عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-17, 02:12 AM   #18
غيمة

الصورة الرمزية غيمة

آخر زيارة »  12-27-17 (03:02 AM)
المكان »  في السماء، أظن؟
الهوايه »  الكتابة - القراءة- وكل شيء يبدو مثيرًا للاهتمام

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيرڤانا مشاهدة المشاركة
____






مقهى ايتالياني الساعة 10:25 pm
رسائل ممتلئة بسلةِ المُهملات , وكوب قهوة تخثّر من صقل البرودة .
وجوةٍ مُتشابهةٍ , وابتسامات مصطنعةٍ , أحاديث تافهة .
متأملةٌ كلّ هذا الضجيج أبحث عن معالم دهشة للكتابة .



هي مجرد محاولة . محاولة للكتابة بعيدة عن تلك الرسائل التي لن تصل .
محاولة لإقصاء تِلك الليالي عن ذاتي الموشومة بخيبةٍ لا منسية.
هي محاولة لتصدّي ضربات الإشتاق والحنين .
قطع سلسلة محاولاتِ صوت النادل وهو يستأذني لـتبديل كوب قهوتي .








ليس الآن !
ليس الوقت المناسب للتبديل في حين أنا مازلت أسعي لتبديل نمطي في الكتابة .


تلتصق بيّ تِلك الرسائل المشؤومة بيّ كُلما حاولتُ التحرر منها.
رغبتي بالخلاص تفنّد كل محاولاتي للخلاص ,
راضخةٌ روحِي في هذه الرسائل الخالدة / المسمومة به .














" هيت لك ! ".

ما بين حينٍ و حين ، أجدني أفشل وأعود لإحتضان رسائلك التي لن تصلك .
تترصدني من كل الجهات في هذا المقهى الذى شهدَ أول لقاء لنا .
تُسلبني محاولاتي وتهديِني الهزيمة ،
تُرغمني في البقاء عند تِلك النقطة ... النقطة التي أوقفتني إلى " حيث لا يشُعرون " .
لكن سرعان ما أعود إلى وعيّي وابتسم للنادل الذي تيبسّ من الانتظار.

أوووه عفواً نعم .. أبدلها بقهوةٍ تركية لو سمحت .
قهوة تركية مُغايرةٌ لذوقي و مُرّة جدًا لأعيد مرارة ليالي اسطنبول التي أشعرتك بها أنك لا شيء
و يدايّ قابضةٌ على قلبي وكأنها تُصّر على التحرر منك دون أن تذكر تفاصيل تِلك الليالي .




















امممممم ..
لا أعلم ولكن شيئًا بداخلي يقول :
سأنفثك من خارطة الذاكرة و أقتل بقايا فتاتك بداخلي
هذا يعني أنك لن تطأ أرض قلبي وتمسّ بروحِي .
بأنني سأتحرر منك .

ولتعلم مُسبقاً أن هذه الرسائل لن تصلك.
أسترسل في توجيه رسائلي إليك . دون الشُعور بوجودك .
وجودك الذي أمتثل أمامي عن طريق الصدفة كما كانت أختك تقول . .
لكني لم أظن أنها محضّ صدفة بل تدبير مخطط له بمسمى الصدفة .
لم تعد تملك عرش القلب وإن ملكته يومًا ما .
لن أسمح لقلبي بتقليب حياته من جديد باسم فرصة جديدة .
لن أسمح بهزّ جذع كبريائي وثبات عزّتي وإن استمرت محاولاتك بالظهور أمامي بشكلٍ يومي .
لا أريد للخيبات أن تتساقط كالرُطب الجنيا .


















أرهقتني " الـ 8 سنين " التي عاصرتها بكلّ قوتي .
وأنا أتحمل ألم مخاض التخلص من " عشقٍ خالد "
تشبثّ بين أحشائي في حين غفلة مني .





لكن !
قد آن الأوان للتخلص من إثم عشق مُلقى فوق ظهري ,
و مُمدّد في قلبي بإتساعٍ سنين عُمري الفائته.
وإن جلدتني ذاتي بسوط الحنين , وإن ضاقت فيني السُبل , وضاعت بي َالدروب ,
لن أتوقف عن محاولاتي لإبادة " عشقٍ خالد "
وإن ظلت كلّ محاولات الخلاص تزدهُ بيَ إلتصاقا .


وإن بقي كل جرحٍ يبيدنَي ولن يباد .
سـأقصّيك يا عشقي الخالد .
















نيرڤانا / خُلود الخالد
13 يونيو




















..
نيرڤانا..
كم يبدو قاسياً هذا العشق الخالد.. أظننا سنبقى دائماً نواسي بعضنا في محاولاتنا للتخلص والانسلاخ عن حب عشناه وقد ظل ينهش في قلوبنا سنين طويلة.. نواسي قلوبنا التي أنهكتها الخيبات.
لكني أظننا ننضج بهذا الحب، رغم كل القساوة والمعاناة التي نمر بها.. أو بالأصح هي من تمر بنا دون استئذان ودون إرادتنا .
أظننا نتعلم الكثير مما نمر به، وأظن أن كل هذه الندوب التي في قلوبنا ستجعله أقوى.

كم وصلني إحساسك وكم وجدت كلماتك لنفسها مكاناً في قلبي.. شكرًا لأنك تكتبين. شكراً لقلمك