عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-19, 03:51 PM   #167
محمد نعناع

الصورة الرمزية محمد نعناع

آخر زيارة »  01-27-24 (08:29 AM)
الهوايه »  القراءة والكتابة - التاريخ والسياسة والأدب وعلم الاجتماع والنفس والفلسفة - الشطرنج

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة 41
انني لن ألوم ذلك الشخص "المساعد" الذي نعتني وضربني لأنه لايعرفني ، لايعرف بأنني "ذبحت وتعذبت مرتين" ، فمرة عند اعدائي الصهاينة ومرة اخرى في بلدي عند اخواني واصدقائي ، لايعرف بأنني كنت اسيرا" عند اسرائيل "الله يسامحه" ولكني لن أسامح أبدا" الذين تسببوا في مآساتي هذه .
فتح الباب مرة اخرى وكانت الساعة الحادية عشرة ظهرا" تقريبا" ونودي على اسمي واسم احد رفاقي الاسرى المولود في حلب وأما رفيقنا الاسير الثالث فقد بقي في السجن لأنه من محافظة دير الزور وينوون ترحيله الى هناك ونودي ايضا" على ثلاثة من السجناء العسكريين الذين يعرفون بأننا "اسرى" ، فأصبح عددنا خمسة من المساجين ، اثنان من الاسرى وثلاثة من العسكريين .
جاء الحراس بجنزير طويل قيدوا ايدينا فيه بشكل جماعي وانتظروا بعض الوقت ليأخذوا الاذن بالانطلاق بنا الى شعبة التجنيد
وفي خلال هذه الفترة انتبه احد حراسنا للسترة التي كنت ارتديها بدون ازرار ومن دون ثياب داخلية وبصدر مفتوح ، يعني "ع طاق اللحم" ونحن في فصل الشتاء ، فقال لي : "زر الازرار وسكر صدرك" ، فقلت له وببرود شديد وبعدم اكتراث : "مافي ازرار" فقال : "خرطها في البنطلون" , "شنو ما بتعرف اصول العسكرية ولاك" ، هنا تدخل أحد السجناء موجها" كلامه لهذا الحارس قائلا : "هادا ما هوى عسكري .. هادا كان اسير ) فرد الحارس بدون أن يهتم بكلمة "اسير" وكانت لهجته تدل على أنه من المنطقة الشرقية قائلا : "ايه شنو يعني .. آني شنت يسير كمان في تدمر" ، هنا جائتني البسمة لأول مرة في سورية من كلام هذا السجان البسيط وعفويته ، فأوضح السجين العسكري للسجان بأن قال له : إن هذا الواقف امامك كان اسيرا" لدى اسرائيل .. حينها اندهش السجان من هذا الكلام وبدأ يسألني عن بعض الاسماء المفقودين في الحرب بعد أن فك قيودنا من ذلك الجنزير الذي في ايدينا .
ركبنا سيارة الشرطة العسكرية المغلقة وعرف مرافقونا بأننا اسرى فعاملونا معاملة جيدة خلال انطلاقنا الى محطتنا الجديدة .

يتبع ..