عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-18, 03:20 AM   #16
عتيم

الصورة الرمزية عتيم
.

آخر زيارة »  05-12-24 (08:47 AM)
لك أن تتخيّل ..!

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرجانة مشاهدة المشاركة
رسالة إلى ميّت •




أعُجُّ بزُحامٍ غريب .. و كأنّي لم أحِير يوماً !..
أو لمْ أتألم ، أو لم أتعرّض للغصاتِ و النوبات ..
نوبةِ البكاءِ الحادة و الإنهزامِ و الوَجع .

و كأنَّ الألمَ قد ملأني من أخمصِ قدمي إلى رأسي !..
غصصتُ بالشعورِ حتى اختنقت ، و لمْ أجِد منفذاً لأُفرِغَ من ألمي هذهِ المرة و لو بالدموع ..!

شعورٌ مريع !.. حتى كدتُ أنّي أتوقفُ عنِ التنفس ..

و كنتَ بالطبع سبباً في ذلك .. فها أنا أُمسِكُ بروايتكَ المملوءةِ بالحبِ و أعراضهِ و أمراضهِ ..
كأولِ روايةٍ قرأتها لكَ اجتاحتني ..
تسرَّبَ الحب بطريقةٍ ما إليَّ حتى تشرّبته !..

و لكن لأفسِّرَ الأمرَ لكَ أكثر !..
لمْ تكُن روايتكَ كفيلةً لفعلِ كلّ ذلكَ بي ، فهناكَ أسبابٌ أخرى .. أسبابٌ أخرى ترجِعُ إليك .

لا أُريد لومكَ و أنتَ منْ غادرَ الحياةَ إلى الآخرة و الكلُّ يصفّقُ إليكَ و لجمالِ أعمالِك ، و كنتُ واحدةً مِن أولاءكَ الناسِ العاشقينَ لحرفك ، و إحساسِكَ و الجلبةَ التي تُصدرها أحاسيسكَ في الصدرِ و الروح ..

لكنّكَ أنتَ من أخذتني إلى عالمك ، أنتَ من جعلني أغرقُ و أغرق !.. أنتَ من أسكنني الأحلام ، و مَنْ ارتشفتُ مِن عالمهِ النشوةَ الأولى ..
و ها أنا أتساءل !..

هَلْ مَددتَ جِسراً إلى قلبي ؟!..
جسراً بلا نهاية ، أو نهايةٍ محجوبةٍ بالضبابِ السائد الذي جعلني أمشي بحذرٍ و ترقُبْ ..
أعتقدُ أنني علقتُ في ما قبلَ النهاية ، لأن الضبابَ اشتدَّ كثيراً !..

فما عُدتُ اهتدي النهاية ، و لا حتى أينَ يقودني .. هلْ يمتَدُ إلى السماءِ أم إلى حافةِ الهاوية ؟!..
لا أعرِفُ شيئاً سوى أنني أسيرُ منْ حيرةٍ إلى حيرة ..

و ذاكَ الشيء الذي أوقعتهُ فيَّ تمكّنَ مني و مِنْ كُلِّ أجزائي ..
بتُّ عارمةً بالأحاسيس ، شغوفة ، تملؤني العاطفة .. و لا أُوعزُ طبيعتي المرهفة الرقيقة لِصَنِيعكَ بي !..
لكِنّكَ مسستني حتى .. حتى فِضتُ بغزارة .. حتى صرتُ أستشعرُ بهِ من حولي .. و كأني منهُ و فيه ..

ما أخشاهُ الآن هوَ أنْ أكونَ نُسخةً أخرى منك ، لكنّي سأكونُ ضحيةَ نفسي !..
سأُغرِقُ نفسي بكلتا يديّ ، بينَ دُفّتي كتابي و في غزارةِ حرفي ..

أشعرُ بتعاسةٍ شديدة ..
و كُرهٍ أشدّ لكلِّ ما دونتهُ يدايَ و قلبي ، كَرِهتُ ما أطمحُ إليه .. كرهتُ حلمي ، أحبابي ، و كتابي الذي لمْ يولد بعد ..
أعتقِدُ في الحقيقةِ أنّهُ أُجهِضَ من رحمِ أمنياتي حينَ كنتُ في صراعي ، و ألمي و انهزامي !..

لا أستطيعُ معَ الأسف أنْ أخبركَ بكلِّ ما فيّ مِنْ شعورٍ هذهِ اللحظة .. لكنّ روايتكَ كانت البداية ، و كانتْ بالنسبةِ لي الخِتَام ..

عُذراً !.. ربما أزعجتُكَ برسالتي هذهِ و أفسدتُ راحتك ، لكنني أحسستُ حينما قرأتكَ في مقدمةِ الكتابِ أنكَ وصلتَ لي ..
لذلكَ أحببتُ أنْ أصِلَ إليك .. و لو لَمْ أصِلْ ..

دوماً أمتثِلُ بك .. في كُلِّ شيء .

رغمَ كلّ العبث الذي عصفَ بي من قبَلِ حرفك ، لَنْ تكونَ هذهِ الرواية هي الأخيرة التي سأقرَأُها ..
و لكنَّ حرفي هنَا اختنق ..
و أنا على يقينٍ أنَّ هذهِ الأوراق ستكونُ الأوراق الأخيرة ..

لِمَنْ فهمني .. و لمن لَمْ يفهمني !..
شكراً لوقتِكم و قراءتكم ، أنا شديدةُ الامتنان ، شديدةُ الحب لكلّ مَنْ أحَبّني ..



التوقيع ..

خُذلان +
أحلام +
أوهام +
أمَلْ

ربما أنا كُل هذا ، لكنّ الأكيد
أنني حُب ..
..


من لم يقف هنا وقفة تأمليّة ... فل يعذرني إن قلت : ( إصفع ذاتك بأقرب جدار .. ولا تنسى ذائقتك !! ) يا ......... ؟
..
مرجانة ...

أتعلمين .. يُخيّل إلي بأن النص الذي يُكتب بهذا الشكل المدهش
لا يخلو من إحدى إثنتين
إما أن يكون الكاتب عندما كتبه ( كان بقمة روقانه ) أو ( غارق وجداً بتفكيره )
بمعنى آخر ..: لا يكتب هذا النص .. كاتب كان يقف بالمنتصف أبداً ؟؟
..
مرجانة
أنا أعتبر هذا النص من أجمل ما كتبته أنتِ .. يا أنتِ الإبداع
كنت هنا غريق التفاصيل ورب الشمس
حتى أنني عشت الدور
..

صحّ كل كيانك .. من أخمص قدميك وإلى ضفائرك المتدليّه بأطراف جبينك


..