عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-20, 08:44 PM   #10
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



_6_


الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم
السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم

وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور
وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره
التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها
من باب العبث والمحال، وأن ذلك حمق وجنون

فيجاهد قلبه عن التفكر فيها وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه
لما يستقبله، مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما
من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته.

فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهول
ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام
وأنها بيد العزيز الحكيم، ليس بيد العباد منها شيء
إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها

ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه
من أجل مستقبل أمره، واتكل على ربه في إصلاحه
واطمأن إليه في ذلك، إذا فعل ذلك اطمأن قلبه
وصلحت أحواله، وزال عنه همه وقلقه.

ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور
استعمال هذا الدعاء
الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به:

(اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر) (10)

وكذلك قوله:
(اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينْ
وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت) (11).

فإذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر، ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحاً وسروراً.

تــــــــابعونـا

[كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله]

..............

10- رواه مسلم.

11- رواه أبو داود بإسناد صحيح.