عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-17, 09:18 AM   #198
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  05-13-24 (11:32 AM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



•• الجزء الخامس و العشرين ••🌸




في اليوم التالي .. قبيل الظهر ، خرجت ( جودي ) من عملها و هي عازمةٌ على زيارةِ ( آرثر ) في المستشفى .. قبل أن تستقل سيارةً رفعت هاتفها .
طلبت رقم ( آرثر ) و انتظرته ليجيب .. بعدَ لحظات قصيرة أجابَ ( آرثر )

- أهلا ( جودي )

ابتسمت فور سماعها لصوته ، و قالت

- أهلا ( آرثر ) ، كيف حالك اليوم ؟
- إنني أتحسن .. شكراً لاهتمامك .

قالت بحماسٍ و سرور

- سوف آتي لزيارتكَ في المستشفى .. لكن أخبرني في أي مستشفىً أنت ؟

جاءها صوته بعدَ لحظةِ صمتٍ

- لستُ في المستشفى الآن ، لقد غادرتهُ صباحاً .

اتسعت عيناها دهشةً و تجمدت في مكانها ، و قالت محبطة

- لا أعرف ماذا أقول ، كنتُ أتمنى رؤيتك .. لكن حمداً لله على سلامتك .
- شكراً ( جودي ) ..
- أنتَ في المدرسةِ إذاً ؟
- نعم ، لكنني في إجازةٍ اليوم .. ما زلتُ بحاجةٍ للراحة حتى أتماثل للشفاءِ تماماً .

تنهدت ( جودي ) و قالت و هي تستديرُ عائدةً لمقر عملها

- إذاً لأعود أنا لمتابعةِ عملي ، كنتُ سأستغل فرصةَ الإستراحة لزيارتك .. لكن لم يقدر لي ذلك .

صمتَ ( آرثر ) للحظة .. ثم قال مستفهماً

- ( روز ) في المنزل ؟

أجابت و الإنزعاج بادٍ على صوتها

- أينَ عساها أن تكون إذاً ؟
- كنت أتساءل فقط .

قالت ( جودي ) بمكر

- ربما عندَ ( بيتر ) !؟

أجابها ( آرثر ) مغتضباً

- مُحال .. ( روز ماري ) لم تعد تهتم أبداً بذلك الشاب .

قالت ( جودي ) متعجبة

- و ما يدريك ؟!
- أعرف ذلك تماماً ، لأني سمعتها بأم أذناي تنهره عن الاتصال بها مرةً أخرى .

صمتت مفكرة في غضب ، ثم قالت محاولةً استفزاز ( آرثر )

- لا أعرف لما تزال تثق بـ ( روز ) بعد كل ما حدث .
- و أنا لا أعرف لما تحاولينَ قتلَ محبتي لـ ( روز ) دائماً !

توقفت قدمي ( جودي ) عن المشي .. و لزمت الصمت و هي تمعن في كلمات ( آرثر ) ، خالجها الحزن .. هو حتى الآن لا يدرك محبتها له .. غارقٌ تفكيره في شقيقتها ( روز ماري ) و حسب .

قالت أخيراً بصوتٍ هادئ

- أريدُ أن أراك ..
- يستحيل يا ( جودي ) .. حتى الإجازة .

عاودت الصمت .. فتساءل

- هل هناكَ أمرٌ ما يا ( جودي ) ؟
- كنتُ أريدُ إيضاح أمرٍ ما .

انتابه الفضول ، فقال باهتمام

- مالذي تريدين إيضاحه يا ( جودي ) ؟

تابعت ( جودي ) سيرها بهدوء ، و قالت

- حينما تحين الفرصة و أراك أخبرك .. إلى اللقاء الآن .

قال بمضض

- إلى اللقاء .

اغلقت هاتفها ، و أغلقَ هو هاتفه و الأسئلة تدور في رأسه .. قد تركته ( جودي ) حائراً دون إجابة .. لا سبيل سوى الانتظار حتى لقاءٍ يجمع بينهما و تخبره ما تريد إخباره به .

*****

بعدَ الغداء ، تلقت ( روز ماري ) مكالمةً من السيدة ( سارة ) من المدرسة الداخلية .
كانت السيدة مصرة على مجيء ( روز ) إلى المدرسةِ لتحضرَ حفل التكريم في الغد .. فوعدتها ( روز ماري ) بالحضور .

