أكرر صولاتي وجولاتي مع أبيات جديدة ’’ مع شاعر لم يعد بجديد في وقفاتي بساحات قصائده التي أن صح تعبيري تعتبر من معلقات المنتدى ’’ بت أعي تماماً إن شاعرنا بقصائده ستثمر المعاني الجميلة ,, والصور الرائعة ,, يمتلك زمام أمور معانيه ’’ وصوره الشعرية ,, فمسألة تمكنه في معانيه الشعرية أمر قد مر وانقضى ,,
اليوم قصيدتي جميلة بل لأكون صادقة رائعة ’’ لا تقل عن مستوى نظيراتها من قصائد سابقة ’’ ما أجمل الصباح برفقة ما أحبه من الشعر وأبجدياته ,, وفي محدثتي اليوم ,, ومن أحاورها الشيء الكثير ’’
هذا العنوان الذي افتتحت به القصيدة ’’ يقال إن الكتاب يفهم أو يُعرف من عنوانه ’’ حقيقة هذا المعنى هنا ينطبق على قصيدتك بالكامل ’’ حيث لم يرد بذلك الترتيب اللفظي إلا في العنوان ذاته (( يعني لم يرد في بيت من القصيدة )) ’ ولكن كل القصيدة تشير إليه فكنت موفق جدا ً في اختياره ’’ العنوان بنفسه به أغراض بلاغية ’’
(( يا حبيبي )) : أسلوب إنشائي طلبي , نوعه : نداء بأداته ( يا ) والغرض منه الاستعطاف والتمني بعودة المحبوبة ,,
(( لا تغيب )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه النفي بأداته ( لا ) والغرض منه التمني بعدم غياب من تهوى وتعشق ,,
كما أسلفت عنوان موفق بشدة ,,
(( الرجاء بعدم الابتعاد والهجر))
يا حبيبي وين رايح تعالا لا تغيب
ودي أبقى بين حضنك على طول العمر
أدري قولي صعب لكن في صدري لهيب
ولا يطفي نار صدري سوى شهد الثغر
في المقدمة الافتتاحية تبدأها بالرجاء والتمني بعدم ابتعاد المحبوبة ’ تلك الصيغة حملت الرغبة الملحة بعودتها بقربها ’ فالبعد به ألم وقسوة عليك ’’ فتدعوها للعودة والوصل ’ والكف عن البعد والهجر ’’ تخاطبها باسم الحبيبة ’’ (( يا حبيبي )) فتتعجب كيف تغيب وهذا الكم من الحب مختزل لها ’’ فرغبتك الملحة بالقريب القريب جدا لدرجة التلاحم والتوحد معها وبها ’’ هنا يبرز نوع الغزل الصريح ’’ فالتقارب بلغ حد الاحتضان والتقارب الجسدي ’’ ولكن هناك أمر وظرف يفوق وضع كليكما ’’ بدليل كلمة (( صعب )) فأرى هناك حب من الطرف الآخر لكن ظرف أقوى طرأ وحال دون التلاقي ’’ مما ولد حالة الهيام والشوق الفائض عن حده ’’ وكأن نار أضرمت في جوفك ’’ وكأنه النار الذي يسري في الهشيم فيحرق كل ما هو جميل ويتمتع بالحياة ’’ ولا ترى حل إلا بقربها ومرة أخرى تركن إلى الغزل الصريح ’’ حيث إن دوائك يكمن بالقبل وهذا ما دل عليه (( شهد الثغر )) ’ هنا أيضا من التفصيل الذي يرتبط بهذا النوع من الغزل أرتباط شديد فالشهد يوازي معنى العسل الصافي ’ فنجد تفصيلا لجمال الشفتين ’’ الأبيات بها من الجماليات الشيء الكبير والكثير أكيد ’’ والجديد في قصيدتك اللي تناولتها هو ظهور الغزل الصريح ’ وهناك من الصور ما يبرز جماليات المعنى بشكل أعمق وأغزر
الصور البيانية والأساليب والمحسنات :
(( يا حبيبي )) : أسلوب إنشائي طلبي , نوعه : نداء بأداته ( يا ) والغرض منه الاستعطاف والتمني بعودة المحبوبة ,,
