عرض مشاركة واحدة
قديم 07-26-17, 04:41 PM   #96
بوسيدون

الصورة الرمزية بوسيدون

آخر زيارة »  11-16-21 (12:01 AM)
المكان »  أمطارٌ فارغة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





لَم يسبق لِي وَ أن كَتبت شيئاً سَعيداً ،

كُل مَا أكتبُه كَان مثقلاً حزناً وَ أسىً ..
جَميع مِسوداتِي وَ أوراقِي تحمِل عَلى متونِها كَمَداً وَ دموعاً وَ جراحاً نازِفة ..
،
لقد عِشت عُمراً أخاف مِن إطلاقِ الوعود فِيه ،
أهاب الإعتراف !
وَ يصيبني الذعرَ عِند حَاجتي للحَديثِ عَن مَشاعري ..
لقد أمضيت عقداً مِن العمرِ أتوارَى مَشاعِر مستعارة ، وَ إسمٍ غير حَقيقي ..
حَتى أصبحت رَجلاً ممِلاً وَ كَئيباً لَا يشبهني !
،
عِندما اقتحمتِ حَياتِي لَم يكن لَدي أية احتمالات ، أية فرصة ، أية طاقة ..
كنت أتمَنى الخلاصَ ، وَ الطمَأنينة فقط ..
مَعكِ أصبحتُ شخصَاً جديداً .
لقد بعثت إلَى الحَيَاة مِن جديد ، وكأنني ولدت مجدَداً ..
لقد صنعتِ مِني رَجلاً سَعيداً ، رَائعاً ، مَليئاً بالحياة وَ الأشياء الجميلة ،
لقد أصبحت مَوسوماً بسعَادة لا تفسرها المَعاجم وَلا الكتب وَلا تستطيع أبجديةً وَصفها .
معك أزهر الربيع في قفار روحي ..
وَأينعت كروم العنب .. وحل الربيع في صدري فأثمَرت جنائنه ..
لقد حَولتِ قفصِي الصدريّ المتصدعُ الخاوِي إلى بستانٍ زاهٍ ،
يعدو فِيه طِفلاً صغيراً حاملاً أمانٍ وأحلامٍ كَبيرة بعدَ أن كان بائساً وتعيساً .
،
إنني لَا أبالغ أبداً عِندماً أقولُ أنكِ المَرأة الوَحيدَة التي أربَكني حضورها ..
الوحيدة التي حَثت قلبي عَلى النبضِ .. وَ كأنه خلقَ كبيراً ليحبكِ أكثر !
مَن كَان يظن أن تلكَ الخرَابة سَتعود عَامرةً بالحياة ؟
لَم يخطر فِي بالِ أحَد أن نبضَ قلبي الوَئيد سَيتحول لصخبٍ ،
وَيضخ قهقهاتٍ تحمِل مِن الطمأنينة وَ الأمَان الكثير ..
مَن كَان يعتقد أن ذاك الرجلُ المصَاب بفوبيا الإعتراف ذو القلب المحطم ،
سَيعود لساحة الحياة وخوضِ غمارها مجدداً بقلبٍ شجاع ؟

أنا حَتى لَم أكُن أحلُم بهَذا ..


حَتى أتيتِ فوهبتيني مَفاتيح جميعَ الأبوابِ الموصَدَة .. وَحطمت الخابية ..
تلكَ التِي كَلّ مِن حَملِها كهلي ،
فكنتِ ترياقاً للوَصبِ الذي استوطَنَ أعمَاقي ..
،
إنني حَقاً ممتنٌّ للأقدَار التيّ جَعلتني أعَيش لأراكِ أول مرة !
لِيخلب عَقلي وَ يَختل توازنيّ وَ أسقط بسَعادة وَ حبور فِي قلبك لأرى النجوم والكواكب ..
ممتنٌ يا سَلمَى لِلحب الذي مَنحتِني إيّاه !
الذي توغلَ إلَى أنسِجتي وَ أوردَتي .. إلَى أعمَاقي السحِيقة ..
مَعكِ تبرَأت مِن الوَجعِ الذي ظلّ يعاقِر تفاصيلي ،
،
إنني الآن مؤمنٌ تماماً أن العِشق لَيسَ الوقوع فِي الحب ..
فلَيسَ للحب وقوع ..
العِشق هوَ إيجادُ عينيكِ مِن جَديد !


 
مواضيع : بوسيدون



رد مع اقتباس