عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-19, 10:21 AM   #10
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:52 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الـــــدرس الرابــــع



بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

لما أسلم حمزة عم النبي صلّ الله عليه وسلم وجماعات كثيرة من الناس وانتشر الإسلام .. اجتمعت قريش على عقد معاهدة على بني هاشم ، وبني المطلب ...

[[ ألا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم ]]

وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة .. وقد دعى النبي صلّ الله عليه وسلم على من كتبها ..فشلت يده ...

وقد اشتد أذى الكفار لرسول الله صلّ الله عليه وسلم .. فحاصروه وأهل بيته في شعب أبي طالب ...
و[ الشعب ] هو : مكان منفرج بين جبلين .

فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم لرسول الله صلّ الله عليه وسلم .. إلا [ أبا لهب ] فإنه نصر قريشا على رسول الله صلّ الله عليه وسلم .

وظل رسول الله صلّ الله عليه وسلم ومن معه في الشعب محصورين ، مقطوع عنهم الطعام والشراب نحو [ ثلاث سنين ] حتى بلغهم الجهد ، وسمع صوت صبيانهم بالبكاء من وراء الشعب.

وقد انقسمت قريش فريقين :

منهم راض عن هذا الفعل...
ومنهم كاره...

فسعى بعضهم إلى نقد هذه الصحيفة .. وأطلع الله سبحانه وتعالى رسوله صلّ الله عليه وسلم على أمر صحيفتهم .. وأنه أرسل عليها [ الأرضة ] وهي : حشرة تأكل الخشب .. فأكلت جميع ما فيها إلا ذكر الله سبحانه وتعالى ...

وأخبر النبي صلّ الله عليه وسلم عمه أبا طالب بذلك .. فخرج أبو طالب إلى قريش .. فأخبرهم خبر ابن أخيه .. وقال لهم :
《إن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقاً رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا》.

قالوا : قد أنصفت ... فأنزلوا الصحيفة .. فلما رأوا الأمر كما أخبر به رسول الله .. اصلّ الله عليه وسلم زدادوا كفرا إلى كفرهم .

وخرج النبي صلّ الله عليه وسلم ومن معه من الشعب ...

وفي هذا الشعب ولد [عبد الله بن عباس] رضي الله عنهما ...

ولما نقضت الصحيفة تتابعت على رسول الله ﷺ المصائب بموت :
▪️زوجه [خديجة] رضي الله عنها ...
▪️وعمه [ أبي طالب ] ...

وكان بينهما زمن يسير فسمي هذا العام [ بعام الحزن ] .

فنالت قريش من رسول الله صلّ الله عليه وسلم من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب.

وكان مما حدث له صلّ الله عليه وسلم أن سفيها من سفهاء قريش اعترض رسول الله صلّ الله عليه وسلم فنثر على رأس النبي صلّ الله عليه وسلم ترابا .. فدخل رسول الله صلّ الله عليه وسلم بيته والتراب على رأسه .. فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تمسح عنه التراب وهي تبكي .. ورسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول لها :
[ لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك ، فما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب ].

وقد كان النبي صلّ الله عليه وسلم حريصاً على إسلام عمه أبي طالب ، إلا أنه مات على الكفر ...

فلما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلّ الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية ، فقال : أي عم ، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ...

فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد المطلب ..؟ ⁉️
أي تترك ملة عبد المطلب .. فلم يزالا يكلمانه حتى مات على الكفر .

فقال النبي صلّ الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنه ...

فنزل قول الله تعالى : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ ءامَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }.

وكان النبي صلّ الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء .. وكان يقول : " مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْراً مِنْهَا . قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاء".

