12-08-18, 01:52 AM
|
#195 |
. |
..
-القاضي: كفاك تظلماً وارتباكاً ودموعاً، واقسم أن تقول الحق، ولا شيء غير الحق. -
المتهم: أقسم. -
القاضي: ضع يدك على الكتاب المقدس، وليس على دليل الهاتف. -
المتهم: أمرك سيدي. -
القاضي: هل كنت بتاريخ كذا، ويوم كذا، تنادي في الساحات العامة، والشوارع المزدحمة، بأن الوطن يساوي حذاء؟ -
المتهم: نعم. -
القاضي: وأمام طوابير العمال والفلاحين؟ -
المتهم: نعم. -
القاضي: وأمام تماثيل الأبطال، وفي مقابر الشهداء؟ -
المتهم: نعم. -
القاضي: وأمام مراكز التطوع والمحاربين القدماء؟ -
المتهم: نعم. -
القاضي: وأمام أفواج السياح، والمتنزهين؟ -
المتهم: نعم. -
القاضي: وأمام دور الصحف، ووكالات الأنباء؟ -
المتهم: نعم. -
القاضي: الوطن… حلم الطفولة، وذكريات الشيخوخة، وهاجس الشباب، ومقبرة الغزاة والطامعين، والمفتدى بكل غالٍ ورخيص، لا يساوي بنظرك أكثر من حذاء؟ لماذا؟ لماذا؟ -
المتهم: لقد كنت حافياً يا سيدي
- محمد الماغوط
..
|
| |