناحه وأتقابل معه كل يوم تقريبا , بالنسبة لذاك الشاب
فقد أصبح يتصل بي صباحا ومساء كما قرر ولو ليقول كلمة صباح أو مساء الخير وأصبح
يتحدث لي أكثر عنه عن طفولته عن طموحاته عن كل شيء وأنا كذلك حتى زادت رغبتي
في رؤيته أكثر ولكن ما الفائدة من ذلك , لنبقى هكذا أفضل فيكفيني تعلقا به
ارتميت على السرير وأمسكت بهاتفي الذي أصبح منذ عام جزءا مني فوجدت رسالة منه
قد وصلت قبل قليل وكان فيها
( بعض الحب يشبه المرض الشفاء منه يعني أن تتذكر دائما بأنه سيعود لك من جديد ....أحبك )
ثم وفورا جاء اتصال منه ففتحت الخط فقال مباشرة وبحسرة
" لقد حلمت بك البارحة كنتي ذاهبة وأنا أركض خلفك لأراك وعندما وصلت إليك استيقظت يا له
من حلم لماذا كان ناقصا متى التكملة يا ترى "
ضحكت وقلت " جرب الليلة قد ينجح الأمر "
قال بضيق " هل هذا فقط ما لديك عليا أن أراك أو سوف أجن فورا "
تنهدت وقلت " هل سنتحدث في هذا دائما كم سأشرح لك ذلك "
قال بتذمر " ومتى ستسمح ظروفك هذه لا أعلم , حسننا أمري لله "
قلت بابتسامة " أقسم أني أحبك وسأنتظرك ما استطعت ولكن عليك أن تقدر ظروفي قليلا "
ثم ضحكت وقلت " أحدهم يطرق باب غرفتي عليا إنهاء المكالمة وداعا "
قال بضيق " اسمعي سأتصل بك بعد قليل شئتي أم أبيتي مفهوم "
ضحكت وقلت " مفهووووووم "
ثم فتحت الباب فكانت حور ابتسمت وقالت
" أعتذر على الإزعاج لكن جود هلا ساعدتني في حمل بعض الحاجيات من جناحي رجاء "
قلت ببرود " هل زوجك موجود "
ضحكت وقالت " لا إنه في الخارج , لو أعلم فقط سبب نفوركما من بعض "
قلت بضيق " مشكلة قديمة ولا تكترثي لها فأنت المفضلة لدي , هيا لننجز العمل
بسرعة قبل أن يعود "
ضحكت وقالت " هيا بسرعة "
أخذت هاتفي معي لأستقبل اتصال ذاك الشاب عندما يتصل بي بعد قليل كي لا يغضب
مني ككل مرة حين أترك هاتفي في الغرفة وقت اتصالاته المعتادة
توجهت لجناح حور وزبير وبدأنا في ترتيب بعض الحاجيات في غرفة المكتب الخاص
بزوجها واستمر العمل لوقت وانهمكنا فيه حتى سمعت صوت باب جناحهم يُفتح فقلت بذعر
" حور هذا زوجك قد دخل لقد ورطتني معه الآن "
ضحكت وقالت " وما المشكلة في ذلك يا جود "
فتح حينها علينا باب المكتب نظر لنا مطولا ثم قال
" آسف ظننت أنه لا أحد هنا "
قلت ونظري للأرض " عن إذنكما "
وخرجت من فوري من الغرفة ومن الجناح كالصاروخ ونزلت للأسفل فورا وهربا منه










زبير

















لا اعلم لما تكرهني أخت بحر تبدوا لي رقيقة جدا وتحب الجميع إلا أنا ومنذ ذلك اليوم .

