01-06-19, 11:02 PM
|
#1 |
|
الغريب ...! !
أرجوك ،
لا ترفع صوتك بقراءتي ،
هناكَ من يسمع ،
أنتَ لستَ وحدك مع رسالتي هذه ،
عيونٌ أُخرى تترقّب أن يعلوا صوتنا لتنقض علينا گ وحشٍ جائع منذُ قرون ،
أسمعُها تَلهَث ،
گ من ركض مسافةَ عامٍ أو أكثر وللتوِ توقَّف ! ،
حسناً..لا تُصدقني؟! ،
إذاً سأُخبرك شيئاً ،
لكن "ششش" إياكَ أن تُخبر عنه أحداً ،
إن علموا بذلك فسيقتلون كِلانا ! .
رأيتُه بالأمس ،
لم يَكُن بشرياً ،
روحٌ سوداء ،
مُكتَظةٌ بالسوادِ من كل جانب ،
عيناهُ الجاحظتان كانتا تُركِّزان على ذلك الحائط أمامك ،
نعم ، هو ذاتُه ..
ظل يحدِّقُ به لعدةِ دقائقٍ ثم أدار وجههُ ناحيتي ،
كنتُ أرتَجِفُ بشدَّةٍ بينما أحتضنُ نفسي بكلتا يداي ،
بالزاويةِ هناك أنتَظِرُ حتفي ،
بدأ يتحرَّك باتجاهي ، أغمضتُ عيناي ،
تسارعت خُطواتَه المترنحة كثيراً حتى لامستني قدماه ،
صرخت ،
لم يتمالك نفسه ،
أَخَذَ المزهرية التي كانت بجانبي وحطمها على رأسي ،
أضجرهُ صراخي كثيراً ! ،
فقدتُ وعيي حينها وعندما أفقت وجدتُني هنا ،
بمستشفى الأمراض العقلية ، أتتخيَّل ؟! ،
لم يُصدِّقني أَحَد ! ،
جميعهم أغبياء ! ،
أخبَرتُ الممرِّضة بأن لا ترفع صوتها ،
لكنها مع ذلك قد فعلت وهي تنادي زميلها ! ،
سَمِعتُ غضبه ، نعم سمعته ،
ثم رأيته يتبعها إلى خارجِ الغرفة التي أقطُنُ بها ! ،
لقد نبهتها على أيِّ حال لكنها لم تستجب ،
كانت هي الأخرى تظن بأنني مريضُ فصام ،
إلا أن كل ما رأيته كان حقيقة ،
كل ما رويته لك حقيقة ، حقيقة صدقني ! .
[عبق]
|
| |