كانت ( جودي ) قد حضرت للتو إلى المنزل ، فحين سمعت بذلك عقبت

- غداً إذا سيكون الاحتفال ، و ستذهبين ؟

أجابتها ( روز )

- نعم ، لقد أُحرِجْتُ كثيراً مع السيدة ( سارة ) ، إنها تصرّ على تكريمي !
- سآتي معكِ إذاً .

تعجب الجميع من قول ( جودي ) .. فقالت ( صوفي ) و هي تعقد حاجبيها

- لديك عملٌ يا ( جودي ) !.. كيفَ ستذهبين ؟

أجابت ببساطة

- آخذُ إذاً في الصباح قبل أن نذهب .

قالت السيدة ( كاثي ) معترضة

- لم يمضي أسبوعٌ بعد منذ أن بدأتي التدريس يا ( جودي ) ، تعقلي و لا تسيئي لنفسكِ منذ البداية .

قالت ( جودي ) بإصرار

- بل سأذهب !.. ذلكَ لن يؤثر على عملي يا أمي الجميع يفعل ذلك !

حدقت ( روز ماري ) في ( جودي ) .. فالتفتت ( جودي ) إليها حينما شعرت بعيني ( روز ) تمعنانِ النظر فيها .. و تساءلت بارتياب

- لماذا تحدقين بي هكذا ؟!

رفعت ( روز ) حاجبيها و قد اتسعت عينيها الخضراوتين

- كنت أتساءل عن سببِ إصراركِ على المجيء !

تنقّلت عيني ( صوفي ) بين توأمها و ( روز ) .. ثم استقرت على ( جودي ) التي بدأ التوتر يربك ملامح وجهها ، قد فهمت أن ( جودي ) تريد لقاء ( آرثر ) !
بينما تساءلت السيدة ( كاثي ) و هي تعقد حاجبيها

- نعم ؟!.. ما عندكِ يا ( جودي ) ؟

تأففت ( جودي ) و أشاحت بوجهها بعيداً ، ثم نظرت لوالدتها و قالت بانفعال

- لا شيء !.. أريد فقط أن أرى كيف تبدو المدرسة الداخلية !.. كنت أتمنى رؤيتها منذ زمن ، طالما حانت الفرصة فلما لا أذهب ؟..

قالت السيدة دون اكتراثٍ و هي تنهض من مقعدها

- ذلك شأنكِ ..

و انصرفت إلى غرفتها ، فساد الصمت فجأةً .. و الفتيات الثلاثة يتبادلن النظرات دون حراك .
فتحركت ( جودي ) لتقصدَ الغرفة هي الأخرى .

حينها قالت ( صوفي ) هامسة لـ ( روز )

- تريدُ أن تلتقي بـ ( آرثر ) !
- أعرف .. فلتأتي .. ذلكَ لا يهمني أصلاً .

*****

حل يوم الغد .. و عند الثامنةِ صباحاً كانتا ( روز ) و ( جودي ) في طريقهما للمدرسةِ الداخلية .
و بعدَ ساعةٍ تقريباً وصلت الفتاتين عند المدرسة ، دخلتا إلى الداخل .. و عند دخولهما بدا الاستمتاع على ( جودي ) ، كانت تتلفت في أرجاء المدرسة .. تنظر كل زاويةٍ يصل إليها بصرها
نظرت إليها ( روز ماري ) ، ثم ابتسمت و قالت

- تبدين سعيدة !

ضحكت ( جودي ) و قالت

- نعم إنها تختلف عن بقية المدارس ..
- حسناً ( جودي ) ، عليّ الآن الذهاب للسيدة ( سارة ) .. هل سترافقينني ؟
- لا .. سأتجول و أتعرف على جميع مرافق المدرسة .

فكرت ( روز ماري ) و قالت متسائلة

- أين سألقاكِ إذاً ؟!.. لا تتوهي عني و تشغليني يا ( جودي ) !

فكرت ( جودي ) .. ثم عضت على شفتها السفلى و قد بدا عليها التردد ، رفعت ( روز ) حاجباً و سألتها

- هل هناكَ شيء تودين قوله ؟!