نظرت لحور وقلت " ما كنتما تفعلان هنا "
قالت بهدوء " لقد طلبت من جود أن تساعدني في نقل الأغراض وترتيبها في المكتب "
قلت وأنا أتوجه للداخل
" لما لم تتركي عمال شركة النظافة من يقومون بذلك لما تتعبي نفسك وجود في ذلك "
قالت بابتسامة " العمل ليس صعبا فلما نؤجله ولما يبقى المكتب غير مرتب حتى يأتوا "
قلت بذات الابتسامة " شكرا لكما إذا وبلغي جود شكري أيضا "
غادرت حور واتصلت من فوري ببلسم رن هاتفها طويلا ولم تجب عاودت الاتصال وذات
الشيء ولكن ما شد انتباهي أنني كنت أسمع رنين هاتف ليس بهاتف حور في الجناح فتجاهلت
الأمر وكتبت لها رسالة وفيها
( فعلتها إذا يا مخادعة لن أرضى عنك هذه المرة أبدا )
وأرسلتها فسمعت حينها رنين رسالة من ذات المصدر انتابني الشك حينها فاتصلت بها مجددا
فسمعت الصوت ذاته ثم قطعت الاتصال فتوقف الصوت اتصلت ثانيتا فعاد للرنين فخرجت
من المكتب أتتبع الصوت فكان من هاتف موضوع على الطاولة في ردهة جناحي رفعته وأنا
اتصل فكان على شاشته أسم الرجل الكئيب يتصل والرقم ذاته رقم هاتفي من مفاجأتي
بالأمر قطعت الاتصال وعاودت اتصالي بها ثانيتا لأصدق ما تراه عيناي فظهر الاسم والرقم
ذاته سمعت باب حجرة حور يُفتح فأوقفت الاتصال وخرجت لحظتها فقلت لها
" لمن هذا الهاتف يا حور "


















الجزء التاسع والعشرون

























زبير

قطعت الاتصال وعاودت اتصالي بها ثانيتا لأصدق ما تراه عيناي فظهر الاسم والرقم
ذاته سمعت باب حجرة حور يُفتح فأوقفت الاتصال وخرجت لحظتها فقلت لها
" لمن هذا الهاتف يا حور "
نظرت له للحظات ثم قالت
" آه إنه هاتف جود لقد نسيته هنا هل هوا من كان يرن طوال هذا الوقت "
من صدمتي وهول مفاجئتي لم استطع الكلام جود أيعقل أن تكون جود ولكن كيف ذلك كيف
قلت بتوتر " لقد توقف الاتصال ما إن وصلت خذيه لها فقد يكون بحر أو والدتها من يتصل بها "
أخذته وعيناي تتبعانه وكأنها أخذت قلبي وعقلي معها بعد لحظات نزلتُ للأسفل
فقابلتني حور تصعد للأعلى فتوجهت من فوري للمطبخ وجدت جود وحدها هناك
والهاتف ذاته بجانبها قلت بصوت هادئ
" جود "
التفتت إليا من فورها بقيت أتأملها للحظات حتى شعرت بالخجل من حيائها مني فقلت
" جود هل تكرهينني "
سكتت طويلا لا اعلم لصدمتها من سؤالي أم بحثا منها عن إجابة , قولي لا يا جود
قوليها أرجوك ثم قالت وعيناها للأسفل
" لا لم أكرهك يوما "
