عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-19, 08:37 AM   #11
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:05 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الــــدرس الخامس



بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

في السنة الثانية عشرة من البعثة : أسري برسول الله ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .. ثم عرج به إلى سدرة المنتهى ...

وكان الإسراء برسول الله ﷺ بجسده في اليقظة ليلا...

ولما وصل ﷺ بيت المقدس ربط البراق الذي كان يركبه بحلقة باب المسجد .. ثم دخل المسجد وصلى فيه بالأنبياء إماما ..

ثم جاءه جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاختار ﷺ اللبن على الخمر .. فقال له جبريل : هديت للفطرة ...

قال الله سبحانه وتعالى ذاكرا الإسراء برسول الله :
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }

ولما عرج بالنبي ﷺ إلى السماء الثانية رأى عيسى بن مريم ، ويحيى بن زكريا عليهما السلام ، فرحبا به ودعوا له بخير ..

ثم عرج به ﷺ إلى السماء الثالثة فرأى يوسف عليه السلام ورآه قد أعطي شطر الحسن ..
أي نصف الحسن والجمال .
فرحب بالنبي ﷺ ودعا له بخير ...

ثم عرج به ﷺ إلى السماء الرابعة فرأى إدريس عليه السلام فرحب بالنبي ﷺ ودعا له بخير ..

ثم عرج به ﷺ إلى السماء الخامسة فرأى هارون عليه السلام فرحب بالنبي ﷺ ودعا له بخير ...

ثم عرج به ﷺ إلى السماء السادسة فرأى موسى عليه السلام فرحب بالنبي ﷺ ودعا له بخير ...

ثم عرج بالنبي ﷺ إلى السماء السابعة فرأى إبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور .. وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ...

ثم ذهب جبريل بالنبي ﷺ إلى سدرة المنتهى ...

وهذه السدرة عندها ينتهي علم الملائكة .. لذلك سميت بسدرة المنتهى ...

فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ﷺ عند سدرة المنتهى ما أوحى ..
ففرض الله سبحانه وتعالى خمسين صلاة في كل يوم وليلة ..

فنزل النبي ﷺ إلى موسى عليه السلام فقال له موسى : ما فرض ربك على أمتك .. ؟ ⁉️
فقال النبي ﷺ خمسين صلاة ...
فقال موسى : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك .. فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم ...

فرجع النبي ﷺ إلى ربه فقال : يارب خفف على أمتي .. فحط الله سبحانه وتعالى خمسا ...

فرجع النبي ﷺ إلى موسى فقال له : حط عني خمسا ...
فقال موسى : إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ...

فلم يزل النبي ﷺ يرجع بين ربه سبحانه وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال الله سبحانه وتعالى :
[يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر وذلك خمسون صلاة .. ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا .. ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة ]

فلما أصبح رسول الله ﷺ في مكة أخبر الناس بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى .. فاشتد تكذيب الكفار له .. وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس .. فجلاه الله عز وجل له حتى عاينه .. فطفق يخبرهم عن آياته ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئا ..

▫️وأخبرهم عن تجارة لهم .. وعن وقت قدومها ...
▫️وأخبرهم عن البعير الذي يقدمها ...

فلما رجعت التجارة كان الأمر كما قال فلم يزدهم ذلك إلا نفورا ...

وفي موسم الحج من السنة الثانية عشرة من البعثة وافى النبي ﷺ اثنا عشر رجلا من الأنصار ، بعضهم ممن لقي النبي ﷺ في الموسم السابق فبايعهم رسول الله ﷺ على :
ألا يشركوا بالله شيئا ..
ولا يسرقوا ...
ولا يزنوا ...
ولا يقتلوا أولادهم ...
ولا يأتوا ببهتان يفترونه من بين أيديهم وأرجلهم ...
أي لا يقولوا كذبا فظيعا يدهش سامعه .
وبايعهم ﷺ على ألا يعصوه في معروف ...

▫️فمن وفى بذلك فله الجنة...
▫️ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة ...
▫️ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه ...
فبايعوه على ذلك ..

وبعث النبي ﷺ مع هؤلاء الاثنى عشر [ مصعب بن عمير ] وأمره أن :
يقرئهم القرآن ...
ويعلمه

م الإسلام ...
ويفقههم في الدين ...

فأسلم على يديه خلق كثير ...

وفي السنه الثالثة عشرة من البعثة في موسم الحج وافاه سبعون رجلا من الأنصار فبايعوه عند العقبة أيضا على أن :

يمنعوه إن هاجر إليهم مما يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم ...

