عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-17, 04:31 AM   #1
NORAH

الصورة الرمزية NORAH

آخر زيارة »  12-25-18 (09:25 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  ابحث عن الكلمة التي لم تكتب بعد
لا ترض على نفسك عدم الاحترام ..
ولا عدم التقدير لوجودك ..

 الأوسمة و جوائز

افتراضي إلى امرأة ريفية…



“إلى امرأة ريفية…
لم يتجاوز عمرك الثلاثين، لازلت تذهبين للدراسة كل يوم، لا زلت تذهبين الى مكان عملك الخاص، لا زلت تمارسين بعض طقوسك الخاصة، إذن ما زالت لديك بعض من تلك الحرية المقيدة، أرجوك أنقذي نفسك..!
تعلمي كيف يكون البكاء ضحكاً..
افتحي الإنترنت، ليس للفيسبوك والدردشة، وإنما اقرأي عن عوامل النجاح، عن طب النفس، عن شخصيتك، عن فنون التعامل مع الآخرين، عن التغيير الإجتماعي، كوني صاحبة بصمة ولا تكوني سطحية.. شاهدي الأفلام وتعلمي الإنكليزية، الإسبانية، والفرنسية.. اعتزي بنفسك، دلليها، وثقفيها؛ فنفسك تستحق أكثر …
لا تجعلي أكبر أحلامك الزفاف، أمير ذو حصان أبيض، أو كما يسمونه فارس الأحلام..
يا سيدتي أقسم لك إن فكرت بتلك الطريقة، سيكون زفافك جنازة صامتة و عريسك خليط من الجهل و البشاعة. إن التفكير بهذه الطريقة ما هو إلا موت بطيء.. يا سيدتي كلما ارتقيت بعلمك زادت فرصك في معرفة أناس ناضجين، و ربما سيصادفك سؤال ذات يوم: ما فائدة دراستك؟؟ نعم هو سؤال مقزز، لكن أجيبي بكل فخر: كي لا أضطر لاحتياج شخص في يوم ما.. أجيبي بأن لن ينهض مجتمع ما لم تتم تنمية قدرات أبنائه وتعظيمها والاستفادة منها.. أجيبي بأن لن يبدع مجتمع تمت قولبته على مقاس الأفكار الخاطئة.. أجيبي أن في كتابهم وعقولهم الخلاص، وأن النصر لا يكون بالسلاح والرصاص..
صدقيني لا وجود لمنطق الشراكة و “معآ نتعاون ” كلها أساطير، كلها أحلام صفراء وسراب يحسبه الضمآن ماء.. كوني مثل الذئب في مجتمع أكثره يعاني من كبت فكري، لا تتخلي عن أخلاقك و معاملاتك الطيبة، بل استخدمي ذكاءك واصنعي التوازن.
أيتها المرأة الريفية الحرة أينما كنت عيشي فأنت ستكوني دائماً في نظر أحدهم ناقصة و ربما في نظر الآخر لا فائدة منك، وفي نظر أغلبهم أنك خلقت لتقومي بواجب الرجل وخدمته، خلقت لتكوني أسيرة لجدران المطبخ..
يا سيدتي أنت تعيشين في مجتمع لا يعرف من الدين إلا أنك أكثر أهل النار، والرجال قوامون عليك، ويتناسى أن الجنة تحت قدم سيدة، وأنك إحدى وصايا الرسول “استوصوا بالنساء خيراً"، وأن ثلثي هذا الدين أخذ من سيدة..
يتناسى أن المرأة.. هي الأخت، هي البنت، هي الأم، هي الحبيبة.. عندما تكون (أخت) فهي سند في مسيرة الحياة، عندما تكون (بنت) فهي زينة الحياة الدنيا، عندما تكون (أم) فهي كلمة صادقة تنطق بها جميع الكائنات طلبآ للحنان والدفء، فالجنة تحت أقدامها، وجنة الدنيا بين ضلوعها أما إذا كانت (حبيبة) فكل كلمة غزل تعجز عن وصفها..
يا سيدتي كوني كما أنت.. عفوية، مرحة، شقية، محبة للحياة، متأنقة، ذكية، قوية لا شئ يهزمك.. كوني أقوى مما يظن الجميع.
أنقذي نفسك..!!”
— محمد الصنم


 
مواضيع : NORAH