اللي يفسرون هالكلام على أهوائهم بدون مايركزون فيه ويفهمونه رجاءاً لاتقروه
...
حبيبي الله ❤
في سنوات مراهقتي علموني أنّي سأعلق من شعري في جهنم، و أنّي خﻼل سَيري في طريق ما سيلعنني الشجر و الحجر و كل ما يوجد في الطريق. و كأني طوال ما حييت مكشوفة الشعر سأبقى خارج رحمتك، ﻻ أعرف يا الله كيف استطاعوا أن يجعلوا لرحمتك حدود و أن يخرجونا و يدخلونا منها كما يشاؤون. و عندما كنت أتوجه أحيانًا للصﻼة في المصليات العامة و كنت على ما يبدو ﻻ أؤدي الصﻼة شكليًا ببعض الحركات البسيطة فيها على أكمل وجه، تتوجه إلي في كل مرة إحدى النساء لتخبرني بأن ما قمت به ﻻ يجوز و حرام و يجب عليّ تصحيح الحركات..
رغم أني كنت أستشعرك كثيرًا في الصﻼة، إﻻ أني و بعد أكثر من تنبيه و شعوري بأني ﻻ بد أن أركز في الحركات ذاتها أكثر من الروحانية بدأ يتخلل صﻼتي نوع من القلق على عكس ما يجب أن تكون.. و كأن ما يهم في الصﻼة هو شكلها و ليس تلك الصلة الروحانية الخاصة جدًا بينك و بين كل إنسان ضعيف منا. علمونا جيدًا أن التساؤل عنك و عن قدرك و أفعالك و محاولة فهمك و فهم الغيب ﻻ يجوز. وكأنهم ﻻ يعرفون بأن حب شيء أو شخص ما ﻻ بد و أن يأتي مع الرغبة الشديدة بفهمه و معرفته و التساؤل الدائم عنه و عن أفعاله.. قتلوا فينا التساؤل عنك يا الله و زرعوا مكانه الكثير من الخوف. ألصقوا في عقولنا تلك الصورة عن الشخص المتدين و علمونا دون وعي أن نصنف اﻷشخاص لسيء و جيد بناءً على تلك الصورة، و علمونا بأن مصير كل مِنا مُحتم بناءً عليها، إما الجنة لمن تنطبق عليه الصورة أو جهنم لمن ﻻ يلتزم بها. ﻻ أعلم كيف تجرؤوا على التدخل في حكمك يا الله. علمونا بشكل مباشر و غير مباشر أن الهدف هو الوصول للجنة و تجنب النار.. و في الحقيقة الهدف الوحيد هو أنت و فقط أنت.. جعلونا نقدس العبادات قبل أن نقدسك.. نفهم العبادات و ربما أيضًا بشكل غير صحيح قبل أن نفهمك.. علمونا أن نعتقد بأننا مبصرون في حين كنا عميان جدًا أفكر أحيانًا يا الله.. كيف يكون لوصولك أنت الواسع الجميل العظيم طريق واحد كما علمونا؟ كيف أحاطوا الطرق إليك بمئات القوانين و القواعد كاﻷصنام على حافة طريق طويل و أمرونا بتقديسها بدل حَثِنا باﻻستمرار في الطريق باحثين عنك و عن نورك؟*
أنا يا الله لم أعد أقتنع بكثير مما علمونا.. فجأة وجدت نفسي تائهة، ضائعة، أصلي أنا يا الله لم أعد أقتنع بكثير مما علمونا.. فجأة وجدت نفسي تائهة، ضائعة، أصلي أصوم ألتزم بما استطعت من عبادات لمجرد إسقاط فرض.. و في مرحلة ما شعرت بخجل هائل لألتزامي بواجبات اتجاهك فقط من باب اﻻعتياد أو من باب اسقاط ما علي من واجبات كمن يفعل أمر ما دون شغف أو صدق أو حتى من باب خوفي من العذاب .
ﻻ أريد ذلك يا الله، أريد أن أشعر بأني وُلدت مجددًا بأني أقوم بكل شيء ﻷجلك فقط. ﻻ رغبة بجنة و ﻻ خوفًا من نار. ﻻ تقديسًا للعبادات و للفتاوي و الحرام و الحﻼل بل تقديسًا لك أنت. أريد أن أصلي و أصوم و أُعطي و أحب و أجوب اﻷرض ناشرةً الخير رغبةً بك. في سبيل حبك.. ﻻ رعبًا من غضبك و إخراجك لي من رحمتك. أجدك يا الله في نجوم سماء الليل المتناهية الوُسع.. في نسيم الهواء.. في الشروق و الغروب اﻵسر.. في ابتسامة أولئك الضعفاء.. في صوت العصافير الذي يلمس روحي.. في عطف أمي الﻼمتناهي.. في الحب و في موسيقى عظيمة يقشَعِرُ لجمالها بدني.. في لحظة حمد صادقة ﻹنسان فرجت عنه برحمتك كربًا أجدك في كل شيء.. فجدني يا الله.. جدني من تيهي عنك.. من طريقٍ ظننتها تؤدي إليك أسلكها دون حب.. دون شغف.. جدني يا الله.. ضعني على طريق حبك المطلق، الصادق النقي الخفيف.. و اجعلني أطفو بسﻼم في هذه الدنيا عارفةً أني جئت منك و سأعود إليك.. فأنت البداية و النهاية.. و كل شيء*
أحبك جدًا يارب.. أحبك ♡. .
...
شكراً ل بوسيدون