عدت لقصيدة وقفت معها بمقدمة افتتاحية بالأمس القريب ’ ومن مختصر ما ذهبت إليه ’ إن بها شيء جديد ومتجدد ’ خاصة من ناحية (( موضوع أبيات القصيدة )) ’ وفي القصيدة الشيء الكثير الذي يجعلني لا أقدم أكثر ’ فهي ستقدم نفسها بنفسها مع الاسترسال بهذه الوقفة ’’
ريموت قلبك ’’ هذا العنوان له استخدام يجاري روح العصر التكنولوجي (( فالريموت )) كلمة جديدة ظهرت مع العصر التقني ’ وهو للتحكم عن بعد في أمور تخصه كالتلفاز وهو المشاع ’ أو التكيف ’ إلخ إلخ ’ الجميل توظيف هذا المعنى المجرد من الإحساس ’ تحت باب المشاعر والأحاسيس ’ الريموت هنا لم يرتبط بأداة تخصه ’ بل أرتبط بقلب من تهواها ’ لذا كان جميل تحريك معناه ’’ ’ العنوان جميل ’ وأحلى شيء إنك من هنا حتى في عناوينك ’ بدأت التغيير الإيجابي ’ تغيير النمطية ’ بشيء آخر ’ بروح متجددة ’’ والتغير جاء للأفضل ’’ عموما العنوان في تفسيره لن يتأخر في التفسير ’ فهو أحتل أول الأبيات في قصيدتك ’’
ريموت قلبك عندنا وحنا ملكناه
باسورد أسرارك بالقلب صنته
ملكت كل ما فيني وقلبك سكناه
حبك ترى باين وأسلوبك حفظته
لمحت وتلميحك والله فهمناه
ترى القصد بالقاف يا هيه أنته
مقدمة الحب المتبادل ’’ مقدمة تبادل الهوى بالهوى ’ والعشق بمثيله ’ ومن المقدمة تخاطبها مباشرة ’ بأن سرها بات مفضوحا ومكشوفا بالنسبة لك ’ فلم تعد هي تلك التي يخفى عليك محبتها لك ’’ ومن هنا تخبرها ’’ إنك بت تملك زمام قلبها ’ كما هي تماما تملك التحكم بقلبك ’ فلقد تساوى الأمر ’ و (( ريموت قلبك )) يدل على التحكم بمشاعرها ’ فحصل لك ما يؤكد حبها لك ’ ومبادلتك المشاعر ’ ولنقف قليلا مع الريموت الذي اتخذته عنوانا لقصيدتك ’ الريموت معروف إنه للتحكم ’ ولكن التحكم ليس من البعد البعيد جدا ’ إذا إنك يجب أن تكون في محيط المكان كي تستطيع استخدام ذلك الريموت ’ فأنت لست بالعيد عنها ’ في رؤية مشاعرها ’ هنا توحي لنا ’ إن أدراكك لمشاعرها قد فهمته وأنت لست بالبعيد عن محيطها ’ أرى أنك قد أدركت تلك المشاعر من ملامحها الناتج من قربك منها ’ فحضورك سبب لها نوع من التصرفات التي دلت على حبها ’ لهذا وقع أثر المحبوب على محبوبته ’ يكون بإدراكه من خلال تغيرات صاحبتها في لحظة الأقتراب ’ وسوف أوضح في الأبيات القادمة كيفية معرفتك بحبها في حينها ’ ومن هنا أدركت إن التحكم بمشاعرك ليس من طرفها فقط ’ بل بات من طرفك ’ فبعد أدراكك لحبها لك ’ اختلف نوع الدور ’ فقد أصبح هناك تبادل للأدوار ’ من مسيطرة ’ إلى مكاشفة لتغير ميزان قوى السيطرة ’ فمن يحب يكون أداة التحكم به ’ مرهونة بيد من يهواه ’’ رائع جدا ’’ وقد باتت ملكية القلب لك ومعك ’’ ولكن هذا القلب ’ وذلك الريموت ’ لجهازه كلمة مرور ’ وأنت أصبحت مالكها الحصري ’ فكلمة سر من يهواك أصبحت في متناول يدك ’ كيف لا ؟؟؟ وكل ما في مشاعرها موجه نحوك ’ وكلمة الأسرار بين المحبين مكشوفة لهم ’ بمثابة ايحاءات حركية ولفظية ’ ولكن تؤكد لها على الرغم من كشفك لها بذلك الحب ’’ إلا إنك حريص أشد الحرص ’’ أن يظل حبها لك طي الاحترام والكتمان ’’ هنا نلمح إنها لم تصرح لك بذلك الحب بصريح العبارة ’ بقدر الفهم من تلميحات معينة بينكما ’ ومن حبك وحرصك على سمعتها تتعهد بصيانة ذلك السر ’’ هنا بإظهار نيتك الصافية نحوها ’ إن حبك لها جاد لا عبثي ’ فسمعتها من سمعتك ’ لذا كلمة (( صنته )) للتأكيد على إن حبها سيظل محل طي الكتمان ’ وهو بينكما فقط ’’ رائع جدا المعنى ’’ ومن ثم تأتي للبيت الذي يليه لطمأنتها ’ والشيء الأخر لأرضاء روحها الأنثوية المحبة ’ من أنها هي أيضا لها نفس الدور ففي الشطر الأول تؤكد لها إنها ملكت ما بك ’ وسلبت مشاعرك ’ وقد كانت هي الأسبق لمعرفة ذلك ’ ولكنك أيضا مع الوقت أدركت إن تأثيرك لا يقل عن تأثيرها هي عليك ’ بالتأكيد إنك (( تسكن قلبها )) مما بدا من مشاعرها نحوك ’’ وهنا تبدأ في توضيح كيف كشفتها ’’ فلها من التصرفات والأساليب أمامك ما يفضح تلك المشاعر ’ وقد أرى تقلب ملامح حسية كالوجه مثلا’ أو عدم مقدرتها في السيطرة على سكونها واستقرارها ’ فهناك تصرفات لا تستخدمها إلا بحضورك ’ كانت هي الدليل والبرهان عليها ’ ومن هنا تخبرها إن ذلك الأسلوب بات معروفا لديك ’’ وإنك فهمتها ’ لدرجة الحفظ ’ وكلمة (( الحفظ )) تدل عن إنسان يعرفك كنفسه ’ لدرجة ممكن يتوقع تصرفاتك ’ ذلك أنت معها ’ وتقدم لها إيضاح آخر وتبيان جديد ’ لكيفية معرفتك لذلك الحب ’ فقد خانتها تلميحاتها بكشف حقيقة حبها لك ’’ ولنقف هنا عند كلمة (( لمحت )) فهنا للدلالة إن الكشف لم يأتي بصريح ’ بل بالتلميح ’ و نكمل (( تلميحيك والله فهمناه )) للدلالة إنك بت تفهمها تماما ’ فقد أدركت قصدها ’ فهناك ذكاء متبادل بين المحبين ’ لفهم بعضهما البعض ’’ رائع ’’ نقول دائما الحر تكفيه الإشارة ’ ومما درج (( اللبيب بالإشارة يفهم )) فكيف نحو من يهواها القلب ’ راق لي هذا المعنى بشدة ’’ وأرى إن التلميح بينكما (( بالقاف )) أي بالقصائد ’ ومن هنا أراها شاعرة تبث شعرها ’ مثلك تماما ’ فحبكما انكشف عن طريق ما تبثانه من أبيات شعرية ’’ من خلالها فهمت معناه ’ وأرى هنا لربما وصلت للرغبة في تبيان المشاعر ’ من مرسل ’ لمتلقي ينتظر تلك المصارحة ولو بتلميح وقد كانت ’ فنلت الرضا بما يسمى (( مبادلة الهوى بالهوى )) روعة ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
(( ريموت قلبك )) : استعارة ’ شبهت القلب كجهاز يدار بريموت التحكم عن بعد ’ الغرض منها بيان نيلك حبها والسيطرة على مشاعرها ’’
(( حنا ملكناه )) : كناية عن نيل الحب ’’ الحب العميق ,,
(( باسورد أسرارك )) : استعارة شبهت إن للأسرار باسورد (( كلمة سر ومرور )) الغرض منها بيان معرفتك بكل ما تحويه من تفاصيل بسيطرتك على مشاعرها بالحب ’’
(( صنته )) : كناية عن حفظ سمعتها وأسرارها ’’
(( ملكت كل ما فيني )) : كناية عن الحب المتبادل بينكما ’’
(( قلبك سكناه )) : استعارة ’ شبهت القلب كمان يسكن فيه كالمنزل ’ الغرض منها بيان شدة تملكك لمشاعرها ’’
(( بالقاف )) : كناية عن الشعر وأبيات القصيد ’’
(( يا هيه )) أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه نداء (( يا )) ’ الغرض منه بيان لفت نظرها لكلامك بمناداتها ’’
روعة الصور وتنوعها ’’