كد المرء عقله في استجلاء غوامض الكون..
وأستفرغ قواه في إستيعاب خفايا الطبيعة..
فأصاب في كثير مما سعى اليه..!!
فقد امتلك ناصية الهواء وغاص في عباب الماء..
وسابق الريح على أديم الغبراء..
واستحدث لنفسه كل أسباب الترف والرفاهية..
وتمتع بلذائذ العيش دافعًا عنه عاديات الحياة..
حتى استقام له كل أمر في دنياه..
فوقع في خلده أنه اصاب من الرقي أروعه ومن التقدم أعظمه..
ومن المدنية ما فات أمنية المتمنى..!!
ولو تدبرنا مليًا ما يقع تحت نظارنا..
وتأملنا في تأثير مستنبطاتنا واختراعتنا..
لبدالنا أن ما نحن فيه ليس حضارة ولا تقدمًا..
بل لا نغالي اذا قلنا أنه بدء إنحطاط..
لأن الرقي الحقيقي الذي يجب أن ننشده يكون في نفسيتنا..
لا في المادة التي نمتلكها..
فهل تهذبت نزعاتنا ورقت عواطفنا وسمت فطرتنا..
عمّا كانت عليه منذ فطرتنا..؟؟
هذا سؤال يبدو لاول وهلة غاية في الغرابة..
لأن ما من أحد أحاط باحوالنا الاجتماعية واستوعب دقائقها..
واستظهر بواطنها إلا وهز كتفيه استخفافًا به..
ولكن الذين لا يؤخذون بالظواهر الخداعة..
بل يتطلعون إلى الجوهر دون احتفال بالعرض..
يؤكدون أن نفسية الإنسان لم تتقدم قيد أنملة عمّا كانت عليه..
يوم كان اسلافه يقطنون الكهوف والمغاور..
بل الضد يرون أنها قد دنأت وانحطت عن ذي قبل..
فما رأيكم أيها الاعضاء الاعزاء..؟؟
..