صوتك ينسيني المواجيع والآه
وكل الهموم تزول لامن سمعته
لامن ضحكت ضحكتك ما لها أشباه
ضحكة حبيبي مثل القصيد أدمنته
لولا ما شفت السعادة ولولاه
ما كان يوما بالمسرات عشته
نعرج الآن إلى مجموعة من الأبيات ’ لها وقع على الحواس ’ أبيات تخاطب الحواس السمعية ’ فهناك صوت متحرك بها ’ صوتها محبوبتك ’ صوتها له وقع وأثر كبير عليك ’ وكأننا نلمح جماليات الصوت عندها ’ كل ما يصدر منها يطربك ’ ويغذي مسمعك ’ فوجود ذلك الصوت ’ يكون مميز ممن يحب ’ تبثها ذلك وتببأها بمدى قدرتها على تبديل حالك من حال إلى حال ’ وجودها يشتت هموم ألمت بك وآلمتك ’’ فبمجرد سماعك لذلك الصوت كأنك لم تعش عالم من الهموم والآلام ’ وهو كذلك فعليا فالقرب ممن يهواها القلب ’ يمحو كل أثر سلبي ’ لأن وجودها في حد ذاته مهم ’ وهو من الأهمية التي تلغي كل ما أمامها من أمور أخرى ’ بحضور من تهوى ’ تتصاغر الأمور ’ حتى تأتي للتلاشي ’ فحضورها أقوى ’ وطاغي على كل شيء أخر ’ فهي الكفيلة بتبديل همك إلى فرح ’ ينقلب الضد لضده بوجودها ’ روعة جدا ’ بث ذلك الحس الصوتي يحرك الأبيات ’ وكأن تلك الأبيات تنطق ’ ولنكمل ما بعد الصوت (( ضحكتها )) له وقع رنان فضحكتها تنعشك ’ ولا غرو في ذلك فسعادة من يهوى يعشق بسعادة من يهواها ’ وبما إنها ضاحكة فهنا الضحك للدلالة على مرحلة جاوزت الابتسامة لفرحة أكبر ’ وهذا الشيء يسعدك ’ لأن سعادتها من سعادتك ’ بل مقدمة على سعادتك ’ حيث إنك لا تكترث لهمومك بوجودها ’ وضحكتها تعشقها كعشقك للقصيد ’ ما أروع هذا التعبير الذي راق لي بشدة ’ الشاعر بطبيعته أعلى ما يعشقه القصيد ’ بحكم شاعريته ’ فكون ضحكتها توازي ذلك العشق هذا التقريب التشبيهي ’ رائع جدا ’ فأصبحت كالذي لا يستطيع الاستغناء عن تلك الضحكة ’ مثل الإدمان (( التعود على شيء لا تستطيع تركه )) ’’ روعة ’’ وتؤكد لها بنهاية هذه الأبيات هنا إنها سر سعادتك ’ وتتفرد هي بذلك الأمر ’’ فهي مصدر كل سعادة وكل فرح بحياتك ’ جميل ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
((صوتك ينسيني المواجيع )) : كناية عن جمالية الصوت ’ وكناية عن سعادتك وزوال همك بوجودها ’’
((ضحكتك ما لها أشباه )) : كناية عن تميزها بضحكتها التي تسعدك ’’
(( مثل القصيد أدمنته )) : تشبيه ضحكتها كالقصيد ’ ووجه الشبه بينهما عدم قدرتك عن الاستغناء عنهما كشيء أعتدت عليه بشدة ولا تستطيع تركه ’’
(( ما كان يوم بالمسرات عشته )) : كناية على إن وجودها في حياتك سبب سعادتك ’’
جميلة تلك الصور ’’