عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-20, 09:48 AM   #12
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:47 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



_8_

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية
بل وأيضاً للأمراض البدنية: قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة.

والغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة
ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب
أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية
والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة التي قد شاهد الناس مضارها الكثيرة.

ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه
ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة
ووثق بالله وطمع في فضله
اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير
من الأسقام البدنية والقلبية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه

فكم ملئت المستشفيات من مرضى الأوهام
والخيالات الفاسدة، وكم أثَّرت هذه الأمور على قلوب كثيرين
من الأقوياء، فضلاً عن الضعفاء، وكم أدت إلى الحمق والجنون، والمعافى من عافاه الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب، الدافعة لقلقه

قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (12)
أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه.

فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام
ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك من ضعف النفس
ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له

ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه
بالكفاية التامة، فيثق بالله ويطمئن لوعده
فيزول همه وقلقه، ويتبدل عسره يسراً، وترحه فرحاً (13)
وخوفه أمناً

فنسأله تعالى العافية وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته
وبالتوكل الكامل الذي تكفل الله لأهله بكل خير
ودفع كل مكروه وضير(14).

تــــــــابعونـا

[كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله]

............

12- سورة الطلاق: آية 3.

13- الترح: الحزن.

14- الضير: الضرر.