كدت أقفز ناحيتها واحتضنها لولا أن تمالكت نفسي فقلت
" لا تغضبي مني بسبب ذاك الموقف أرجوك فقد كنت متوترا يومها فلن يتكرر ذلك
ولن أجلب لك أي عريس ثانيتا "
يا لي من أحمق ألم أجد غيرها كي أخطبها لجبير لا وعرضتها على أديم
قبله , تستحق الجلد على ما فعلت يا أحمق
قالت بعد صمت طويل " لا عليك لقد انتهى الأمر على خير وأنا آسفة أيضا "
دخلت حينها رنيم وقالت " أين هي حور "
هل هذا وقتك يا رنيم , خرجتُ من فوري وقفت قريبا واتصلت بها فسمعت هاتفها يرن
وكأنني لازلت أريد التأكد منها ثم خرجت للحديقة فأجابت قائلة
" أعلم أنك غاضب مني ولن تصدقني أيضا ولكني نسيت هاتفي بعيدا عني "
قلت بأندفاع " أحبك أحبك وأحبك فقط ولست غاضبا منك "
ضحكت وقالت " لا تبدوا لي طبيعيا أبدا "
قلت بابتسامة " وهل تركتي بي شيئا طبيعيا يا فتاة "
لا أصدق أنك أمامي وأني كنت أراك وأنا أموت شوقا لرؤيتك , آه من حظي الذي
ابتسم لي فجئه قالت بمرح " أين ذهبت "
قلت من فوري " ذهبت إليك طبعا , أخبريني كيف مشكلتك مع والدك "
قالت " لقد أصبح شقيقي هوا الوصي علينا الآن "
لهذا إذا جلبك بحر إلى هنا ليهرب بك من والدك يالك من رائع يا بحر لقد فعلت
أجمل شيء في حياتك قلت
" إذا لن تكوني لغيري وإن فعلتي ذلك قتلته سمعتي "
ضحكت وقالت " وإن قتلته دخلت السجن وتزوجت أنا بغيره "
قلت بحدة " بلسم لا تقولي ذلك ولا مازحة لن تتزوجي غيري مفهوم "
قالت " مفهوم وهل بعد كل هذا التهديد سأفعلها "
قلت بجدية " وأنا عند تهديدي فكوني حذرة "
تنهدت وقالت " أنا فقط أخاف من ظروفي وتقلباتها فلا تلمني حينها أرجوك "
قلت بضيق " أقسم إن أخلفتِ بوعدك لي قتلت نفسي "
قالت بفزع " ما هذا الكلام الذي تقول ما الذي حدث لك اليوم "
قلت بهدوء " حدث رائع وجميل ولم أتصوره يوما , وداعا الآن حبيبتي ها قد
جاء من سيعكر مزاجي "
ضحكت وقالت " وداعا واعتني بنفسك لأجلي "
آه يا قلبي كيف لي تحمل كل هذا لو أكتشف أنها تكرهني لأني زبير فسأموت حتما
توجه صهيب ناحيتي وقال بضيق " أين أنت يا رجل ألا يُعتمد عليك أبدا "
قلت بحدة " تحدث معي بأسلوب أفضل يا صهيب فيما أخطأت أنا "
قال مغادرا " تعلم فيما أخطأت وأصلح خطأك فورا "
غادر فقلت بلا مبالاة " لا أحسد من ستتزوجك عليك وكم أتمنى أن تكون ميس لتريني فيك
يوما رائعا كهذا اليوم , يا الله ما أروعه من يوم "

