فأخرجوا له اثني عشر نقيبا .
فقال ﷺ للنقباء : [أنتم على قومكم كفلاء ]
فسميت :《 ببيعة العقبة الثانية》 ...

ويحكي لنا كعب بن مالك رضي الله عنه قصة البيعة فيقول :

خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله ﷺ بالعقبة من أوسط أيام التشريق ...
والعقبة مكانها [ جمرة العقبة ] بمنى ..
والعقبة هي : الشيء المرتفع .

يقول كعب فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله ﷺ لها ومعنا [أبو جابر عبد الله بن عمر بن حرام] وكان سيدا من سادتنا .. فكلمناه في أمر رسول الله ﷺ .. فأسلم ...

فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا .. حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله ﷺ ..
وكنا ثلاثة وسبعين رجلا .. فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله ﷺ حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب ..

وكان يومئذ على دين قومه .. فلما جلس تكلم العباس فقال :
[ يا معشر الخزرج : إن محمدا منا حيث قد علمتم ، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو في عز من قومه ومنعة في بلده .. وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم .. فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك .. وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم .. فمن الآن فدعوه فإنه في عز ومنعة من قومه في بلده ...

فقال له الأنصار : قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت ..

فتكلم الرسول ﷺ وتلا قرآنا ودعا إلى الله ورغب في الإسلام ..
ثم قال : أبايعكم على أن :
تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم ..
فأخذ البراء بن معرور بيده .. ثم قال : نعم ؛ والذي بعثك بالحق نبيا لنمنعنك مما نمنع منه أذورنا .. أي نساءنا ...
فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ...
أي أهل السلاح ورثناها كابرا عن كابر .

وبينما البراء يكلم الرسول ﷺ ..
قال أبو الهيثم بن التيهان : يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا .. وإنا قاطعوها ... يعني اليهود ..
فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله ...
أي نصرك الله على عدوك أن ترجع إلى قومك وتدعنا .. فتبسم رسول الله ﷺ ثم قال : [ بل الدم الدم والهدم الهدم ].
أي ذمتي ذمتكم ، وحرمتي حرمتكم ، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم ...

وقال ﷺ للأنصار : أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا ..
أي رئيسا .
ليكون على قومهم بما فيهم .. فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا ؛ تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس ...

فلما علمت قريش بالبيعة ذهبوا للأنصار في بيوتهم يسألونهم ولكن الأنصار لم يخبروهم بحقيقة الأمر فانصرف الكفار عنهم ...

فأكثرت قريش في البحث حتى استيقنت بالبيعة .. فتتبعوا الأنصار .. وكانوا قد نفروا من منى ...

فخرجوا في طلبهم فأدركوا :
[ سعد بن عبادة ] و [المنذر بن عمر ]

فأما [ المنذر ] فأعجزهم ولم يلحقوا به ...
وأما [ سعد ] فأخذوه فربطوا يديه إلى عنقه ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ...

ولما نزل قول الله تعالى :
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ▪ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ }.

أمر النبي ﷺ حينئذ أصحابه بالهجرة إلى المدينة بعد أن بايع الأنصار على الإسلام والنصرة له ولمن اتبعه ...

فقال لأصحابه في مكة : إن الله عز وجل قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها .. فخرجوا جماعة في إثر جماعة ...

وأقام رسول الله ﷺ بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يأذن الله عز وجل له في الهجرة ...

ولم يتخلف معه بمكة أحد من المهاجرين إلا من حبس أو فتن إلا [ علي بن أبي طالب وأبو بكر رضي الله عنهما ].

وكان أبو بكر كثيرا ما يستأذن رسول الله ﷺ في الهجرة ...
فيقول له رسول الله ﷺ : لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا ...
وكان أبو بكر يطمع أن يكون هذا الصاحب ...

ولما رأى كفار قريش أن رسول الله ﷺ قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم .. ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم عرفوا أنهم قد نزلوا دارا .. وصاروا في عز وحماية فتخوفوا أن يخرج رسول الله ﷺ إليهم فأجمعوا على الاجتماع في دار الندوة يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله ﷺ ..

فلما غدوا في اليوم الذي تواعدوا عليه اعترضهم إبليس في هيئة شيخ حسن الصورة ووقف على باب الدار ..
فلما رأوه واقفا على بابها قالوا : من الشيخ .. ؟
قال : شيخ من أهل نجد سمع بالذي تواعدتم عليه فحضر معكم ليسمع ما تقولون .. وعسى ألا يعدمكم منه رأيا ونصحا ...
قا

لوا : أجل . فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش ...