قالت ( جودي ) برجاء

- أينَ غرفة ( آرثر ) ؟.. أريد رؤيته .

حدقت ( روز ماري ) في وجه شقيقتها باغتضاب .. فقالت ( جودي ) و هي تشد كفَّ ( روز ) متوسلة

- رجاءً ( روز ) !.. تعرفين أنِّي هنا لأجلهِ أساساً .. مرّ وقتٌ طويلٌ لم أراه فيه ! ، أرجوكِ أرشديني إليه .

سحبت ( روز ماري ) كفها و قالت بعصبية

- و التي لا تعرفُ أينَ غرفته أساساً ؟!.. ثم كفي يا ( جودي ) ، كفي ..!

نظرت إليها ( جودي ) بصمتٍ و قهر ، فقالت ( روز )

- سأذهب الآن و أعود سريعاً ، انتظريني هنا لنرافقَ بعضنا بقية الوقت .

قالت ذلك و استدارت لتذهبَ للسيدة ( سارة ) .. و تركت ( جودي ) واقفةً في الفناء حزينة .. لكنها لن تستسلم و لن تهتم بـ ( روز ) ، سوفَ تراه و لن تفوتَ هذه الفرصة ..

أخرجت هاتفها و طلبت رقمَ ( آرثر ) ، فأجابها بعد برهة

- أهلاً ( جودي ) .. تهاتفيني كثيراً هذهِ الفترة ، مالذي يشغلكِ ؟

جاءهُ صوتها حزيناً هادئ

- ( آرثر ) أنا هنا في المدرسةِ الداخلية ، لو كنتَ متفرغاً ... أريد الحديث إليك .

تعجبَ ( آرثر ) حينما سمعَ قولها .. و قال

- حقاً ؟!.. أينَ أنتِ بالضبط ؟
- للتو دخلتُ إلى المدرسة ، أنا في الفناء .
- حسناً سآتيكِ بعد دقائق .
- أنا أنتظرك .

أغلقَ هاتفه و هو يشعر بالقلق ، لم يكن صوت ( جودي ) يوحي أنها بخير .. و مجيئها للمدرسة .. لا بد أن الأمر مستعجلٌ و لا يحتمل التأجيل ، ترى مالذي يحصل ؟

دارت هذه التساؤلات في عقل ( آرثر ) و هو في الطريق إليها ، بعدَ دقائق .. وصلَ إلى الفناء .
و توقفت قدميه حينما رأى ( جودي ) واقفةً تدير ظهرها إليه .
لكنه عرفها بشعرها المجعد الأشقر الذي كان مسدلاً على كتفيها .

نادها و هو يقترب

- ( جودي ) !

استدارت إليه .. و التقت عيناها بعينيه ، حينما رأته فاضَ بها الشوق .. فتقدمت إليه باكيةً و القت بنفسها على صدره و احتضنته .

انتابَ ( آرثر ) الفزع ، كانت ( جودي ) تصدر شهقاتٍ خافتة على صدره و تشده بقوة .
أمسكَ بساعديها و قالَ بقلقٍ شديد

- ( جودي ) هل أنتِ بخير ؟!.. لما تبكين ؟.. مالذي حل بكِ ؟

رفعت وجهها إليه ، و اعتدلت في وقفتها و مسحت دموعها التي بللت وجنتيها و هي تقول بصوتٍ مخنوق

- لا تقلق ، لم يصبني مكروه .

نظرَ إلى عينيها الزرقاوتينِ مستنكراً

- ذلكَ ليس صحيحاً ؟!.. أخبريني مالذي يضايقك يا ( جودي ) ؟

شعرت بالاهتمام الشديد و هي تحدق في عينيه اللتين تنظران إلى عينيها .. فابتسمت قائلة

- كل ما في الأمرِ أني .. اشتقتُ إليكَ كثيراً .