حور















قد لا تسير الأمور دائما كما نشاء فمثلما تشرق شمس الصباح أحيانا ونحن لازلنا
بحاجة ملحة للمزيد من النوم وكما تغيب عند الغروب أحيانا ونحن لا نزال ننتظر
قدوم أحدهم قبل أن يأتي المساء كذلك سارت بيالرياح عكس ما تشتهي سفن عقلي
وأصبح وجود جود هنا يقرب المسافة بيني وبين بحر أكثر فقد زادت زياراته
ومصادفات لقائي به وحتى الكلمات القليلة العابرة أصبحت تجد طريقا لها بيننا
وتقتلني في كل حرف من حروفها الجوفاء
" حور .... هيه ما بك "
قلت بفزع " نعم يا رنيم لقد أفزعتني "
قالت وهي تتوجه جهة الموقد
" لقد ناديك مرارا ولكنك كنتي في عالم آخر تماما , ماذا حدث للحساء هل نضج "
ثم شهقت وقالت " أنظري لقد كاد يحترق يا حور لقد اعتمدت عليك "
قلت بإحراج " آه آسفة لقد نسيت أمره "
نظرت لي ويديها في وسطها وقالت " حور حالك لا يعجبني أبدا لقد كثر شرودك جدا , يبدوا
لي أن الأمور تأخذ منحا جديدا "
قلت بحزن " ليثني أموت يا رنيم وأرتاح لقد تعبت حقا "
تنهدت وقالت " لا ألومك الآن يا حور أحبيه كما تريدي أتمنى أن تجتمعا سويا يوما ما "
قلت بألم " يا لها من أمية سخيفة وغير معقولة "
قالت " ولما غير معقولة الله قادر على كل شيء "
قلت بحزن " ها نحن ذا نعبر عامنا الثاني ولا بوادر تبشر بالفكاك من هذه الوصية يبدوا لي أننا
ننتظر عبثا كمن يركض خلف السراب وهوا يعي أنه لن يدركه وسترحل بنا السنين ونحن على
حالنا نركض في أماكننا ولا شيء سوى تحطم الأميات والبكاء ليلا والنوم مع وجع الذكريات "
قالت بأسى " كل منا ينتظر أن يتخلص من تلك الوصية ولكن ما أخشاه أن نصبح
يوما نهرب من الفكاك منها "
نظرت لها مطولا وقلت
" يبدوا لي أنك أنتي المعنية بما قلتي الآن هل صرت تخشين الفكاك من غيث "
قالت بشرود " لا أعلم ما الذي يحدث معي فعندما فكرت أنني سأخسره بسبب الحادث
كدت أجن , أخاف أن مشاعره اتجاهي ليست كذلك وأصل لمرحلة أكره فيها الفكاك منه
ويرغب هوا بعكس ذلك "
قلت بحسرة " لا أتمنى لك ذلك يا رنيم إنه أقسى ما في الوجود "
قالت وهي تسكب الحساء " هذا ما كنت أخشاه ويبدوا لي أنه ما سيحصل حقا "
قلت بهدوء " وما هي مشاعر غيث اتجاهك ما يقول لك وما تلاحظين عليه "
قالت بحيرة " لا أعلم هوا لا يصارحني بمشاعره حتى الآن ولا أنا كذلك تعامله معي تغير
كثيرا ولكن ..... أنا حقا لا أعلم "
قلت بجدية " عليك أنتي البدء بذلك لتشجيعه على قول ما يكتم بقلبه فالبعض يحتاج
لدفعة ولو بسيطة ليفجر ما بداخله وغيث يبدوا لي رجلا قويا وصلبا وهذا النوع
من الرجال لا يتحدث عما بداخله بسهولة "
قالت وهي تحمل الصينية " أخشى أن تدمرني نصيحتك "
ضحكت وقلت " جربي فلن تخسري أكثر فإن لم تنفع لن تضر "
ضحكت وقالت " عليا أن أحمل الحساء الآن له قبل أن يبرد والباقي يمكن تأجيله قليلا "

رنيم تسعى جاهدة لتغيير حياتها وتفكر جديا في مستقبلها مع غيث أما أنا فلا تزداد
حياتي إلا ضياعا وتشتتا فلا أنا لزبير الذي بين يداي الآن ولا لبحر الذي يفصلني
عنه كل شيء فكم أتمنى أن أرسى يوما كما يحدث مع رنيم ليثني مثلها لم أحب
يوما أحدا فليس لي إلا لحزن والحرمان وهذه الدموع التي لا تتركني لحظة
" حور هل لي أن ..... "
مسحت دموعي والتفتت لمصدر الصوت فكان بحر الذي قطع كلامه وقال بصدمة
" ما بك تبكي يا حور "
أعدت نظري للأسفل في صمت فقال بهدوء " هل ضايقك أحدهم بشيء "
قلت بعبرة مخنوقة " لا أبداً "
قال بهدوء " أنا آسف أعلم أن وجودي قد أصبح يضايقك "
هززت رأسي نفيا وقلت " لا ليس كذلك فلا تفهم الأمور خطئا أرجوك "
جاء صوت جود من خلفه قائلة " بحر أهذا أنت هنا وأنا أبحث عنك "
التفت لها وغادرا يتحدثان ولا أعلم عن ماذا أو لا أسمع في ماذا يتحدثان فأذناي غاب
عنهما الوعي تماما ليتركا كل شيء لدموعي المتدفقة وحدها تسمع وترى وتتحدث


















