05-14-18, 07:24 PM
|
#20 |
|
لإحداهن..
كانت في أعماقِها طِفلة ، ضحكاتها تُوهِجُ في الروحِ فَرحاً ، روحُها بِجمال يوسُف ، وقلبها بِطُهرِ مَريم.
أما في ظاهرِها ، امرأةٌ تُذِلُّ الصَخر بِصلابتها ، عَقلَها يُجاري عُمرَها حِكمةً ، وقلبُها ذو حجرٍ مُغلقة قد نَسِجت العنكبوتُ خيوطها على أركانِها ، وبنى الحَمامُ أعشاشَهُ على أعتابِها.
في أعماقِها كانَ قلبُها يَتخللهُ النور ، كانَ مُكتظاً بالكثيرِ ممن هُم حَولها ، مَلامحها لا يكادُ العَبوسُ يطأُها ، وذلك المُنحنى الواصِل بين وِجنَتيها لا يَكادُ يَستقيم.
أما في الظاهِر ذات ملامِح جامِدة ، قَلب أكثَر جُموداً ، وإبتسامة لا وُجودَ لَها سِوى بالأعماق!!.
هكذا كانت ، لا يَرى ما في أعماقِها إلا مَن قَد كَسَرَ حاجِز عُمقِها ليصِل إلى حَيثُ تِلكَ الطِفلةُ تَكون.
جميلة الروح (س.ق).
|
| |