ولما ماتت خديجة رضي الله عنها ، جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون .. فقالت : يا رسول الله ، ألا تتزوج .. ؟
قال : من .. ؟
قالت : إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا ..
قال : فمن البكر ..؟ ⁉️
قالت : ابنة أحب خلق الله عز وجل إليك... عائشة بنت أبي بكر.
قال : ومن الثيب ؟
قالت : سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك على ما تقول.
قال : ف

اذهبي فاذكريهما علي.
فدخلت بيت أبي بكر فقالت : يا أم رومان (وهي أم عائشة رضي الله عنها) ..
ماذا أدخل الله عز وجل من الخير والبركة..؟ ️
قالت : وما ذاك ؟
قالت : أرسلني رسول الله صلّ الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة .
قالت : انتظري أبا بكر حتى يأتي.

فجاء أبو بكر ، فقالت : يا أبا بكر ماذا أدخل الله عز وجل عليكم من الخير والبركة .. ؟
قال : وما ذاك .. ؟
قالت : أرسلني رسول الله صلّ الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة ... قال وهل تصلح له .. إنما هي ابنة أخيه.

فرجعت إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم فذكرت ذلك له .. قال : ارجعي إليه فقولي له أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام ، وابنتك تصلح لي ...

فرجعت فذكرت ذلك لأبي بكر .. فقال لها : انتظري .. ثم خرج ...

فقالت أم رومان : إن مطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه فوالله ما وعد وعدا قط فأخلفه لأبي بكر.

فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتى الذي يريد أن يتزوج عائشة .. فقالت : يا ابن أبي قحافة لعلك مصبئ صاحبنا مدخله في دينك الذي أنت عليه إن تزوج ابنه ابنتك..

أي ستجعل مطعم يترك دينه ويدخل دينك إن تزوج ابنه ابنتك.

ثم خرج أبو بكر من عند المطعم بن عدي .. وقال لخولة ادعي لرسول الله ﷺ، فدعته فزوجها إياه، وعائشة يومئذ بنت ست سنين.

قالت عائشة : تزوجني رسول الله صلّ الله عليه وسلم في شوال .. أي عقد علي في شوال وأنا بنت ست سنين .. وبنى بي .. أي دخل علي في شوال وأنا بنت تسع سنين ...
وكان هذا السن حينئذ تصلح فيه المرأة للزواج.

ولم يتزوج رسول الله صلّ الله عليه وسلم بكرا غير عائشة رضي الله عنها ...

وبعد أن فرغت خولة بنت حكيم من تزويج رسول الله صلّ الله عليه وسلم من عائشة، دخلت على سودة بنت زمعة ... فقالت : ماذا أدخل الله عز وجل عليك من الخير والبركة .. ؟
قالت : وما ذاك .. ؟
قالت : أرسلني رسول الله صلّ الله عليه وسلم أخطبك عليه.
قالت : وددت [ يعني وافقت ] ادخلي على أبي فاذكري ذاك له .. فدخلت عليه وأخبرته الخبر ...

فقال لها : كفؤ كريم ... ماذا تقول صاحبتك ..؟️ [ أي ماذا تقول سودة .. ؟ ]
قالت : تحب ذاك ...
قال : ادعيها لي .. فدعتها .. فأخبرها الخبر ...
وقال لها : أتحبين أن أزوجك به..؟
قالت : نعم.
فقال لخولة : ادعيه لي .. فجاء النبي صلّ الله عليه وسلم فزوجها إياه.

ولما اشتد البلاء على رسول الله صلّ الله عليه وسلم خرج إلى الطائف رجاء أن يؤووه وينصروه على قومه .. فدعاهم إلى الله سبحانه وتعالى فلم ير منهم ناصراً .. وآذوه مع ذلك أشد الأذى .. ونالوا منه صلّ الله عليه وسلم ما لم ينله قومه.

فظل فيهم عشرة أيام لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه ..
فقالوا له : اخرج من بلادنا .. وأغروا به سفهاءهم .. ووقفوا له صفين .. وجعلوا يرمون النبي صلّ الله عليه وسلم بالحجارة حتى دميت قدماه .. ومعه زيد بن حارثة رضي الله عنه يقي النبي صلّ الله عليه وسلم بنفسه من الحجارة حتى أصابه شجاج في رأسه فانصرف النبي صلّ الله عليه وسلم راجعا من الطائف إلى مكة محزونا...

