رسالة إلى الآنسة ( ......)
يا آنسة .. أنا وأنتِ رحّالة فى عالم منتهى الضيق
الفرق بيننا هو أنّ كلٌّ منّا يتنقلُ على الشاطئ الآخر من البحر
أو الشطر الآخر من ******
من الممكن أن لا تلتقى آثار أقدامى بأقدامك مطلقاً
ومن الممكن أيضاً أن يخدمنا الحظ
وتصبح المسافة بيننا قريبة إلى أبعد حد
نَشربُ من نفسِ النهر، وتبللنا نفس قطرات المطر
يلسعنا البرد نفسه ، ويكوينا الحر نفسه
نشتمُّ عبق الجورى فى ذات اللحظة
لكن
تفصل بيننا موجة صغيرة أو شجرة قصيرة
تحجبُ الرؤية عن قلبينا فلا نلتقى أبداً ..!
بين هذا الممكن وذاك يمسى قلبى فى كَدَر دائم
وعقلى وروحى كالسُجناءِ المعلّقين من أعقابِهم
سبيلُ الفرحةِ الوحيد هو أن أعبُر بعقلى فى تلك الممرات الضيقة
بين ثنايا الذاكرة، حيثُ كنتُ ألتقى بحروفِك
لعلّى أجدُ ما يُطفئ لهفتى، ويواسى حيرتى
كم أخافُ من كابوس يراودنى دوماً
أرى حالى كعجوزٍ يفترِشُ الحكمةِ ويتكئُ على الصبر.
لكننى أعدُكِ
سأظل أُفكّرُ فى عبور الأمواج الفاصلة، غيرُ آبهٍ بفرص النجاة الضئيلة
يا آنسة .. أنا أُحبّك

غيث غمامة