الموضوع: طرواده
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-18, 07:27 PM   #16
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  يوم أمس (01:11 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



عدت من جديد ’’ لشاعر متمكن من كلماته وصياغتها بتفرد جميل ’’ فريدة قصائده من نوعها ’’ متميزة في سكب حرفها ’’ اليوم أرى شيئا جديد قد كسر قاعدة وتراتيب قصائدك ’’ اللجؤ لعالم الأسطورة ’’ والعالم الحربي ودمجه بعالم الحب والغزل ’’وما أجمل أن نصنع من معانٍ جامدة صورة حركية ’’ تضمنت قصيدتك بيت غزلي صريح يتبعه شطر هذا أيضا جديد على هيكلية قصائدك ’’ القصيدة بها الكثير ’’ من ألفاظ ومعاني غزيرة سأبدأ بها فهي غذاء عقلي وأدبي جميل ’’

العنوان
(( طروادة ))

عنوان استل من عالم الأساطير الإغريقية ’’ من عالم ينقلنا لشواهد الإلياذة والأوديسا ’’ عالم الملاحم الشعرية للشاعر (( هوميروس )) ’’ وما أجمل ذلك الانتقاء ’’ ولكن أردت معنى محدد ’’ ألا وهو كيفية تسلل ذاك الحصان الخشبي الذي حوا محاربي الإغريق إلى طروادة ’’ ذاك حالك مع من تسللت واحتلت قلبك ’’ (( المباغتة )) هو الجامع بينهما ’’ عنصر المفاجأة هو الذي يحضر فيحل ويحتل الموقف ’’ ولقد ذكرت حصان طروادة برمزية (( طروادة )) دون حصانها ’’ لكن السياق العام للقصيدة يُهم من خلاله ’’ وفي البيت المذكور سيأتي تفصيلي أكمل وأتم ’’ وفقت بشدة في هذا العنوان الرائع ’’ بل الرائع جدا ’ عنوان جمع ’’ ملحمة شعرية ’’ عنوان جمع أسطورة تاريخية ’’ تعود بنا إلى عصور ما قبل الميلاد ’’ أحسنت بشدة ’’
’’
المقدمة
(( ليه الهجر ))
ألا ويننت يا صاحي علامك مقفين عني
علامك ما رضيت ترد من عامين وزيادة
أريد أعرف وشللي صار وشللي كدرك مني
أبيك تقول لي وشهو وتطفي نار وقادة

المقدمة ’’ جاءت استفهامية بها من الحنين والشوق والعتب خفيف الملمس ’’ رقيق العبارات ’’ لاستمالة من تهواها ’’ فتسألها بصورة الصاحب والقريب المحبب إلى النفس ’’ أينها من حياتك ’’ ومن وجودها الذي كان يوما ما يحتل أجزاء من تلك الحياة ’’ حياة من أحبها ولا زال ’’ فهنا يبدأ الاستفسار الرقيق لماذا كان الهجر ؟؟؟ ’’ ولماذا البعد الغير مبرر فأنت تحن لتلك الأيام التي كانت هي فيها ’’ وعلاوة على ذلك أنت في حالة استغراب من هجرها الذي تراه جاوز حده ’’ فأيام قلائل لا يطيقها العاشق في بعده عن من يهواها ’ فما بالنا بسنتين ’’ وزيادة نصف سنة ’’ فتلك مدة تعتبر مجحفة في عالم من يهوى ’’ يراها ظالمة على قلبه ’’ تظلم أيامه ’’ وتجعل لياليه أشد سوادا ’’ وهنا تكمل أنك تريد أنت تعرف ما هو الذنب الذي اغترفته وأبعدها عنك ’’ حيث أنك وفق حساباتك لا يوجد ما يبعدها عن مسار حياتك ’’ تريد أن تفهم عن فعل قد تكون ارتكبته وأزعجها ’’ هنا نتبين حالة التشتت في التفكير بها ’’ فأنت تقدم لها العذر لخطأ قد يكون وقع ’ لكنك بالتأكيد غير قاصد ’ بدليل إنك لا تعرف سبب هجرها ’ وإنك مجرد تفترض إن هناك سبب ’’ أو خطأ قد بدر منك ’’ لكن إذا كانت تلك الفرضية صحيحة فالأصح أنك لم تقصدها بدليل إنك لا تتذكرها ’’ هنا الحالة مع من يحب إنسان بشدة ولا يريد أن يفقده ’’ فيبحث عن أسباب الهجر والبعد ’’ خاصة وإنها محبوبتك ’’ فأنت من ذلك الهجر تعاني ’’ وتريد وصلها في الحال ’ فالبعد والجفاء أخذ أكثر من مداه ’ لهذا أنت تطالبها بتبرير البعد ’ لأن حالك كمن ألقي بنار تستعر ’ ولا زالت مشتعلة ’ وعودتها لك ولحياتك هي السبب الوحيد الذي يطفأ تلك النيران ’ من الأشواق والحنين لها ’’ جميلة جدا المقدمة ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
(( وين أنت )) :
أسلوب إنشائي طلبي ’’ نوعه : استفهام ’’ غرضه بيان قسوة البعد على قلبك ,,
(( يا صاحبي )) : اسلوب إنشائي طلبي ’’ نوعه : نداء (( يا )) ’ غرضه : بيان التودد والتقرب لها بدرجة قرب الصاحب القريب جدا ’’
(( علامك مقفين عني )) : أسلوب إنشائي طلبي ’’ نوعه : استفهام ’’ غرضه : جهلك لأسباب الفراق ووقعه الشديد عليك
((علامك ما رضيت ترد )) : أسلوب إنشائي طلبي ’’ نوعه : استفهام ’’ غرضه : جهلك لأسباب الفراق ووقعه الشديد عليك
((شللي صار / شللي كدرك مني )) : أسلوب إنشائي طلبي ’’ نوعه : استفهام ’’ غرضه : جهلك لأسباب الفراق ووقعه الشديد عليك
(( تطفي نار وقادة )) : كناية عن حالتك المزية بدونها ,,
هنا أيضا استعارة مكنية شبهت المحبوبة كقوة إطفاء ’ الغرض منها بيان أن قربها سبب نهاية ألمك وحزنك ’’
روعة الصور والأساليب ’’