رنيم


























لم يكن بالأمر السهل أن أتقبل خبر تعرض غيث لحادث وأنا لا أعلم ما خلف فيه
كان خبر أن يصاب بزكام كفيل بجعلي أتعذب معه آآآآه هل وصلت لهذا الحد من
الجنون هل عليا كسر الحاجز بيننا يا ترى وهل لدي من الشجاعة ما يجعلني أفعل
ذلك لما ليس هوا فهوا الرجل وهوا من عليه أن يصارحني بما في قلبه اتجاهي
ترى هل يكون لاشيء من هذا في قلبه لذلك لم يتكلم أم هوا كما قالت حور من النوع
الذي يحتاج لدفعة قوية ليبوح بما في داخله آه يا رب ساعدني لما أنا كان نصيبي
زوجا جافا هكذا ولما أتعلق به كل يوم أكثر من سابقه
عليا أن أجرب رغم أن الفشل قد يكون حليفي وحينها لن ينقدني منك أحد يا حور
" رنيم ما بك الملعقة أصبحت فارغة "
نظرت ليدي بصدمة بعدما أوقظني صوت غيث من شرودي وكانت الملعقة مائلة في
الصحن وانسكب كل ما فيها يالي من بلهاء هوا ينتظر أن أطعمه الحساء وأنا ...
آآآآه منك يا حور لقد أفقدتني عقلي رفعت عينيا إليه لوجهه لعينيه بل أنت هوا من أفقدني
عقلي يا غيث ليثني أدخل هذا الرأس وهذا القلب لأعرف من أنا فيهما ابتسمت وقلت بعفوية
" كان ساخنا خفت أن يحترق لسانك فتوبخني "
ضحك بتعب وقال " بل كنتي شاردة الدهن تماما فيما كنتي تفكري "
قلت بهمس وعينيا على الصحن " في شخص "
قال بصوت مصدوم " شخص "
نظرت له بضيق ثم قلت بتذمر " غيث لا تأخذك أفكارك وتسافر بك بعيدا اقسم سأغضب منك "
ابتسم ولاذ بالصمت ولم يقل لي حتى كاذبا أنا لم اشك بك ليراعي مشاعري تنهدت بضيق فقال
" هل يتعبك لهذا الحد "
نظرت له في حيرة وقلت " من "
نظر للسقف متكأ برأسه على ظهر السرير وقال " لا شيء يا رنيم "
قلت بهدوء وعينيا عليه " هل أنت غاضب مني "
نظر لي بحيرة وتشتت أو لا أعلم ما تكون تلك النظرة ثم قال بعد صمت
" ولما سأغضب منك "
أنزلت رأسي أرضا وعضضت شفتي السفلى يا لي من حمقاء كم كان هذا سؤالا أحمقا
قال بهدوء " رنيم "
نظرت له في صمت فقال " ماذا هناك هل تريدي قول شيء "
آه يا إلهي هل يظهر عليا ذلك بوضوح سحقا لك يا رنيم هيا إنها فرصتك قولي شيئا إما أن
يصلح الأمور أو يفسدها
قال بحيرة " ما بك "
تنهدت ثم ملئت رئتي بالأكسجين وقلت بهمس وعينيا أرضا
" بلى أريد قول شيء "
قال بعد صمت وكأنه يخمن ما سيكون أو ينتظر أن أتابع
" نعم يا رنيم قولي كل ما تريدين "
بدأت ألعب بأصابعي بتوتر وكأني مراهقة تود الاعتراف لحبيبها أنها تحبه
وها قد أبت الكلمات أن تخرج من جوفي فوصلني صوته قائلا
" هل الأمر صعبا عليك لهذا الحد "
نظرت له بصدمة فقال مبتسما " هل الموضوع صعب التحدث فيه هكذا "
