ايها النادل : ما بال ُ تلك َ السيدة ُ الجميلة ُ التي تجلس على الطاولة المجاورة

- ما بها يا سيدي !!

- وحيدة و كأنها تعيش في عالم ٍ أخر

- أنها تتردد هنا بشكل مستمر و لا تُحادث ُ أحدا ً و تكتفي بقراءة روايتها و السفر بعيدا ً في الاحلام ... ألم تلاحظها من قبل !!

- لا لم أفعل .. و كأني اراها للمرة الأولى

- غريب ! رغم انها تتواجد دائما ً في نفس الفترة ِ التي تتواجد بها

- اقول لك لم أرها لم أرهااااا .... اسألها رجاء ً هل تقبل ُُ مني فنجان ََ قهوة ٍٍ !

النادل : يا سيدي تلك السيدة الجميلة لا تَحضُر ُُ لأجل فنجان ٍ من القهوة - و الله أعلم -

- لماذا تأتي إذا ًً !!

- ربما تنتظر احدهم .. تنتظره منذ زمن ٍ بعيد ٍ على ما اعتقد

( يذهب النادل و يعود بعد قليل و يضع فنجان قهوة على طاولتي )


- أيها النادل أأخبرك بسر !!

- تفضل يا سيدي ..


- انها رائعة .. يا لحماقتي كيف لم انتبه لكل هذا الجمال و السحر في عينيها .. تكاد دقات قلبي تخترق صدري في كل مرة تنظر إلي ... انها تداعب الفنجان دلالا ً بشفتيها و كأنها تتذوقه للمرة الأولى في حياتها
انظر انظر كم هي رقيقة و هادئة و شفافة ووو ...

آه ليتني كنت ذاك الرجل الذي يناسب ُُ تطلعات ِِ انتظارها .... ليتك تسألها عن ذلك بالنيابة ِ عني يا صديقي ...


- انت الشخص المناسب لذلك دون أن اسألها

- أراك متيقنا ًً مما تقوله

( ينحني النادل ليرمي كلمة صغيرة على مسمعي )

القهوة التي ترتشفها الآن يا سيدي مدفوعة ُ الأجر ِِ قبل أن تصل و كل ما عليك فعله هو تشكر السيدة التي تجلس بجوارك ...
و لتكن على علم ٍ : حقا ً هي المرة الاولى لهذه السيدة التي ترتشف ُ فيها القهوة


( مجرد موقف ٍٍ صغير في إحدى الحانات الصغيرة .. دائما هناك َ شخص ٌ ما ينتظرك دون أن تعلم .. ينتظرك بصمت ٍ فقط و الرشفة الاولى للقهوة تكون بمذاق حضورك )