07-15-18, 02:47 AM
|
#17 |
| | 
الأبيات
(( 3 – 4 ))
(( المنايا أمانيا ))
وإني في الحياة أعيش جرح
وإني لم ألاقي من يعني
ولكني توددت المنايا
تمر كأنها لم تدرِ عني
ثم نأتي لأبيات الرثاء للذات ’ وكم بها كمية هائلة من التشاؤم ومن النظرة السوداوية ’ وكم عكست واقعية الأحباط بأقصى درجاتها ’ كنت قاسيا مع الذات ’ لكنك بارع في الصياغة والتعبير ’ فلا زلت في حوارك الموجه لرب العباد ’ وأنت تشكو ذاك الجرح الأليم ’ وكم تغدق لوحة الألم تعبير حسي ’ وكأن لذلك الحب ألم الجرح الغائر ’ لكنك مع ذلك لم تجد من يسندك بذلك الألم ’ لم تجد من يعنك على تحمل العناء والمشقة وتعبهما ’ وكم الإنسان يحتاج للسند في قمة الإحباط واليأس ’ كم يحتاج المعين الذي يعين على تخطي عراقيل الألم ’ وما أجمل البيت رغم أنينه ’ أقف لحظة بيتك هذا ذكرني ببيت جدا رائع (( لا تشكو للناس جرحا أنت صاحبه *** لا يؤلم الجرح إلا من به ألم )) بمعنى لن يحس بك الناس بقدرك أنت ’ فأنت صاحب الألم والله روعة ’’ الناس بطبيعتهم يشاركون الإنسان لحظات الرخاء والسعادة لأن الناس بطبيعتها تميل لجو الفرح أكثر من الحزن هي طبيعة بشرية ’ ورغم وجود الأوفياء لكنهم هم الصفوة القليلون ’ ونشوف بيت أروع كيف وأنت تصور لنا إن الموت ممكن الإنسان يبدي له الحب والود للاقتراب ’ وحسبك أن تكون المنايا أمانيا ’ عندما يتحول الموت لأمنية ’ نصل هنا لمرحلة اليأس والقنوط ’ والصورة اللي جدا حالكة ’’ ورغم تلك الأمنيات ’ إلا إنها على قدر قسوتها أيضا لم ترضى أن تتحقق لك ’’ هذه الأبيات أبيات حكمة ’’ رثاء ’’ روعة في معناها وقاسية في الوقت نفسه ’’ أحسنت هنا ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
(( أعيش جرح )) : استعارة ’ شبهت تعبك من الحب كجرح غائر ’ الغرض منها بيان عذابات الحب وإرهاقه لك
((لم ألاقي من يعني )) : كناية عن انعدام الصحبة الوفية في وقت الشدائد
(( توددت المنايا )) : استعارة ’ شبهت الموت كحبيبة تطلب حبها و ودها ’ الغرض منها بيان تمني الموت لأن اعتقادك الراحة بعد الموت
(( تمر كأنها لم تدري عني )) : تشبيه شبهت الموت كإنسان يمر لا يعيرك اهتمام ’ وجه الشبه عدم قدوم القدر لحلول الأجل ’’
روعة الصور جدا ,,
|
|
|
|