عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-18, 02:16 PM   #9
السهم الأخير

الصورة الرمزية السهم الأخير
اترك أثر طيب

آخر زيارة »  يوم أمس (06:18 PM)
المكان »  صلالة - سلطنة عمان
الهوايه »  الخيول و الطبيعة
رحم الله إمرء عرف قدر نفسه
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المبدعة أسيرة حرف ، الحق أن الكلمات تعجز عن وصف الصفاء الذهني الذي يرش الغيث دائما هنا وهناك فشكرا لكِ من القلب وهذه الفكرة من أجمل الأفكار التي مرت علي في تاريخ المنتديات بأمانة .

1- كيف لك أن ترد المبلغ وتشكره وأنت لاتعرف من هو ..؟؟

لقد صدق الأعرابي حين قال :

يجود علينا الخيرون بمالهم ......ونحن بمال الخيرين نجود .

يكفي المرء عفة وتواضعا وحبا للخير أن يصنع المعروف ولا ينتظر الثناء والمدح . بل يكفي المرء عزا أن لا يترك الإحراج يهاجم الآخرين بحضوره . يكفي ذلك الإنسان مثل هذا الصنيع ليجعلني مدينا له برد الجميل وحسن الصنيع . من أين أبحر يا أختي أسيرة حرف ؟

نحن المسلمون و العرب نعيش هكذا رغم كثرة المحاولات لتشويه أعرافنا وتقاليدنا ومبادئنا .

ها هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في غزوة العسرة – غزوة تبوك

حينما اشتد الحرج والضيق بالمسلمين نهض عثمان بن عفان رضي الله عنه مبادرا الى بذل ماله وقدم للمجاهدين ما يحتاجون إليه من خيل وإبل وأطعمة حتى قيل إنه تبرع بتسعمائة بعير وخمسين فرسا وحمل ألف دينار في كمه ونثرها في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم ( ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ) .


فبإسناد عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه كان يقول : كنت كثيراً أسمع والدي أحمد بن حنبل يقول : رحم الله أبا الهيثم ، فقلت : من أبو الهيثم ؟

قال : أبو الهيثم الحداد لما مُدت يدي إلى العقاب وأُخرجت للسياط إذا أنا بإنسان يجذب ثوبي من ورائي ويقول لي : تعرفني ؟ قلـت : لا .

قال أنا أبو الهيثم العيار اللص الطرار ، مكتوب في ديوان امير المؤمنين أني ضُربت ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدنيا فاصبر أنت في طاعة الرحمن لأجل الدين .


فماذا عساي أن أفعل ؟ سأجعل من هذا المطعم مركزا للتذكير بهذا الرجل بين الحين و الآخر بأن أدفع حساب الذين لا أحرجهم من الأجانب والعمالة الوافدة ، ولعلي أضع الماء عند بوابات المساجد وقفا لهذا الرجل و لأمه وأبيه فقد أحسنا تربية هذا الشهم لعل وعسى يجمعني الله به في جنات النعيم .

إن الجميل يملك الكريم ويأسره ويجعله مدينا . الحقيقة أن هذا الموضوع عشته مرات عديدة حتى أصبحت أتهرب من تناول وجبة الغداء في المطعم الذي يطل على الميناء قريبا جدا من موقع عملي لأني أصبحت مضطرا للدفع المقدم بسبب قيام الكرام والجنود الأخفياء من أهل الكرم بدفع الحساب كوني مألوفا لدى مرتادي المطعم .

لم تنفع مع صاحب المطعم المحاولات فهو رجل يمني شهم يجبرك على احترامه وقبول رأيه وأنا زبون شبه دائم للمطعم كونه قريبا جدا من الميناء وأسماكه ولحومه لا تدخل الثلاجة لكثرة الطلب.

لذلك يجب نشر أفعال الخير فمن أعطاني درهما بالغيب ما كنتُ لأتوسد قبري وأنا مدين له بجميل حتى أرده وأحتسب الأجر دون إحساس بالرياء والنفاق فالخير خير أينما حل .

2- اذا كنت في نفس موقف الرجل الاخر ولاحظت من هم بدفع الفاتوره مالذي سوف تفعله ..؟؟

سأكون صريحا معكم، هذه الأمور تحدث شبه أسبوعيا هنا في مجتمعي ونحن ندفع فواتير الغير حبا وكرامة لهم وفخرا نتزود به لهذا اليوم دون ذكر الأمور لأحد وكثيرا ما نحلف وتقبل اللحى ويكثر التوسل لاعتبار الأمر عاديا جدا .

لذلك إن كنت محظوظا لمثل هذا المشهد فهو فخر لي طبعا دون أن اعتبر هذا شيء من الكرم طالما كنت أنا الفاعل فإن استكثار الصنيع تقليل من شأن المصنوع له .

أذكر موقفا حدث لي الخريف الماضي في صلالة وأغلبكم يعرف أنها تكون ذات أجواء خيالية وماطرة وضبابية وباردة في الفترة من شهر 7 إلى شهر 9 وكنتُ أساعد أخي في بيع اللحم المشوي والغدا المحلي لزوار صلالة من الإخوة الخليجيين والمواطنين من شمال السلطنة ومثل هذه المواقف تحدث كثيرا هنا وأذكر أحد الإخوة السعوديين صاحب طلة خفيفة ومرحة ولكنه لم يقبل عزيمة الغدا رغم إصراري ولم يقبل التخفيضات أيضا فخفتُ أن أخسره وأغضبه فيعود بلا غداء .

الرجل اشترى وتغدا وعاد إلي معه بعض صحون اللحم والرز لم يفتحها بعد وطلب مني الاحتفاظ بها

(بالعامية أجمل )

قلت له ياخي أنت تبغى تقهرني؟ أول شيء رفضت العزيمة ثاني شي رفضت التخفيض ثالث شيء تبغى تغديني في بيتي ومحلي بعد؟

قال: والله حرام أرمي هالأكل ، قلت له فالك طيب: نحن ما راح نرمي شيء بس فلوسك ترجعلك و هذا حل يرضينا ويرضيك . قال : لا والله وحلف بالطلاق . ساعتها صراحة ضحكت وقلت لأخوي : شل الأكل وعطيه أي واحد يجيك اكتب عليه مدفوع مسبقا هذول عيال الملك سلمان ما يقدر عليهم لا إنسي ولا جني وقلت له: الله يقدرني أحرجك في السعودية زي هالموقف ؟ قال خذ رقمي قلت له خلها صدفة ما أبغى رقمك . (الله يسعده دنيا وآخره )

اهدي هالرد لأخي الكريم والغالي صاحب الموقف الأخير : تركي العتيبي من المملكة العربية السعودية . قلت لك بحرجك يا تركي ما سمعت كلامي