(( معاناة الفراق ))
تحيرت وفؤادي حار مدري شصار فهمني
تعبت من السهر والليل ناسي لذة رقاده
تعالي ورحمي قلبي يقضي أيامه يوني
عرضته على كل دكتور وكل الطب ما فاده

بيتين أخريين يكملان قصة التعب والإرهاق النفسي الذي طال حياتك ’’ لا زلت في حالة الذهول والاستنكار لسبب فراقها وهجرها ’’ لا زلت تطلب التبرير وتصر عليه ’ فالحال أصبح لا يعجبك ’ والهجر بات يؤرقك ويغض مضجعك ’ فأصبحت محروم من الراحة ’ من النوم ولذته ’ أصبحت تشاطر الليل الصحبة ’’ لا تنام ساهرا في جنباته ,, فتطلب هنا قدومها لأنك لم تعد تقوى فراق المحبوبة ’ هنا تجد أن ترحم حالك ’ وما آلت إليه الذات ’’ هنا تطلب الرحمة لقلبك ’ مع إن تأثير بعدها نال من كلك ’ ولا غرو بذلك ’ هو القلب مصدر العاطفة ’ مصدر الحب ’ الذي تكرس به حبها ’ هو من ينبض لها وبها ومن أجلها ’ لذا العذاب الأكبر على عاتقه ’ فوجودها أول من يُسر به القلب ’ ومن ثم باقي كيانك وأركانك ’ فهو كالسقيم المريض ’ الذي يعاني من الأنين ’ ومن هنا تبدأ وصف رحلة البحث عن دواء ’ بصورة مجازية خيالية لكنها جميلة ’ قصدها بيان كم أنت متيم في هواها ’’ فذاك القلب لم يجد الدواء عند أي طبيب ’ فكيف له إن يجد الدواء عند طبيب معالج ’ لكنه لا يجيد التعرف على موضع العلة ’ فهي الداء والدواء ’ وهي الطبيب المداوي دون شهادة طب ’ هو الداء الوحيد الذي يعجز كل الأطباء عن علاجه ’ ويظل مفتاح سره بيد من يمتلك مفاتيح القلب ’’ روعة جدا ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
(( فؤادي حار )) :
استعارة تصريحية ’ شبهت القلب كإنسان يحتار ’ الغرض منها بيان تشتتك من دونها ’ وقسوة فراقها على قلبك
((شصار فهمني )) : أسلوب إنشائي طلبي ’’ نوعه : استفهام ’’ غرضه : جهلك لأسباب الفراق ووقعه الشديد عليك
(( ناسي لذة رقاده )) : كناية عن السهد والسهر والإرهاق والأرق
(( تعالي وارحمي حالي )) : كناية عن أن قربها سبب فرحك
(( قلبي يقضي أيامه يوني )) : استعارة تصريحية شبهت القلب كإنسان يأن ’ الغرض منها بيان تعبك من غيرها وشقاءك
(( كل الطب ما فاده )) : كناية عن عجز الأطباء في معالجة اعياء القلب ’ فهو عشق لا يداويه إلا من عشقها
روعة جدا الصور ’’

