أهتم بنوع الكأس الذي سأشرب به الشاي
و المنديل الذي سأمسح به عيني
و القلم الذي سأكتب به رسالتي الأخيرة
أهتم بترميم الحائط الذي يحجبك عني
و بالحبل الذي أعلق عليه ثياب أحلامي المبتلة
و بالشمعة التي لن أوقدها في غيابك
و أهتم بالشارع الذي أضاع خطواتك فأزرع على جانبيه شجراً يطرح ظلاً مديداً
بل أهتم بياقة قميصك الذي تلاشى منه عطر عرقك و أنفض عن كتفيك غبار الغياب
حتى أوراقك أهتم بقراءتها كقصة ما قبل النوم كل مساء
لأتأكد بأنك لن تفاجئني بخرق هدنة الفراق في الصباح الماضي
و أتيقن بأنك لم تكتب شيئاً لي
و أحرص كل الحرص بأن أمحي آثارك و أهش ظلك و أصغي لدبيب إهمالك
أهتم بأناقة ابتسامتي و هدوء حزني
أهتم بكل شيء كان يعني لك شيئاً
إلا نفسي