آه حمدا لله فكرت للحظة أنه دخل عقلي وعلم بما فيه قلت بتوتر
" لا شيء إنسا الأمر "
قال مباشرة " هل ستؤجلين ذلك أم لم تعودي ترغبي بالحديث "
تأففت وقلت " غيث ما بك يبدوا أنك تشعر بالملل وتتسلى بي "
ضحك وقال " رنيم أنتي التي ما بك أنا سألت فقط "
سحقا لك يا رنيم ولعقلك ولقلبك ولسانك ولحور أيضا وها قد اكتشفت أنك جبانة
يا رنيم ولكن لما لا يتكلم هوا ترى ألا يحبني , وصل صوته متبسما
" لما لا تغلقي عينيك وتتحدثي "
نظرت له مندهشة وقلت " غيث فيما فكرت أني أريد قوله "
قال بهدوء " لو فكرت في شيء ما طلبت منك أن تتحدثي "
لا أعلم من أين جاءني كل هذا الغباء عليا تغيير الموضوع كي لا يتفاقم أكثر من
ذلك نظرت للصحن وقلت
" يبدوا أنه برد عليا أن أعيد تسخينه "
قال مباشرة " لا داعي لذلك أريده باردا "
أطعمته ملعقة وأخرى وثالثة في صمت كم أنا حمقاء هل كان عليا أن أصر على
إطعامه له بنفسي هذا ولم أقل شيئا كيف سأكون حينها , أمسك بيدي والملعقة فيها
وهي أمام شفتيه سكب الحساء منها في الصحن ووضعها على فخذه المجبرة وهوا
يضغط عليها بقوة ونظر للسقف مجددا وقال
" الرجل الذي كان في السيارة الأخرى توفي على الفور رغم أنه هوا المخطأ لكني
شعرت أنني قتلته وأنا من كان يفترض به أن يموت "
ارتعشت يدي في يده كما هوا حال كل جسمي لهذه الفكرة وقلت بلا تفكير
" لا غيث أرجوك "
شد على يدي أكثر وأغمض عينيه وقال " لا تريدي أن أموت يا رنيم "
قلت وأنا أمسح دمعة نزلت من عيني " أنت حياتي يا غيث لا تتركني وترحل "
ها قد قلتها وليحدث ما يحدث عاد بنظره ورأسه عن السقف نظر إلي مطولا في صمت
فأرخيت نظري للأسفل فقال " وها أنا لم أتركك "
هل .... ألم يسمعها لما لم يعلق عليها يبدوا أنه لم يهتم لذلك تنهدت بيأس وصمت فقال
" وإن مت أنا يا رنيم "
نظرت له بخوف وقلت " غيث ما بك مع الموت اليوم "
ابتسم وقال " أريد جوابا "
نزلت حينها دموعي متتالية سحبت يدي من يده ومسحت بها دموعي وقلت بصوت
مخنوق وأشبه للهمس " أفقد حياتي "
هاهي المحاولة الثانية وأقسم أن تكون الأخيرة لو لم يكترث أو ينتبه
قال بهدوء " لو قلتي غير هذا لقلت أنك كنتي تكذبين في الأولى "
المحتال انتبه لها ولم يعلق عليها وقفت وقلت مغادرة " سأقوم بتسخينه من جديد "
أعلم أنني مغفلة وكان عليا أن أنتهز الفرصة وأسأله عن مشاعره اتجاهي ولكن يكفي
لا يمكنني فعل أكثر من ذلك , ولم ينتهي الأمر عند ذلك فقد سألني ما أن عدت عما
كنت أريد التحدث ومن الجيد أنه تجاهل ما تحدثنا عنه مؤخرا


































