أنا لا أحبكَ
أنا توحّدت بكَ
فتضاعفت أنانيتي بكَ
حتى أني
لا أجد لأي شيء معنى حقيقي
و لا قيمة
دون أن يكون تحت رعاية نبضك و بصيرتك
حتى لو رفعت لافتة انسلاخك عني
لن تستطيع
لأن كلّكَ عندي
و كلّي لديك
و ما عاد لأحدنا سطوة على نفسه
بعيداً عن إرادة الآخر
تماماً
كالأجهزة التي تملك أداة تحكم عن بعد
أنتَ تملك سلطاناً خفياً على مشاعري و رغباتي
و أنا أملك قدرة خفية للحفاظ عليك
حتى لو أبيت
لن تستطيع أن تثور ضد نفسك
أو ترغمها على تتحرر

فمنذ اللحظة التي توغلت فيها عينيك في أعماقي
و غاصت عيني في بحر روحك
في اللحظة التي اكتشفنا الكنوز المدفونة
و استخرجنا منها غيضاً من فيضٍ لا ينتهي
شعرنا بالانتماء
بالاكتفاء
بالرغبة في الانعزال
و التوحد التام مع ذاتينا
و الجسد ليس إلا جسر انقطعت حبال اتصاله
أما تلك الجسور التي ربطت العواطف و المشاعر و الروح
الحديث الذي اخترق حدود التكلف و أصبح شفاف جدا لدرجة أننا صرنا
نتخاطب بلغة العيون و الأنفاس و الإيماء
عِلم تعلمناه مع أول مصافحة و أول نظرة و أول اتصال حقيقي
عندما حلقنا فوق حدود الشهوات المجردة
و أصبحت حواس اللمس و البصر و الشم و السمع و التذوق
ذات مفهوم روحي يرتقي بنا
لنصل إلى ما نحن عليه الآن
بعيدين و الفاصل بيننا قدر محتوم
و كل قنوات الوصل تقطعت
إلا أني أشعر بك
تزورني لتتفقد حال عيني و تجمع خصلات شعري و ترتب أوراقي و حروفي
أسمع خطاك تدبّ في شراييني و تجول في واقعي
معي
أنت معي
تخبرني أن القصة لم تبدأ إلا الآن
الآن فقط بدأت قصتكَ معي