الموضوع: وقفة مع آية
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-20, 09:05 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:18 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي وقفة مع آية



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قــال تــعــالــى :

{ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ

حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)

كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ۙ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ

فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ ۚ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)}

[الانفال : 53 - 54 ]

‏{ذَلِكَ‏}‏ العذاب الذي أوقعه اللّه بالأمم المكذبين
وأزال عنهم ما هم فيه من النعم والنعيم
بسبب ذنوبهم وتغييرهم ما بأنفسهم

فإن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم
من نعم الدين والدنيا، بل يبقيها ويزيدهم منها
إن ازدادوا له شكرا‏.‏

‏{‏حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ‏}‏
من الطاعة إلى المعصية فيكفروا نعمة اللّه
ويبدلوها كفرا فيسلبهم إياها ويغيرها عليهم
كما غيروا ما بأنفسهم‏.‏

وللّه الحكمة في ذلك والعدل والإحسان إلى عباده
حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم وحيث جذب قلوب أوليائه إليه
بما يذيق العباد من النكال إذا خالفوا أمره‏.‏ ‏

{‏وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏}‏
يسمع جميع ما نطق به الناطقون
سواء من أسر القول ومن جهر به
ويعلم ما تنطوي عليه الضمائر، وتخفيه السرائر
فيجري على عباده من الأقدار
ما اقتضاه علمه وجرت به مشيئته‏.‏

‏{‏كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ‏}‏
أي‏:‏ فرعون وقومه ‏

{‏وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ‏}‏

حين جاءتهم ‏

{‏فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ‏}‏
كل بحسب جرمه‏.‏ ‏

{‏وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ‏}‏
من المهلكين المعذبين ‏

{‏كَانُوا ظَالِمِينَ‏}‏ لأنفسهم
ساعين في هلاكها، لم يظلمهم اللّه
ولا أخذهم بغير جرم اقترفوه

فليحذر المخاطبون
أن يشابهوهم في الظلم فيحل اللّه بهم
من عقابه ما أحل بأولئك الفاسقين‏.‏

[تفسير السعدي رحمه الله]