(( المحبوبة الداء والدواء ))
حرام أضحى ما بين البين والهجران منجني
يبيك أنته لحالك بس ولا غيرك حدن راده
تعال اليوم لملمني بداخل قلبك اسكني
تعال أروي ظما روحي وجودك شربه وزاده


وهنا الأبيات تفصح في روعتها عن عذابات الحب ’ عن مآسي الفراق ’ وكم هي رائعة على الرغم من معناها ’ على الرغم من أنها مثقلة بالهموم ’ والآهات ’ فتقول واصفا به حالك ’ وتحرم فعلها وتجرمه ’ وقد لا يكون كذلك ’ لكنك من فرط ما آلت إليه الذات من هموم ومن تبعات الفراق ’ ترى التحريم ’ حتى غدوت كمن فقد حاسة التفكير السوي ’ واعتراه مس من الجنون ’ فحتى عقلك وقف لجانب القلب معها ’ حتى نفسك وقفك ضدك معها ’ روعة ’ فلو هي عرفت ما بك لرحمتك ’ هذا تصور من يعشق بشدة ويهوى إلى حد لا يكاد يحتمل معه الهجر ومرارته ’ فكل الناس لا يعنون لك بقدرها ’ فذاك القلب يلغي وجود الجميع في وجودها ’ فهو لم يختر من عالم الأحبة إلا هي ’ فذاك البعد وذاك الفراق والهجران مجحف ’’ مستبد ’’ ولحظة هنا كما راق لي استخدام لفظ (( البين )) امرؤ القيس في معلقته قفا نبكٍ وظف هذا اللفظ
فقال :
كأني غداة البين يوم تحملوا *** لدى سمرات الحي ناقف حنظل
فهو يوم الفراق (( فراق محبوبته )) كان كأنه من يقطف الحنظل فيتناوله ’ والحنظل شدي المرارة فمن يأكله ؟؟؟ هنا التشبيه جاء لتقريب صورة قسوة الهجر والفراق ’ وهنا وجدته بين معاني هذا البيت راق لي المعنى كثير ’’ ومن هنا تنطلق لتوجيه نداءك ’ لتحضر وتأتي وتخاطبها مباشرة فياء المخاطبة في الفعل (( تعالي )) يخصها هي وهي فقط لا غير ’ ولكن لنرى الروعة في القادم ’ تدعوها أن تمنحك لقاها وقربها ’ وليس فقط ذلك بل أن تسكن قلبها كما هي ساكنة قلبك ومحتلة أركانه ’ فأنت لا ترضى فقط بالقرب ’ بل أعلى من ذلك امتلاك مشاعرها ’ هذا حال من يهوى مناه تملك قلب من يهواها ’’ ولملمني هنا بها تشتت لحالك لا يكون إلا بأحتوائها لك روعة جدا ’فهناك في مساحات حياتك هجر يعاني من سهد ’ من عطش وجوع ’ ذاك العطش والجوع المعنوي ’ عطش وجوع القلب المهجور ’ فوجودها هو سبب نفي تلك المساحات ’’ روعة جدا ’’

الصور والأساليب والمحسنات :
(( البين والهجران )) :
ترادف
(( منجني )) : كناية عن تشتتك بدونها
((يبيك أنته لحالك )) : كناية على تفردها عن غيرها
(( لملمني )) : كناية عن التشتت من غيرها
((بداخل قلبك اسكني )) : استعارة تصريحية شبهت قلب المحبوبة كبيت ودار ومنزل يسكن به ’ الغرض منها بيان رغبتك الشديدة بامتلاك قلبها (( الحب ))
(( ظما روحي )) :استعارة تصريحية ’ شبهت روحك كإنسان يشرب ويرتوي الغرض منها : بيان شقاءك ولهفتك لمقابلتها من جديد
(( شربه وزاده )): طباق ايجاب
روعة جدا