لحظة أيها الغافل أنصت لقولي
تمعن في الفاظه و تفكر فيه
أنظر ذاك الفلان ذو مال وفير
أهذا حالي أعيش في ضيق
لم لست مثله أتمرغ في النعيم
التفت هناك ذاك ذو بنين
أكاد لا أحصي عددهم و أنا وحيد
لم حرمت منهم و ليست أضاهيه
و اذكر غيره يتمتع بالعافية
و لم أراه يوما يتوجع أليم
أما أنا فالمرض لا يكاد يبرحني
اتخبط في الاسقام و حالي مرير
و ذاك العبد الذي اعرفه من قريب
كيف ارتقى في المقام و صار وزير
و ها انا ذا لم ابرح مكاني
ما زلت بائسا عديم النصيب
أين أنا من بينهم و لم هذا المصير
مقارنات تضعها بينك و بين الآخرين
حاسب و احذر ما هي الا وساويس
الشيطان غريم ينسيك النعيم
التفت لمن دونك تحمد عاطيك
كم من فقير بلا قوت أو سقف يأويه
و من لا يملك اهلا و يعيش يتيم
و غيره فقد السمع و البصر و حتى قدميه
و منهم بلا حرية و يعيش أسير
و أنت تشكي و تتحسر الا يكفيك
كفاك تذمرا و اشكر الله على ما لديك
و لا تتطلع لما غيرك من الخلق
و ابعد عنك الحسد فانه سيبليك
اصلح من حالك بما تأتى اليك
و توكل على المولى و شمر على ذراعيك
ففلا تنال المطالب بالتمني
و ما خاب من كافح و هزم العراقيل
أدعوك يا رب يا من اليه استجير
أن تملأ قلبي ايمانا و يقين
أن الازراق بيدك و أقنع بالقليل
حتى و ان تاقت نفسي لما خير
أن أشد الهمة وأناضل لآخر رمق عندي
فأغدو في سعة وأهنأ بما لدي