12-23-17, 07:58 PM
|
#195 |
|
___
عادةً في كلّ يوم ...
أكتُب لك وأرمي تِلك الرسائل المشؤمة في سلةِ المُهملات .
كثيرًا ما يثير فعلي استغراب النادل ،
نظراته توحي لي بذلك يبحثُ عن ملامح إجابة لفعلي
بكوبِ قهوتي البارد الذي أشيّر له أن يُبدله بآخر .
لا ليس الاستغراب الذي تعرفه ، أنا وجودي في هذا المقهى أصبح معتاد لارتيادّي الدائم له ،
وكذلك غرابة أفعالي به .
هذا النادل قرأ الرسائل من سلةِ المهملات ..
استغرابه كان عن سبب رمي لهذه الكلمات ،
عن كمية الشُعور الذي لن يرسل !
نظراته تدور حولي تبحث عن هذه " الحالة البائسه جداً" .
لن يستطيع الحصول عن تِلك الأسرار المخبئة بين السطور التي قرأها .
ولا أحدًا قادراً على فكِ رموزها .
أنا وأنت فقط ،
نعلم عن الأسباب التي لازمتنا مذُ سنين
ولا زلت مُعلقةٌ بنا كخواتمنا العالقة بين أصابعنا .
- أتعلم !
بيني و بين الرسائل قصه غرام طويلة ، طويلة جداً .
بيني وبين هذا المقهى علاقةً حميمية .
أنت تعلم عن الثلاث الأشياء التي تُخلصني من هذه الحالة البائسة التي أنا فيها .
- الرسائل المرسلة إلى سلةِ المحذوفات .
- أنت .
- وأنت أيضاً !
أنت ليس الجزء الآخر ولا بعض من كُلي .
بل أنت الوسيلة التي تُساعدني على الكتابة بسياقٍ آخر
و في نفس الوقت أنت أنا .
نعم أنا ،
فأنا وجدت نفسي حين أكتُبك .
أنت تعلم ما نوع الكتابة ، ليس أكتُبك بهذه الطريقة التي تحويني في هذا العالم الإفتراضي .
تعلم جيدًا كيفية الخلاص من الشُعور على هيئة
" رسائل مشؤمة ".
كلّ صباح أعيشه هو " شتيمة عريضة "
هو رسالة في صندوق المسودات تتلاشى دون تحريك مني .
بالمناسبة :
هذا المكان الوحيد الذي أكتُب بطريقةٍ عادية وغير منمقة
تصل إلى القراء بسهولةٍ دون تعمق وتركيز لما بين عمقها .
•
|
| |