فقال بعضهم لبعض : إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم فإنا والله ما نأمنه على الهجوم علينا فيما قد اتبعه من غيرنا .. فأجمعوا فيه رأيا ..

فتشاوروا .. ثم قال قائل منهم : احبسوه في الحديد واغلقوا عليه بابا .. ثم تربصوا فيه حتى يصيبه ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله فيموت ...
فقال الشيخ النجدي وهو إبليس : لا والله ما هذا لكم برأي .
يعني هذا رأي غير جيد .
والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي قد أغلقتم دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يهجموا عليكم فينزعوه من أيديكم ثم يغلبوكم على أمركم .. ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره ...

فتشاوروا .. ثم قال قائل منهم : نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلدنا .. فإذا أخرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه فأصلحنا أمرنا ...

فقال الشيخ النجدي وهو إبليس : لا والله ما هذا لكم برأي . ألم تروا حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به ...
والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه .. ثم يسيروا بهم إليكم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد ... دبروا فيه رأيا غير هذا ...

فقال أبو جهل : والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد ...
قالوا : وما هو يا أبا الحكم .. ؟⁉️
قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا ، نسيبا ، وسيطا فينا ...
أي شابا قويا ذا حسب ونسب شريفا في قومه ..
قال : ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما

أي سيفا قويا قاطعا .
ثم يذهبوا إليه فيضربوه فيها ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه ...
فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلها فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا ...
فقال الشيخ النجدي وهو إبليس : القول ما قال الرجل هذا الرأي الذي لا رأي غيره فتفرق كفار قريش على ذلك .. وهم مجمعون له ...

فأتى جبريل النبي ﷺ ليخبره بما أجمع عليه كفار قريش ...
فقال له : لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه ...

فلما ذهب أول الليل اجتمع كفار قريش على باب بيت رسول الله ﷺ ينتظرونه متى ينام حتى يقتلونه ...

لما رأى رسول الله مكانهم ، قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : نم على فراشي وتسجى ببردي هذا ...
اي غط به جسدك ووجهك ، فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم ...

وكان رسول الله ﷺ إذا نام ينام في برده ذلك .

وبينما كفار قريش على باب بيت رسول الله ﷺ وفيهم أبو جهل قال لمن معه : إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم .. ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن ...
الأردن هي : الدولة المشهورة وعاصمتها حاليا عمان وهي من أرض الشام .
قال أبو جهل : وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح .. ثم بعثتم من بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون بها ...

وكان أبو جهل يقول هذا تهكما وسخرية من رسول الله ﷺ .

فخرج رسول الله ﷺ على كفار قريش فأخذ حفنة من تراب في يده ثم قال : نعم ؛ أنا أقول ذلك .. أنت أحدهم ...

وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه فلم يروه .. فجعل ينثر التراب على رؤوسهم وهو يتلو :
قول الله تعالى :
{ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ▪ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ▪ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ▪ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ ءابَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ▪ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ▪ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ▪ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ }

فلم يبق منهم رجل إلا وقد وضع رسول الله على رأسه ترابا ثم انصرف ﷺ إلى حيث أراد أن يذهب ...

وبينما الكفار على تلك الحال أتاهم رجل ممن لم يكن معهم ...
فقال : ما تنتظرون ها هنا .. ؟
قالوا : محمدا .
قال : خيبكم الله .. والله لقد خرج عليكم محمد .. ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا .. وانطلق لحاجته .. أفما ترون ما بكم .. ؟

فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ..

ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببردة رسول الله ﷺ ...
فقالوا : والله إن هذا لمحمد نائما عليه برده فلم يتركوا أماكنهم حتى أصبحوا فقام علي رضي الله عنه عن الفراش ...
فقالوا : والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا ..

وأنزل الله عز وجل قوله : { وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }

وتجهز أبو بكر رضي الله عنه ليهاجر إلى المدينة ...
فقال له رسول الله ﷺ : على رسلك ...
أي لا تتعجل

،

فإني أرجو أن يؤذن لي .. ولعل الله يجد لك صاحبا ...
فقال أبو بكر : وهل ترجو ذلك بأبي أنت..؟
قال : نعم .

فطمع أبو بكر أن يصحب رسول الله ﷺ فلم يهاجر ...

فظل مع رسول الله ﷺ في مكة ليصحبه في الهجرة ...

واشترى راحلتين وظل يعلفهما أربعة أشهر في داره إعدادا لذلك .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يتبع بإذن الله....



د. خالد الجهني
( إسعاد البرية بشرح الخلاصة البهية
في ترتيب أحداث السيرة النبوية )



#تعرف_على_نبيك
#السيرة_النبوية