(( لا تغيب )) :أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه النفي بأداته ( لا ) والغرض منه التمني بعدم غياب من تهوى وتعشق ,,
((ودي أبقى بين حضنك على طول العمر)) : كناية عن الرغبة في التقارب الكبير على المستوى الحسي ,,
((أدري قولي صعب)) : كناية عن ظروف الجبر في التباعد ,,
((في صدري لهيب)) : استعارة مكنية شبهت الصدر كالموقد الغرض منها بيان عُسر حالك وفرط الشوق والحنين لها فقد جاوز حده ,,
((سوى شهد الثغر)): كناية عن التقارب الشديد والرغبة الملحة ’’ ولإبراز جمال الثغر لدى المحبوبة ,,
دونك الأيام يا زين والعالم غريب
ويش تنفعني بعد غيبتك كل البشر
تكفى تكفى لا تخلي ظنوني بك تخيب
ارجع ارجع ماني قادر على مر الصبر
بعد المقدمة الافتتاحية ’ أكملت بنفس نبرة الرجاء والاستعطاف والتأمل ’’ فقد أصبحت أيامك ثقيلة ’’ أصبح عالمك موحش ’’ أنت بالفعل أجدت وأتقنت وأحسنت في وصف واقع العشاق ’’ تلك حقيقة لا يكاد ينكرها من فهم وقرأ تلبك الأحاسيس الجياشة ’’ فمن يعشق بتلك القوة لا يقوى على الهجر والفراق لأيام معدودة ’’ فما بالنا لو طالت المدة يصل لمرحلة الغضب والاحتجاج والثورة على الوضع ’’ والشاعر تعبيره وثورته بقلمه وشعره ’’ لا يهمه أحد سوى من يهوى ’’ لو العالم كله يغيب وتحضر هي تغنيه عن كل البشر فالعاشق يرى العالم بها ومعها هي فقط لا يهمه سواها ’’ فبغيابها لا يعنيه وجود البشر من حوله ولو كانوا ألوف مؤلفة ’’ لهذا بدا العالم غريب موحش ’’ وهنا ترسل حقيقة أخرى أنه بغيابها ماذا سيقدمون له العالم ؟؟ فأنت تحتاج للحب وللعشق ’’ هو من أتعبك ’’ رغم وجود كل البشر لكن غيابها كان مفعوله معنويا أقوى من أعداد كل البشر المحيطين بك روعة التعبير تتجلى هنا بقوة ’’ ثم تلجأ للتوكيد اللفظي (( تكفى تكفى ’ ارجع ارجع )) هذا التوكيد اللفظي يؤكد على أهمية وجودها في حياتك ’ بل أقوى من ذلك هي محور حياتك والدينامو الذي تستمد منه طاقة حب الحياة ’’ وسر سعادتك ,, فترجوها بعدم تخيب الظن بها ’ هنا نرى صيغة الاستعطاف والرجاء بلغت قدراً كبيراً ’’ فظنك بها لا زال منتظراً مرابطاً ’ وهذا يؤكد ما ذهبت إليه سابقاً إن هناك حب متبادل ولكن هناك ظروف أقوى منكما ’ لهذا الرجاء بعودتها غير مستحيل رغم صعوبته دام العاطفة موجودة فإنك متمسك بهذا الأمل ’’ وتكمل نهاية هذين البيتين بمجاوزة قدرتك حد التحمل للصبر ’’ فقد وصفته (( بالمر )) وسكبت أنواع المرارة على مجريات حياتك ’’ فلم يعد بها الشيء الحلو ’’ وكأن ذلك المذاق أقترن بحاسة التذوق لديك فأفدها الإحساس للتذوق لأي مذاق شهي بغيابها ’ للدلالة أن وجودها سر نكهة المذاق الشهي ’’ للدلالة بوجودها حتى المر يصبح حلو ’’ هي حقيقة وجود العاشق بقرب من يهيم بحبها يجعل الحياة برمتها جنة ولا يقتصر الأمر فقط على المذاق ’’ روعة جداً أبياتك وواقعية إذا ما أخذت ذلك القالب ,,
الصور البيانية والأساليب والمحسنات :