اتسعت عينا ( آرثر ) دهشةً ، لم يكن يتوقع جواباً منها كهذا الجواب !
أخذ نفساً عميقاً .. و نظرَ إليها بصمت .. فقالت بهمس

- قد منعتني أمي منكَ طيلةَ الشهريين الماضيين ، منعتني من زيارةِ ( إميلي ) .. من محادثتك ، كنت أهاتفكَ سراً في كل مرةٍ أجري فيها اتصالاً إليك .
- بسبب ما حدث بيني و بين ( روز ) ؟

هزت رأسها بالإيجاب .. و تابعت

- لم يتوقف الأمر عند ذلكَ الأمر فقط ، لقد تخاصمت والدتينا يا ( آرثر ) .. حتى اليوم هما لم تتحدثا مع بعضهما ، أما ( إميلي ) .. فقد سمحت أمي لنا بمحادثتها على الهاتف مؤخراً حينما استأذنت منها ( روز ماري ) .

أصدرَ ( آرثر ) تنهيدةً طويلة .. ثم قال بأسف

- حقاً ضايقني سماع ذلك .. لم أكن أتمنى حدوثَ ما حدث ، حتى انفصالي من ( روز ماري ) ، صدقيني يا ( جودي ) إني نادمٌ أشد الندم .

نظرت إليه ( جودي ) و النار قد اشتعلت بصدرها .. بينما تابع

- بعدَ أن هدأتُ أمعنتُ التفكير .. لا يعقل أن ( روز ) تفعل ذلك ! ، كانت تحبني .. و إني أجزم أن قلبها لم يتبرأ من هذا الحب حتى هذهِ اللحظة .. أشعر بقلبها المكسور و حزنها المرير ، و يتمزق قلبي ألفَ قطعةٍ كلما تذكرتُ فداحةَ ما فعلت ، و ما قلته لها تلكَ الليلة .

قالت ( جودي ) بانفعالٍ و الدموع قد لاحت في عينيها من شدةِ القهر

- لا تكن مجنوناً !.. لا تلم نفسكَ على شيءٍ لأنه لا يستحق الأسف !.. ( روز ) تحبُّ ( بيتر ) ، أم أنكَ نسيتَ رسالتها إليه ؟!
- لم تتضمن الرسالةَ كلمةً تدل على حبها له يا ( جودي ) ، و لم تأتي لمقابلته كذلك ، لماذا يا ترى ؟

على صوتها فجأةً و هي تقول بنفاذ صبر

- لا أعرف !.. لكن لا تتوهم أنها تحبك !.. قد نبذتكَ من قلبها منذ مدةٍ طويلة ، تخلت عنك .. و أنتَ لا تزال تتسكع في مقبرةِ حبكما المدفون تبحث عن رجاءٍ لتحييه من جديد !

نظرَ إلى عينيها الغارقتين بالدموع ، شعرَ بقلبها المحترق .. ( روز ) و ( صوفي ) محقتان إذاً ، ( جودي ) لم تتخلى عنه حتى هذه اللحظة .. هي تحبه بجنون

تذكرَ قولهما .. حينما أخبرتاه بأن ( جودي ) هي من أرسلت لـ ( بيتر ) ، لعلهما صَدَقَتَا في قولهما .

أخذت ( جودي ) نفساً محاولةً السيطرة على انفعالها .. ثم قالت بقلبٍ منهك و هي تحدق في وجهه

- ( آرثر ) ، ألا تشعر بي ؟.. ألا تفهمني ؟!

نظرَ إليها ملياً ، ثم قال

- هل تحبينني ؟

انكست رأسها بخجلٍ يذيب قلبها ، و هزت رأسها بالإيجاب .. ثم قالت و هي لا تزال تنكس رأسها

- لكنكَ لا تحبني ، و لا تهتم لمشاعري أبداً و تتشبث بـ ( روز ) التي تكرهك .
- سأسألكِ يا ( جودي ) ، و أرجوكِ أجيبيني بصدق .. هل أنتِ من أرسلت تلكَ الرسالةَ لـ ( بيتر ) من هاتف ( روز ) ؟

رفعت رأسها إليه بعينينٍ متسعتين ، قد أرعدها سؤاله .. و قالت كاذبةً تحاول إنكار حقيقةَ ذلك

- أبداً ، أبداً يا ( آرثر ) لستُ من أرسلَ إليه !

قال و هو يقطب جبينه بعصبية

- لن تصدقيني القول أبداً !

شدته من ذراعهِ و قالت و الدموع تنهمر من عينيها

- صدقني ( آرثر ) لا علاقةَ لي بكل ما حدث .