صهيب





















" أمي إنسي أن يحدث ذلك أخبرتك مرارا "
تنهدت وقالت " عوف لما لا تحاول معه بني "
قال بحيرة " أنا لست بأفضل حالا منك فأنا في شجار دائم مع
والدي وأنيس وموقفي صعب جدا "
قالت بحزن " لما لا يعترفون بهم ويعطونهم حقهم لينتهي الأمر أخشى أن
تكبر المسألة وتتقاذفنا الألسن فيكفي ما حدث حتى الآن "
قال عوف بهدوء " حاولت كثيرا ولم أجني سوى التوبيخ "
قالت بضيق " وعلياء ضربها والدها من أجل ذلك وحدك أنت وهي وأبنائي من يدافع عن حقهما "
قال بتساؤل " ولما يضربها "
قالت بحزن " لأنها قالت رأيها في الأمر مثلك "
ثم وقفت وقالت " عليهم أن يخافوا الله في حق ابنة أخيهم اليتيمة "
ثم غادرت فهمس لي عوف قائلا
" هيه صهيب من الفتاة التي كانت مع والدتك عند وصولي بالأمس "
قلت بضيق " وهل أتذكر اليوم لأتذكر الأمس "
قال بحماس " هيا يا صهيب لا تصعب عليا الأمر "
نظرت له بحيرة وقلت " عوف ما حل بك "
تنهد بضيق وقال " قل لي من هي و أرحمني "
قلت ببرود " وكيف سأعلم وأنت من راءاها وليس أنا "
قال بتذمر " أنت تعلم كل الموجودين هنا "
تنهدت بضيق وقلت " لون عيناها أزرق أم سمائي أم اسود أم أخضر "
ضحك وقال " هل لديكم من كل لون واحدة "
ضحكت وقلت " نعم , فزوجة غيث ذات عينين سوداء وزوجة زبير لون عينيها سمائي
غريب لا يمكنك تحديده أما ميس فأزرق غامق وشقيقة بحر خضراء العينين فإن كانت
إحدى زوجات إخوتي أو ميس فلا تزد في الموضوع حرفا أو قطعت لسانك "
قال بابتسامة " إذا هي شقيقة بحر "
نظرت له مطولا وقلت " وكيف رأيتها ها "
قال بإحراج " كنت داخلا وظننت أن عمتي سماح لوحدها فكانت معها وما أن رأتني
حتى خرجت من فورها ورأسها أرضا ولم أرها سوى تلك اللمحة البسيطة هلا تحدثت
مع شقيقك في الأمر "
ضحكت وقلت " مهلك يا رجل أبهذه السرعة "
قال بضيق " حسننا وما في ذلك "
قلت بابتسامة " سيقتلك والدك بالتأكيد "
قال بلا مبالاة " لا يهم فسليمان تزوج بمن يريد رغما عن الجميع وفي النهاية تقبلوا
الأمر , ها قلي هل ستحدثه "
ضحكت وقلت " سأرى ما سأفعل هيا دعنا نغادر "
قال ونحن مغادران " متى ستتحدث معه "
ضحكت وقلت " ليس الآن "
عند المساء كنت داخلا للقصر صعدت السلالم متوجها لغرفتي فسمعت صوتا يناديني قائلا
" مهلا صهيب "
التفتت فكانت ميس تقف عند بداية الممر عدت ناحيتها وقلت
" نعم يا ميس "
قالت بهدوء " هل صحيح أنك تشاجرت مع عمك وابنه من جديد "
قلت بابتسامة " صحيح ولن تكون الأخيرة فليقتلوني أو يفعلوا ما أريد "
نظرت للأسفل وقالت " أريد الذهاب لدبلن من جديد "
قلت " ولما "
قالت " عليا البحث عن المدعو مايكل "
قلت بعد صمت " لا داعي لذلك فلقد وجدته "
نظرت لي بصدمة وقالت " وجدته ولكن كيف "
قلت " بمساعدة الضابط جيمس لقد كنت هناك بداية الشهر وقد سحبنا منه المعلومات أيضا "
قالت " ومن دوني "
أمسكت وجهها وقلت " لن أعرضك للخطر يا ميس سمعتي "
هزت رأسها نفيا وقالت " لا هذا من حقي أنا وليس غيري ولو كان فيه موتي "
قلت بهدوء " ميس أنا أحبك ولن أرضى بأذيتك أبدا "
نظرت لي مطولا بصمت فقلت " لا تقولي كاذب أرجوك فأقسم أنها الحقيقة "
هربت من أمامي راكضة دون أن تعطيني أي أمل أو تقطعه ذهبت وخلفتني كالجدار لا يفكر
أبدا أن يغير مكان وقوفه وبعد وقت تنهدت وذهبت لغرفتي وأرسلت لها رسالة كتبت فيها
( أحبك يا ميس وأقسم على ذلك )
بعد وقت أرسلت لي
( طلبت مني أن لا أقول لك كاذب فليس لدي ما أقول )
ابتسمت وأرسلت لها
( أحبك يا قاسية وأنتي تعلمين ذلك جيدا ولن تكوني لغيري إلا على جثتي )
بعد أن صليت الفجر توجهت للصالة الرياضية الملحقة بالقصر وهوا مكاني
المعتاد يوميا في هذا الوقت وبعد حين سمعت خطوات تدخل الصالة تم تقترب
من الغرفة ثم دخلت فكانت ميس

























