حزيران
/
كان حزيران .. ليلته الرابعة .. وأنتِ ..
آمنتُ بأن الوحدة .. تشتد كلما زاد الناس من حولنا ..
على مسارات الزمن .. نترك أثراً .. إن رغبنا العودة لذات وطن ..
يا أنتِ .. كيف مضيت في تلك الطريق الخالية .. إلا من الأشجار ..
وصوت الريح .. يودع نوافذ المكان ..
لقد رأيت .. أطراف ثوبك تُعانق ثرى الأرض ..
وكــأنهما في عِناق ... وداع ..
ولم أتســأل .. من يودع من .. أنتِ أم المكان ..
ليقيني بأنه موســم الحصاد .. في شهر حزيران ..
فتلك السنابل .. المغروسة الجذور في أرض روحي ..
كانت .. تظن .. بأن موسم الحصاد لن يحل بِها يوماً ..
وستبقى باسقةُ .. مُستقرة كهامات النخيل .. في كل الفصول ..
سقط الثمر المُصفر .. كباقي الأوراق .. وبقي الجذع شامخاً ..
ولكن .. كتلك الأشجار .. التي تركتيها خلفك .. بدون أوراق .
مسكينة هي تلك الطُرقات .. بعدك .. رُغم إنها تحمل ملامح وجهك ..
لازالت حزينة .. رُغم إني علمت .. بأنها ابتسمت يوماً ..
قيل لي .. ذات يوم مُمطر خيم عليه الضباب ..
ذلك اليوم .. كنتُ هُناك .. على تلك الربوة ..
لمحتُ البرق .. يشطر الظلام .. وسمعتُ خطوات المطر .. وهي تشق السحاب ..
ورأيت ملامح وجهك .. في كل قطرة مطر .. تذوب .. وتختفي ..
فسألت الأرض .. عن وجه الشبه .. بينك وبين حزيران ..
ولكني اليوم .. أسألك أنتِ .. هل غسلت أطراف ثوبك ..
أم لازال .. عالقاً بها تراب المكان .. ؟
أخبري الرياح .. بإجابتك .. لتصل إلي ..!
رُبما .. أضعتي الطريق .. إلى وطني .. وربما ..؟
لم يُبقى .. وطناً .. بعد حزيران ...!!
الـــغ ريب
5/2/437هـ
الحقوق محفوظة