سحبَ ( آرثر ) ذراعه من يديها و قال و قد احتد صوته غضباً

- ليكن بعلمك ، ( روز ) وحدها من تسكن قلبي .. و لن أتخلى عن مشاعري نحوها حتى لو لم ترضَ علي أبداً .. هل فهمتي ؟.. فتاةٌ مخادعة مثلكِ لا تستحق اهتماماً حتى .

شدته من جديدٍ و قد على صوت بكائها .. و قالت ترجوه

- لا تفعل بي هذا يا ( آرثر ) ، لا تكسر قلبي .. إني متيمةٌ بك !

سحبَ ذراعه مرةً أخرى ناهراً

- أبعدي يدكِ عني .. غادري الآن يا ( جودي ) ، غادري فلستُ أطيقُ رؤية وجهكِ .

في هذه اللحظة جاءت ( روز ماري ) ، و قد شعرت بالذعر من صراخِ ( آرثر ) و دموع ( جودي ) الغزيرة .

أقتربت منهما مهرولةً إليهما .. و وقفت تمسك بـ ( جودي ) متسائلة بخوف

- ما بكما ؟..

و نظرت لـ ( آرثر ) بعينينٍ وجلتينٍ قائلة

- مالذي يحصل هنا ؟..

لم يجبها ( آرثر ) بل استمر في النظر لـ ( جودي ) بعينينٍ تشتطان غضباً .
فنظرت لشقيقتها ( جودي ) و سألتها باهتمامٍ و قلق

- ما بكِ يا عزيزتي لما تبكين ؟!

نظرت إليها ( جودي ) و الدموع لا تزال تنحدر على وجنتيها ، كانت نظراتها مليئةٌ بالحقد و الكره ..

شعرت ( روز ) بالخوف أكثر .. فهمست

- ( جودي ) ؟

دفعتها ( جودي ) صارخةً بكلتا يديها قائلة

- ابتعدي عني !..

تراجعت ( روز ) مدفوعةً للوراء .. و قد أفزعها تصرف شقيقتها العدائي معها .. بينما صرخَ ( آرثر ) بغضبٍ على ( جودي ) و رفع يده ليوجه صفعةً على وجهها .

شهقت ( روز ماري ) و وضعت كفيها على فمها .. بينما تأوهت ( جودي ) .. و رفعت يدها على خدها المحمر و هي تشعر بالخزي و الانكسار ..

و عاد ( آرثر ) يصرخ عليها بغضب

- أغربي ، أغربي عني يا ( جودي ) !

نظرت إليه ( جودي ) بغضب .. و استدارت عنهما مسرعةً لتغادرَ المدرسةَ بأكملها ..

نظرت ( روز ) لـ ( آرثر ) معاتبةً إياه على ما فعل .. و قالت تبدي استياءها الشديد

- آه ( آرثر ) ..

و أسرعت لتلحقَ بشقيقتها خارج المدرسة ، و فور خروجها ..

وصلَ إلى مسامعها صوت مكابح سيارةٍ آتٍ من قريب ، شعرت بالفزع !.. و ذهبت نحو الصوت و هي تهمس بوجلٍ و قلبٍ مرتعد

- ( جودي ) !..

أسرعت بالركض و فرائصها ترتعد ، و توقفت مذهولة .. و متجمدةً من هول ما رأت .. كانت ( جودي ) ملقيّةً على الشارعِ إثرَ ارتطام السيارة بها .. فاقدةً الوعي .

صرخت بصوتٍ مذعور

- ( جودي ) !..

لحقَ ( آرثر ) بـ ( روز ماري ) ، و حينما سمعَ صرختها توقعَ ما حدث .. اقتربَ من ( روز ) و رأى ما رأت .. فأمسكَ بـ ( روز ) التي غطت وجهها بكفيها باكيةً منهارة تكاد تقع على الأرض .. فأجلسها على الارض و جلس بقربها محاولاً تهدأتها .. لكن ( روز ) لم تكف النحيب ..

اتصل فوراً بالإسعاف و طلب النجدة ، و ظل رجاءهما فقط .. في أن تكون ( جودي ) لم تلفظ أنفاسها الأخيرة .




 

رد مع اقتباس