(( يا زين )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نداء ’ أداته ( يا ) ’ غرضه : تمني عودة المحبوبة ذات الحسن الفتان ,,
(( العالم غريب )) : كناية عن وحشة العالم وكدره بدونها ’’
(( تكفى تكفى / ارجع ارجع )) : توكيد لفظي للدلالة على أهمية وضرورة وجود المحبوبة بحياتك ,,
(( مر الصبر )) : كناية عن كآبة الحياة من غيرها ’ وكناية على أن الصبر جاوز الحد فلم يعد يطاق ويحتمل ,,
(( أقدارنا تعاند آمالنا ))
ارجع وخليك من عيني يا خلي قريب
ما دريت إن الحياة كنها دونك قبر
كنت منه قاب قوسين لكن النصيب
حال ما بيني وبينه وسانده القدر
لا زلت في ألفاظ الرجاء والرغبة الملحة بالعودة والرجوع ’’ ولا زلت ترجو القرب القريب جداً ’’ فتطلب قربها لتكون أمام ناظريك ’’ تناديها (( يا خلي )) للدلالة على الحب والهيام الشديد فكلمة الخل لا تطلق على من تمكن من الحب العميق والقوي جدا ’ أليس نبينا إبراهيم (( عليه السلام )) هو خليل الله تعالى ’’ فكلمة (( الخل )) تطلق على من تمكن حبه بشدة وقوة كحالك مع من تهوى وتعشق ’’ وما أروع وما أجمل الشطر القادم بكل ما عناه حقيقة هذا الشطر القادم روعة روعة في التشبيه ’’ فتقول لها إنكَ لا تعلمين كيف آلت حياتي وتغيرت من بعدكَ ’’ أصبحت كحياة المقابر المهجورة ’’ هنا التشبيه رهيب القبر له وحشه وغربة ورهبة لا يكاد أحد ينكرها ’’ فدائما دعاء المؤمن يرتكز في (( اللهم نجنا من وحشه القبر وعذابه وظلمته )) نعم المقابر وحياتها لها رهبة نؤمن بوجودها ’’ اللهم يرزقنا سعته ’’ فتشبيهك بروعته عكس لنا تلك الحياة الموحشة المخيفة ’’ تقريبك الصورة كان رائع بالفعل ’’ والله عجبني بشدة ’’ فحياتنا دون من نحب كذلك حتى وإن لم يكونوا عشاق فما بالنا بمن يهوى ويعشق ’’ موفق جداً هذا الشطر ’’ ولنكمل الأبيات لنرى أنه بالفعل كان هناك تقارب كاد أن يصل لحد الارتباط ’’ بدليل (( قاب قوسين )) وهذا اللفظ دليل على الاقتراب الكبير ’’ ولكن القدر قال كلمته بالرفض ’’ وهنا الظرف رغم غموضه بدا لنا من الصياغة بشكل عام ,فرغم الحب بينكما إلا إن هذا الظرف فرق بينكما ’’ روعة الأبيات ’’
الصور البيانية والأساليب والمحسنات :
((يا خلي قريب )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نداء ’ أداته ( يا ) ’ غرضه :الرغبة والتمني في القرب الكبير من المحبوبة ,,
(( قريب )) : كناية عن الرغبة في التقارب الكبير مع المحبوبة ,,
(( الحياة كنها دونك قبر )) : تشبيه مفرد تام ’ أركانه المشبه : الحياة ’ المشبه به : القبر ’ أداة التشبيه : كأن ’ وجه الشبة : الوحشة والظلمة ,,
(( قاب قوسين )) : كناية عن القرب الكبير والشديد ,,
(( النصيب حال ما بيني وبينه )) : استعارة تصريحية شبه النصيب كمادة تحول عن التلاقي الغرض منها بيان الظرف القوي الذي استجد على الأحداث وحال دون التقارب واللقاء ,,
((وسانده القدر )) : استعارة تصريحية حيث شبه القدر كالإنسان الذي يساعد ويدعم الغرض منها تكالب كل الظروف ضدكما ’’