يا نحيل العود منقوض الجديلة
زاهي الخدين وأوصافك تمامي
والرموش اللي على خدودك ظليلة
والعيون الواسعة نجل وكحيلة
يعجز التعبير عنها والكلامي
وجيدك اللي مستقيم بدون ميلة
يسحر العشاق يا بدر التمامي
لأقف مع هذه المقدمة الرائعة ’ لتخبرنا عن ساحرتك ’ تلك الجذابة الجميلة ’ من امتلكت مقومات جمالية بمقاييس عالمية ’ يجمع العالم على تلك المواصفات الجمالية ’ فهي ذات قوام ممشوق ’ وذات بنية جذابة ’ فالرشاقة لا شك إنها من مقاييس الجمال التي تأسر ’ ووصفتها (( بنقض الجديلة )) أي من فكت الجدائل ’ والجديلة تعني الضفيرة ’ وعادة تناسب صغيرات السن جدا ’ وكم هو رائع وصفك فهي غدت شابة ’ جميلة غادرت مرحلة عقد الضفائر ’ وتجديل الشعر ’ كم رائع ما ذهبت إليه ’ وتكمل في سرد المحاسن الفاتنة ’ فهي تتميز بوجنتين تتميزان باللون الزاهي ’ وكأن وجنتيها قد اكتست من النور المشع ’ ما جعلها ذات بشرة نضرة زاهية باهية ’ وهنا تختم بيتك ا؟لأول أن تلك الأوصاف ’ تجعلها كاملة ’ ورغم أن بني البشر لا يملكون صفات التمام والكمال والإكتمال ’ لكن هي تملك من الحسن الشيء الكثير هذا شيء ’ والشيء الآخر أنت متيم بها فكيف لك أن تراها إلا تلك الكاملة المكملة ’ تمام الحب لما يمتلك الإنسان من المشاعر لمن يهواها ’ لدرجة تجعله يراها الأجمل والأكمل ’ هذا عنوان صدق الشعور في الحب لذا ابدعت هنا ’ ولكن مع ذلك لا تكل عن وصف ذلك الحسن الفتان ’ فهناك المزيد الذي يميزها ’ تأتي لمنطقة العيون النجلا ’ لتصف ذلك الصف المرتب والمتوازي من الرمش الكثيف ’ الأهداب الطويلة ’ ومن طولها وكأنها كانت كالحاجز والظل لمنطقة الخدين ’ وما أروع الوصف وكأننا نرى تلك الرموش من الطول والكثافة والتنسيق والترتيب ما يجمل العينين ’ وأتقنت وأحسنت بذاك الوصف ’ فالعيون التي تختص بهذا النوع من الرمش ’ تكون كالعيون الكحيلة من غير ما تتكحل فعليا ’ وهذه العيون جذابة ’ وكم كان التشبيه رائعا وأنت تقرب الصورة لتلك الأهداب ’ وكأنها السهام المسنونة المنحوتة ’ المبرية التي تدل على حدتها ’ لحظة لأتوقف هنا ’’ الروعة هنا كبيرة ’ فليس بإمكاني مغادرة أدراجها بتلك السهولة ’ (( السهام )) تشير للحروب لسفك الدماء ’ ولكن أن توظفها بذلك المعنى الجمالي المعنوي الفائق الحُسن ’ وكأنك تخرجها من معناها المقيت ’ تضفي عليها معنى رائع ’ وكم أنا من الذين يؤيدون أن نسكب على المعاني الخشنة المقيتة ’ معاني جميلة تبرز وجهها الآخر ’ النقيض ’ والله أجدت وأبدعت ’ والآن لآتي لصفة كم مررت بها ’ وكم عشقت طاريها ألا وهي (( العيون النجلا )) النجل هي جمع ومفردها النجلا ’ والعيون النجلا من أروع العيون التي تتصف بها الفتاة العربية ’ العيون الواسعة ’ ولأعيد فقط الذاكرة لكم سطر في الخلف ذكرت إنها (( كحيلة )) وتخيلك صائب مليون بالمية ’ لأن التمتع بالرموش بتلك الصورة يجعلها تبدو كحيلة من دون أثمد الكحل ’ فلنتصور اقتران وسع العيون مع تلك الرموش ’ ستكون أروع وصف للعيون ’ فليس شرط أن تكون العيون النجلا أو الواسعة تبدو كحيلة ’ لكن ومع اقترانها بصفة كثافة وطول الرمش ’ أبدعت بدمج الصورتين لاكتمال الملمح الجمالي ’ وأنت هنا تصور حالتك أن كلامك يظل عاجزا أمام ذاك الحسن ’ فتقف متسمرا ’ متحيرا في كيفية التعبير عن كل ما تمتلكه المحبوبة ’ من مفاتن مميزة ’ فهي من كثر ما تمتلك تلك المواصفات ’ تحتار في ذكر ماذا ’ وترك ماذا ؟؟؟ ’’ والآن بيت المقدمة الأخير يكمل مواصفتها فهي تتميز بالجيد والعنق الطويل الجذاب ’ وبالفعل العنق الطويل من علامات الجمال ’ فيقاس بالبعد بين الأذن والرقبة ’ لذا يزينه العقد ’ ويقاس ببعد القرط الطويل عن ملامسة الرقبة من طولها بجاذبية ’ وذاك العنق به من الاستقامة من غير عيب ولا ميل ’ كما أسلفت فهو في غاية الجمال ’ وتلك الأوصاف تسحر كل من يمر بها ’ حتى يصبح في عداد من يعشقها ’ مع تلك المحاسن لا أحد يستطيع إلا أن يكون عاشق لها ’ كما تراه أنت ’ وهنا تختم باقة المقدمة بأنها في حسنها ذلك توازي جمالية القمر ’ وأي قمر ’ إنه قمر منتصف الشهر ’ في مرحلة (( البدر )) مرحلة اكتمال جمال أوجه القمر ’ وللبدر جمالية في اكتماله تفوق كل حالات القمر الأخرى وأحسنت بشدة في اختيار البدر وتشبيهها به ’ وكم أميل للتشبيه بالقمر لكونه نديم العشاق ’ لكونه جذاب مضيء وسط ظلمة الليل ’ روعته متواضعة في قدرة العطاء للجميع ’ على عكس الشمس مثلا ’ فذاك القمر المكتمل قد سحرك من غير سحر ’ ونال منك ما نال ’ وهو حب القلب ’’ أبدعت جدا في المقدمة ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
((يا نحيل العود )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نداء (( يا )) ’ الغرض منه بيان حُسن قوامها الممشوق ورشاقتها
(( منقوض الجديلة )) : كناية عن تعديها مرحلة الطفولة
(( زاهي الخدين )) : كناية عن البشرة المشرقة
(( ظليلة )) : كناية عن طول الرموش وكثافتها
((مبري السهامي )) : تشبيه حيث شبهت الرموش بالسهام المسنونة المنحوتة ووجه الشبه الطول والاستقامة
(( يا بدر التمامي )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نداء (( يا )) ’ الغرض منه بيان جمالها المكتمل وحسنها الفتان