عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-18, 07:06 AM   #132
محمد نعناع

الصورة الرمزية محمد نعناع

آخر زيارة »  01-27-24 (08:29 AM)
الهوايه »  القراءة والكتابة - التاريخ والسياسة والأدب وعلم الاجتماع والنفس والفلسفة - الشطرنج

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة 27

إن مجموع الاسرى قد أصبح الآن ثلاثون اسيرا في هذا المهجع ، ولم يكن الاسرى وحدهم في هذا المهجع ، بل كان هناك أكثر من سبعون سجينا في ذلك اليوم ، وكل سجين له تهمة ما ، وأصبح العدد الكلي للموجودين في هذا المهجع مئة سجين تقريبا وقد كان يتناقص باطلاق سراح بعض السجناء ويتكاثر عند دخول بعض السجناء .

كان أحد الاسرى قد أمضى في هذا المهجع أكثر من خمسة وأربعون يوما حينما دخلت الى المهجع ، وأنا أمضيت في هذا المهجع ثمانية وعشرون يوما وخرجت وهو لم يخرج ، لاأعرف لماذا ..!؟ وهو أيضا لايعرف

لقد تمنيت أن أعود الى الاسر مرة أخرى عند الاسرائيليين وأن أسجن سبعة عشر شهرا ولاأسجن هنا في بلادي في هذا المهجع يوما واحدا ، هكذا قلت للمحقق الذي حقق معي وهناك مقولة تقول ( احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة ) فتعال معي لمقارنة نكيلها في ميزان العدل :
- "إسرائيل" : سجنتني لأنني حاربتها ولم تعذبني قط ، ولم تشتم والدي ووالدتي او أخواتي وسمحت لي ان أتواصل مع اهلي من خلال الرسائل عن طريق الصليب الأحمر الدولي رغم أني عدوها
- "الاخ العربي" : سجنني تحت الارض وعذبني وشتم والدي ووالدتي وأخواتي بأقذر الألفاظ ولم يعلن عن وجودي في سجنه حين تم السؤال عني رغم أنه ابن جلدتي
لماذا ، وألف لماذا ، بل مليون لماذا ..!؟

فبأي عذاب تتألم أكثر ..؟
العدو أم الصديق ..؟


لقد كنت كطير مذبوح من الوريد الى الوريد بيد أبناء جلدتي بدون أي ذنب .

إن الوطن بريء منهم إذ أنهم لايمثلون الوطن رغم أنهم "حكامه" ولن يؤثروا على محبتنا للوطن .

كان هذا المهجع كبيرا نوعاً ما ، وقد وصل عدد السجناء الى مئة وخمسة وثلاثون سجينا حتى أصبحنا نتناوب على النوم ..
وأما ارضية المهجع فكانت مفروشة "بالحرامات" العسكرية ، وكان القمل والبراغيث يسرحا ويمرحا عليها ، بأرتال كنا نراها بأم العين ، وكان عملي الدؤوب والمسلي ، هو تفلية ثيابي طوال اليوم من هذه الحشرات .

يتبع ..