يا لهذا الصمت المهيب
صمت أعوام لا سقف لها
أوتار الحديث استرخت
و الصدى قرّر أن يموت - هو الآخر -
ما عدت أحصي الأيام
و لا الأنفاس
و قوارير الصبر أعيد ملأها
الحبر يأتي من السماء
كلما حلّ المساء
و عم الظلام
أمارس عادتي الأبدية
بالكتابة ضدي
رسائل اعتراف تدين قلبي
تحمل بصمات دمي الثائر
و تنصفك
تخرِجك من القصة كجندي مجهول
الكل يعترف بإنجازاته
و الكل ينكر علي إخفاءه
في النهاية
يضج الفراغ بالتصفيق
لأنك لم تعد مجهولاً إلا بالنسبة لي
أنتَ
أول من تحرر من سجن غربته
ليضعني بدلاً عنه
و ينتقل لسجن أكبر
أبعد
أهدأ
أشد برودة
و اغتراباً
مدينة الصمت
التي أخرستنا جميعاً