المقدمة
(( طلب الفرج القريب ))
عليل القلب يا مولاي إني
تحملت المشقة والتعني
فإن لم يأتني لطف خفي
فأرجو منك ربي لا تهني
تشكو من تعب القلب في المحبة والعشق ’ وكم هي القلوب التي اُعتلت في دروب الهوى ’’ وهنا ابتهال لله سبحانه وتعالى ’ بمخاطبته (( يا مولاي )) ’ فهو المتولي لأمرك ’ القادر على كشف كربك ’ وأزاحه همك ’ فقد بلغت من التعب وحالة الشقاء لم تعد تطيق معه صبرا ’ لهذا جاءت تلك الألفاظ المنتقاة التي تدل على هذه الحالة (( المشقة ’ التعني )) كلها مترادفات توحي بنفس المعنى جميل ’’ وفي البيت الثاني تطلب بدعاء مبطن مبتهلا إن يحل الفرج من حيث لا تحتسب ’ وهنا تعتبره (( خفيا )) مما يدل على إن حالتك التي تعاني منها في وقتك الحالي لا تحمل تباشير الخير ’ فأنت تنتظر ذلك الفرج المخبأ ’ الذي يأتيك بفجائية تفرحك وتزيح همومك أحسنت ’ ولكن وإن لم يتحقق ذلك ماذا تأمل وتتأمل من الله ؟؟؟ تتمنى عدم تعرضك للذل ’’ لأقف هنا فقط قليلا لملاحظة جدا بسيطة بخطأ شائع لدى الكثيرين (( ربي لا تهني )) مستحيل أن تأتيك الإهانة من رب العالمين ’ فصفات الإلوهية والربوبية منزهه عن كل نقص ’ متصفة بكل كمال ’ فلهذا الحديث القدسي (( الخير إليك والشر ليس إليك )) ’ فالله يحب عباده وخلقه أكثر من حبهم لذاتهم فكيف يهنهم !!! فأحيانا الدارج نسمع هذه الجملة (( جعل ربي لا يهينك )) غلط لكن (( لا هنت )) صحيحة لأن المذلة تأتي من طرف الناقصين وهم الخلق لا الخالق ’’ لكن معناك مفهوم أنت تتمنى أن يجنبك الله إهانة من يحاول أن ينتقص من قدرك ’ ولو أكملنا أبيات القصيدة سنعلم بالذات أنت تقصد من ؟؟؟ هي تلك التي وقعت في حبال هواها ’ وتلاعب مشاعرك بحرفية ’’ عندما أصل لذلك المعنى سأقف معه بالتفصيل ’ بيتين من أجمل الأبيات ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
(( عليل القلب )) : كناية عن العذاب في مجال الحب والهوى
(( يا مولاي )) : أسلوب إنشائي طلبي ’نوعه : نداء (( يا )) ’ الغرض منه : الدعاء والابتهال
(( المشقة و والتعني )) : ترادف
((لطف خفي )): كناية عن تمني الفرج القريب من رب العالمين ’’ والدلالة على ذلك (( اللطيف )) من أسماء الله الحسنى ’’
جميلة الصور ’’