عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-19, 12:06 AM   #1025
إمبراطورة البحر

الصورة الرمزية إمبراطورة البحر

آخر زيارة »  08-23-20 (12:57 PM)
المكان »  على طرف غيمة .. ❤
الهوايه »  إسعاد الآخرين ^-^ ..
اذكروني بدعوة
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



نسيت أن أخبرك بأني رأيتك ذات يوم .. عندما كنت ابحث عن علبة القشطة
التي لم يبقى منها شيئاً على الأرفف لكن إصرار أمي جعلني اتسلق
عتبة الرف السفلي لرؤية اذا ما كان هناك علب مخبئة في الخلف .. " حدس الامهات " ..
ترددت في البداية وقلت لها : لا داعي للقشطة فانا من الأساس لا احبها ..
فقالت بشيء من الحدة : والدكِ يحبها ولا يوجد في المنزل لفطور الغد .. فهيا اسرعي ..
قلت لها معارضة : حسناً سأنادي احدى العاملين طوال القامة ليحضره لنا ..
فقالت بغضب : ماذا عنكِ .. لما جلبتكِ معي لتتمشي ام لتساعديني ؟ ..
لتتخيل شكلي وانا بعبائتي اصعد الرف وسط جموع المتسوقين سأجسد باتمان على الحقيقة
بكل استسلام .. التفت يميناً ويساراً قبل ان اصعد ..
فقالت امي بشيء من نفاذ الصبر : أتذهبين ام ماذا ؟ ..
تأكدت من خلو الممر من الأشخاص وصعدت بسرعة ولأكون صادقة كنت سأرفع نفسي
قليلاً فقط واخبرها بأنه لا يوجد وهيا بنا نذهب ..
لكن شيئاً ما بداخلي جعلني اطرد تلك الفكرة ..
صعدت وأخذت ابحث بين العلب المتفرقة في الخلف .. لم اتوقع ان العلب في الخلف
مرمية بهذه الفوضوية دون اهتمام عكس الواجهة فترى جميع العلب مرصوصة
بجانب بعضها بعناية ودقة لدرجة انك تقف مبهوراً بمدى الإهتمام ..
وبينما انا ابحث عن علبة القشطة .. بت ارى الجانب الآخر من الممر ..
فرأيت ذاك الصغير وهو يبكي في عربته بينما والداه مشغولان في رؤية
تاريخ انتهاء الحليب قبل شرائه .. وتلك الطفلة التي اخذت قطعة شوكلاته
وذهبت بكل براءة لوالدها لتخبره بأنها تود شراء هذه فابتسم الاب وقال لها
ضعيها في العربة .. ابتسمت لتصرف الفتاة فقد ذكرتني بنفسي ..
اما في الجانب الآخر فكانت هناك سيدة تطلب من العامل ان يحضر لها
علبة شاي الأخضر في اعلى الرف .. نعم هو ذاك العامل الذي كنت اطالب به منذ قليل ..
وهناك .. فتحت عيني لأقصاه لهناك .. هناك كنت أنت
انت بثوبك الابيض وغترتك الحمراء تتفحص احدى علب العصير ..
لقد لوحت لك كثيراً .. لوحت لك بقلبي وناديت بأعلى صوتي بإسمك
لكنك لم تلتفت .. لم تشعر بوجودي .. لم تسمع روحي وهي تناجيك ..
اذكر تفاصيل ما فعلته بكل دقة من اخذك للعصير وتفحصه واعادته
واخذك لآخر واعادته واخذك لثالث غيره واعادته .. لدرجة اني وددت ان اخذ
احداها واضعها في يدك وادفعك لتمضي .. لتمضي إلي .. لتراني ..
لا ادري لما كنت تتفحصها بهذه الاهمية .. جعلتني اغار من علبة عصير
لانك تهتم بها اكثر من التفاتك لقلبي العالق عالياً ..
انتظرت وانتظرت وها انت التفت وقد اتسعت ابتسامة عيناي
وفرحة عامرة غمرتني بـأنك الآن ستراني لا محالة ..
لكنك اتجهت في اتجاه عكس تواجدي .. عكس قلبي ..
ظلت عيناي تراقبانك الى ان اختفيت بين المتسوقين ..
ظللت اتسائل لما لم تشعر بي ؟! وانت من كنت تشعر بي دون ان اتفوه بكلمة ..
كنت تقرأني بعينك وتسمع قلبي اكثر مني ..
" ماذا حدث .. هل وجدتي شيئاً ؟ " .. قاطع صوت امي تفكيري بك ..
لا أدري كم من الوقت كنت في الاعلى حتى انني نسيت امر القشطة
لم أجد أي علبة .. ربما وجدت لكنني لم اكن اقوى على التفكير وقتها
فنزلت واخبرت امي بأن المنظر كان جميلاً جداً من الأعلى ..
لم تفهم امي ما قصدته ولم تهتم لما كنت اتمتمه بدون وعي ..
خرجنا من هناك بدونك وبدون علبة قشطة ..

ربما لم تكن أنت.. لكن شبيهك الأربعين يشبهك كثيراً ..


تمت..،




 
مواضيع : إمبراطورة البحر



رد مع اقتباس