وفي مرجعه دعا بالدعاء المشهور :
" اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ .. أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَوْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، غير أن عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِْ أَنَ يَحِلّ علِي غَضَبَك ، أَوْ يَنزل بَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك".

وفي مرجعه صلّ الله عليه وسلم من الطائف إلى مكة بعث الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام إليه فقال للنبي صلّ الله عليه وسلم :
" إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ".

فسلم ملك الجبال على النبي صلّ الله عليه وسلم ثم قال : يا محمد قد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت .. إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ... (أي الجبلين )..

فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً.

ولما نزل النبي صلّ الله عليه وسلم بنخلة (وهو مكان بين مكة والطائف) .. قام يصلي من الليل فجاءه نفر من الجن فاستمعوا قراءته ولم يشعر بهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم حتى نزل عليه ..

قوله تعالى : {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ}..
إلى آخر الآيات من سورة الأحقاف.

ثم دخل النبي صلّ الله عليه وسلم مكة في أمان وجوار المطعم بن عدي ...

ونادى المطعم بن عدي :
[ يا معشر قريش إني قد أجرت محمد فلا يهجه أحد منكم ].

وظل رسول الله صلّ الله عليه وسلم بمكة يتبع الحجاج كل عام في منازلهم وفي المواسم بعكاظ ، ومجنة ، وذي المجاز ( وهذه ثلاثة أسواق كانت للعرب قديمة ).. كان يدعو النبي صلّ الله عليه وسلم الناس في هذه الأسواق.

كان يدعوهم إلى أن ينصروه حتى يبلغ رسالة ربه و

له

م الجنة .. فلم يجد النبي صلّ الله عليه وسلم ناصراً ولا مجيبا ..

وكان يذهب إلى القبائل .. ويقول : يا أيها الناس :" قُولُوا : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تُفْلِحُوا وَتَمْلِكُوا بِهَا الْعَرَبَ ، وَتَذِلَّ لَكُمُ الْعَجَمُ ، وَإِذَا آمَنْتُمْ كُنْتُمْ مُلُوكًا فِي الْجَنَّة"ِ.

وكان َأَبُو لَهَبٍ وَرَاءَهُ ، ويَقُولُ :
[لا تُطِيعُوهُ ، فَإِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ ].

وكان الناس يَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَحَ الرَّدِّ وَيُؤْذُونَهُ .. وَيَقُولُونَ : [ َعَشِيرَتُكَ أَعْلَمُ بِكَ ، حَيْثُ لَمْ يَتَّبِعُوكَ ، وَالنبي ﷺ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَيَقُولُ : "اللَّهُمَّ لَوْ شِئْتَ لَمْ يَكُونُوا هَكَذَا "]

فعرض النبي صلّ الله عليه وسلم نفسه على عدة قبائل فلم يستجب منهم أحد .. إلى أن لقي النبي صلّ الله عليه وسلم عند العقبة في الموسم ستة نفر من الأنصار وكانوا من الخزرج وهم :
أبو أمامة.. أسعد بن زرارة.
وعوف بن الحارث.
ورافع بن مالك.
وقضبة بن عامر.
وعقبة بن عامر.
وجابر بن عبد الله بن رئاب.

فدعاهم النبي صلّ الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلموا ...

ثم رجع هؤلاء النفر إلى المدينة فدعوا أهلهم إلى الإسلام فأسلموا .. وانتشر الإسلام في المدينة حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وقد دخلها الإسلام .



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يتبع بإذن الله....



د. خالد الجهني
( إسعاد البرية بشرح الخلاصة البهية
في ترتيب أحداث السيرة النبوية )



#تعرف_على_نبيك
#السيرة_النبوية