ميس






















سألت خالتي أين أجد صهيب ويكون وحده هنا , فقالت أنه يقضي ساعتين بعد الفجر
في الصالة الرياضية الملحقة بملحق القصر فتوجهت له فجر تلك الليلة دخلت المكان
فكان عبارة عن صالة كبيرة تحوي ملعبا صغيرا لكرة السلة وبنهايتها غرفتين أحداها
كانت مفتوحة ويخرج منها صوت رفع لثقل آلة رياضية وصوت زفير لأحد يحركها
وبالتأكيد هوا صهيب توجهت للغرفة ووقفت أمام الباب فكان هناك بالفعل يرتدي سروالا
رياضيا قصيرا حتى نصف الساق فقط ولا شيء من الأعلى
شعرت بالخجل من وجودي فقلت وعينيا أرضا
" آسفة يبدوا أنني اخترت وقتا غير مناسب "
جلس وأخذ منشفة ووضعها على كتفيه وظهره وقال
" ما الذي أخرجك في هذا الوقت وكيف علمت أنني هنا "
قلت " سألت خالتي عن مكان تكون فيه لوحدك فأخبرتني "
نظر لي بحيرة وقال " هل من مشكلة يا ميس "
قلت بعد صمت " أنا اشك بأحدهم وهوا وراء ما حدث لوالدي "
نظر لي مطولا تم قال " من "
قلت مباشرة " عمك جسار "
وقف وقال " عمي جسار ولما هوا تحديدا "
قلت " لأنه الوحيد الغير متضرر بفضيحة اختطافي ومن وراء هذه سيكون وراء
الأخريات فوحدهم أخوتك وأعمامك وجدك من يعلمون بالأمر "
نظر لي مطولا تم قال " وحامد وجهاد يعلمان أيضا "
قلت " جهاد لن يستطيع وحامد يستحيل ذلك فقد أفرجت عنه وشقيقته قالت أنه تغير
في كل شيء بقي إذا أعمامك وجدك فقط "
قال " ولما لا يكون عمي عاصم أو حتى جدي "
قلت بهدوء " لا اعلم أرى أنه وحده من وراء ذلك فحتى الكره في عينيه
وكلماته كان أكثر من شقيقه "
قال بشرود " ربما ليس هوا وإنما ..... ربما يكون ذاك يفعلها القذر "
نظر لي مطولا في صمت فقلت " لما تنظر لي هكذا "
قال وهوا يرتدي قميصه " لأنني استغرب من شيء "
قلت بحيرة " من ماذا من أن أتهم أحدهم "
قال بابتسامة " بل من أن تأتي إليا هنا "
قلت بضيق " ما تعني بذلك "
قال بذات الابتسامة " هل لأجل هذا فقط جئتي "
قلت بحدة وأنا أغادر الغرفة " يا لي من تافهة حقا وظننت أنك ستهتم للأمر "
لحق بي وأمسكني من يدي وقال " ميس انتظري أود قول شيء "
وقفت وقلت بغيض " ما الذي لم تقله بعد "
قال بهدوء " ميس ماذا عما حدثتك عنه البارحة قولي أي شيء "
نظرت له وقلت " هل أقول أي شيء "
قال بابتسامة " إلا كاذب "
تنهدت وقلت " صهيب ماذا تريد مني بالتحديد "
فعل حركته المعتادة وقرص خدي وقال
" هل تعلمي ما تفعلينه بي حين تذكرين اسمي إنك تصيبينني بالجنون يا ميس "
قلت بتألم وأنا أبعد يده " آآآآآآي متى ستكف عن معاملتي كالأطفال "
ضحك وقال " حتى تكبري "
تجاهلته وقلت بضيق " لم تجب عن سؤالي ماذا تريد "
اقترب من أذني وقال بصوت أشبه للهمس
" أريدك لي وحدي , زوجتي وحبيبتي "
ابتعدت عنه بضع خطوات وقلت
" وهل تعي ما ستكون عليه حياتنا إن تزوجتني فأنا لا أريدك "
قال بعد صمت " ميس ستتزوجين بي أحببت ذلك أم لا "
قلت بضيق " لماذا تريد الزواج بي قل الحقيقة "
تنهد بضيق وقال " أخبرتك مرارا لأني أريدك زوجتي "
قلت " فقط "
قال بتذمر " ولأنني السبب فيما يقال عنك "
قلت مغادرة " لذلك لن أتزوجك أبدا "